يصطدم المقبلون على الزفاف في مكةالمكرمة بعقبات عدة تزيد من وعورة طريقهم إلى القفص الذهبي !. فالحصول على حجز في إحدى قاعات الأفراح في صيف هذا العام بات ضرباً من ضروب المستحيل والخيال بعد تأكيدات القائمين على تلك القاعات باكتمال حجوزاتهم في إجازة هذا العام وأيام عيد الفطر المبارك مشددين على إمكانية تأجيرهم لتلك القاعات والقصور في شهر رمضان المبارك الذي سبب تزامنه مع إجازة هذا العام في ارتفاع أسعار إيجار قصور وقاعات الأفراح المكية بنسبة ربت على 40% مقارنة بالعام الماضي خصوصاً وهو الشهر الذي يشهد نفور السعوديين من إقامة حفلات زفافهم فيه . هذا وقد نفى الشاب عبدالعزيز حكيم وجود منافسة بين أصحاب قصور وقاعات الأفراح المكية تعود ثمارها على المقبلين على الزواج من ناحية تفاوت أسعارها بتكهنه بوجود اتفاق مبطن بين المستثمرين في قاعات وقصور الأفراح يقضي بانتقال موجة الغلاء التي غزت جل القطاعات إلى جانب قصور الأفراح ملقية بظلالها على المقبلين على الزفاف الذين زادت المبالغ المترتبة عليهم بعد الارتفاع المبالغ فيه على حسب وصفه في إيجارات قصور وقاعات الأفراح التي قفزت أسعارها محلقة إلى آفاق جنونية غير معقولة بتاتاً . الحفلات تتواصل في شوال ومن جانب آخر توقع محسن غزاوي مدير إحدى قاعات الأفراح الكبرى بمكةالمكرمة أن تستمر حفلات الزفاف حتى الأسبوع الأول بعد الإجازة في شهر شوال المقبل متوقعاً أن يبلغ متوسط حفلات الزفاف بمكةالمكرمة هذا العام 15 ألف حفلة كاشفاً النقاب عن أن متوسط إيجار قاعات الأفراح بمكةالمكرمة يتراوح بين 30-60 ألف ريال لليلة الواحدة مشدداً على أن بعض القاعات المصنفة تحت قائمة 5 نجوم تزيد بأسعارها إلى مبالغ أكبر من ذلك ومنوهاً بأن بعض قاعات الفنادق تقوم باحتساب مبالغها بعدد الأفراد المدعوين للحفلة بواقع 300-500 ريال للفرد الواحد مما قد يحلق بمبالغ إيجارها إلى آفاق تتجاوز 100 ألف ريال لليلة الواحدة . إجازة الصيف وعلى ذات الصعيد يندب أصحاب قاعات الأفراح حظهم على أن إجازة الصيف لهذا العام هي أقصر إجازة صيف مقارنة بالأعوام الماضية لأن شهر رمضان سيأخذ ثلث هذه الإجازة، والمعروف أن جميع حفلات الزفاف تتوقف خلال شهر رمضان، ولهذا فإن ذلك سيقلل من أرباحهم الموسمية. غلاء الأسعار من جانبه رفض سامي حسنين مسئول الحجز في إحدى قاعات الأفراح بمكة التعليق على المبالغة في أجور هذه القاعات والتي تصل مبالغ إيجاراتها في بعض الأحيان إلى أرقام كبيرة لا تتفق مع إمكانات الشباب وقدراتهم المادية.. وترهقهم بالديون من البنوك من أجل إكمال فرحة العمر رغم الخدمات المتواضعة نسبياً التي تقدمها واكتفى بالقول وهل قاعات الأفراح فقط هي التي أسعارها مرتفعة جداً الآن ؟!. قاعات الفنادق ومن جانبه أوضح مدير الحجز في قاعة أفراح بأحد الفنادق والتي تستوعب أكثر من «300» شخص بأن القاعة محجوزة طوال أشهر