يحي الشماليون أعراسهم على طريقتهم الخاصة، ويتميز العرس في عرعر بطقوس شمالية جميلة، فيعبر الرجال عن فرحتهم من خلال الفنون الشعبية الموروثة، كال» دحة» الشمالية، والعرضة، فضلا عن السامري والدبكة، وغالباً ما يستعينون بفرقة لإحياء الحفل، بينما تعبر النساء عن ابتهاجهن بحجز» الطقاقات»، اللاتي يرددن أغانٍ تنم عن الفرح والسعادة. تكاليف العرس ويتحمل العريس تكاليف العرس كاملة، فأهل العروس لا يشاركون في تكاليف الزفاف في المنطقة الشمالية، كما هو الحال في معظم أنحاء المملكة، وتكتفي العروس بإنفاق مبلغ من المال على زينتها يوم الحفل، وقد تصل تكاليف كامل العرس إلى مائة ألف ريال. ولا ترى هند محمد المقبلة على الزواج، ضرورة مشاركة المرأة في مصروفات الزواج، وتعتبر المبلغ الذي تدفعه للمشغل كافيا جداً، إضافة إلى فستان الزفاف، والمصورة، وتقول» الرجل هو المسؤول، وهذا شي مفروغ منه منذ زمن». بينما ترى وفاء عبدالله ضرورة مشاركة المرأة زوجها في تكاليف حفل الزفاف، خاصة مع تزايد الأسعار خلال السنوات الأخيرة، وتبين أن هذه المشاركة تضمن للزوجين استقراراً أسرياً. واستغربت سعاد العنزي إقبال شباب المنطقة الشمالية على الزواج من السوريات، الذي تحول إلى ظاهرة للهرب من غلاء المهور وتكاليفها، عند الاقتران بسعودية، وطالبت بتقليل المهور، بالإضافة إلى مشاركة المرأة في دفع بعض التكاليف، لتقليص هذه الظاهرة. الخطبة و» التلبيسة» وتبدأ مراسم الزواج في الشمال عادةً ب» الخطبة»، حيث تبحث أم الشاب أو إحدى قريباته عن فتاة مناسبة، ومن ثم يزورون أهل العروس لخطبتها، فيطلب أهلُها مهلةً تصل إلى ثلاثة أيام للتفكير، وعند الموافقة يجتمع الرجال استعداداً لإعلان الخطبة الرسمية. ويأتي بعد ذلك عمل حفلة» تلبيسة» أو «الملكة»، حيث يتم فيها تلبيس» الشبكة» للعروس، وتكون أحيانا عائلية ومختصرة، تجهز العروس نفسها فيها، حتى تظهر للعريس وأهله فقط، وربما تكون حفلة بسيطة جداً، تقدم فيها الحلويات والفطائر، كما يسلم فيها» المهر» إلى أهل العروس، والذي يبلغ متوسطه لدى أهل الشمال خمسين ألف ريال. اندثار» العنايا» وابتكر بعض أهالي الشمال طريقة جديدة للدعوة إلى حفل الزفاف، بعيداً عن رتابة الطرق الروتينية، وهي الدعوة من خلال تعليق اللوحات، ونشرها في الشوارع. ويختار آخرون إرفاق صورة العريس على الدعوة المكتوبة على» لافتة»، كما أصبح البعض يلجأون إلى المواقع الإلكترونية والمنتديات المحلية، وتوضع» بنرات» للدعوة إلى العرس. بينما تعرف» العانيّة» العادة الشمالية الموروثة، والمألوفة بين الأهالي، حيث يقدم أقارب وجماعة العريس، مبالغ كل على قدر استطاعته وإمكانياته المادية، لإعانته على تكبد المصروفات التي يحتاجها، ومن غرضها أخذت اسمها، لكن تلك العادة بدأت في الانحسار وحلت مكانها عبارة» نعتذر عن قبول العنايا» (أي جمع العانيّة) التي تدّون في بطاقة الدعوة. غلاء الأسعار وتضاعفت المصروفات التي تحتاج العروس إنفاقها على نفسها في الآونة الأخيرة، وباتت تدفع مبالغ كبيرة جداً مقابل تزيينها. وتبين عاملة في مشغل بعرعر أن تسريحة العروس ومكياجها ليلة زفافها يكلفان 1300 ريال. وتحجز معظم العرائس قبل ليلة الزفاف لعمل حمامات» الساونا»، فضلا عن» البديكير والمنكير» حيث يبلغ متوسط أسعارها 1500 ريال، وتختلف الأسعار بين المشاغل النسائية. وتحضر العروس تجهيزات أخرى كفستان الزفاف و» المسكة»، و» الكوشة» أيضا، كما تحجز مصورة للتصوير الفوتوغرافي، فضلاً عن توثيق الزفاف، بتصويره عبر الفيديو، ما يكلف أكثر من 2500 ريال. وترى سناء اليوسف تلك الأسعار معقولة، فهي ترتفع عادة فقط خلال مواسم الأعراس، والعطلات، والإجازة الصيفية. تقسيم المهر ويختلف تقسيم المهر من عروس إلى أخرى، ففي حين تفضل نوف، تخصيص مبلغ كبير من مهرها لشراء الذهب، محددة ثلاثين ألفاً لتجهيز الملابس والذهب، لا تهتم منى بشراء الذهب، باعتباره لم يعد رائجاً هذه الأيام، ولا تهتم العروس بشراء الذهب لأنها لا ترتديه يوم العرس ولن يراه أحد. مفضلة شراء الملابس والعطور، وعندها قد تصل تكاليف الزواج منذ بدايته إلى نهايته باستقرار العروس في منزل زوجها إلى مائة ألف ريال، يتحمله العريس فقط.