الإجازة بشكل مبكر كاشفاً النقاب عن أن الزيادة التي طرأت على أسعار هذا العام جاءت لمواجهة غلاء الأسعار في كافة السلع الأخرى . غير معقول ويشير مسفر عبدالله الى أن حفلة الزواج أصبحت دليلا واضحا على الإسراف المحرم، مدللا على ذلك بأن إيجار بعض القاعات في الفنادق الكبرى يصل إلى 200 ألف ريال لافتا إلى أن أسعار الخيام ارخص بكثير. وأضاف: إن الإسراف في حفلة الزواج لا يقتصر على استئجار القاعة الفخمة وإنما يمتد إلى الوليمة أيضا، حيث يلاحظ في كثير من الأعراس أن هناك 10 صحون كاملة في كل واحد منها خروف كامل تبقى كما هي بدون أكل ويكون مصيرها طبعاً القمامة والمفترض أن الشاب المقدم على الزواج بحاجة ماسة إلى كل ريال فالاقتصاد مطلوب جدا ويبدي احد الأشخاص استغرابه الشديد من هذه الأرقام المخيفة التي يدفعها البعض في قاعة الأفراح فقط ويقول لا ادري ما الفرق بين تنظيم الحفلة في قاعة فندق 5 نجوم وبين وضعها في خيمة متواضعة بإحدى الساحات أو حتى في استراحة متوسطة السعر . وأكد يوسف محمد إن هناك إسرافا بين الشباب في حفلات الزواج وهو أمر صحيح بنسبة 100% حيث تتراوح فاتورة القاعة بين 50 و70 ألف ريال وأشار إلى أن فنادق الخمس نجوم والقاعات تبالغ جدا في أسعار القاعات. ويقول عبدالله منديلي أن تكاليف حفل العرس هي ثاني العقبات التي تواجه الشاب عند إقدامه على الزواج، مشيرا إلى أن ارتفاع التكاليف التي قد تصل إلى 150 ألف ريال بل والى 250 ألفا بالنسبة لبعض الشباب ميسوري الحال لا يعود إلى ارتفاع إيجار القاعة فقط بل أن هناك أشياء أخرى بخلاف إيجار القاعة هي التي تشعل فاتورة تكاليف حفل العرس وهى نوعية الكوشة والوجبات التي يتم تقديمها وبعض الخدمات وقائمة الطلبات الأخرى التي يطلبها العريس وذووه. وأضاف أن هناك حفلات عرس تكون تكاليفها في حدود 15 ألف ريال وأكثر ولكن هذه الحفلات تكون في قاعات صغيرة تتسع لما يقرب من 70 شخصا فقط ويكون الحضور فيها قاصرا على أهل العروسين. تفاخر النساء وهناك جانب آخر يعد بمثابة شاهد إثبات على التكاليف الهائلة التي تنفق في حفلات الزفاف الخاصة بالنساء حيث تقوم شركات تجهيز الأفراح الخاصة بالنساء بتنافس محموم لجذب العملاء حيث يرى البعض أن تكلفة حفلة الرجل لا تساوي شيئا مقارنة بحفلة المرأة خاصة إذا علمنا أن النساء مغرمات بالفخر وكل واحدة منهن تريد ان تكون ليلة زفافها افصل من غيرها ومن هنا ترتفع تكلفة فاتورة الحفلة والزوج هو الضحية ويقال والعهدة على الراوي أن الزوج إذا امتنع عن إقامة الحفلة في فندق 5 نجوم فان مصيره الرفض من قبل أهل العروس . هذا وتؤكد إحدى المقيمات أن بعض العائلات تطلب تصويرا كاملا (فوتوغرافي وفيديو) لكل أحداث الحفلة فهناك مثلا كما تقول عروس تطلب كاميرا فيديو واحدة فقط بينما تطلب عروس أخرى كاميرتى فيديو أو ثلاث كاميرات هذا إضافة لكاميرا التصوير الفوتوغرافى، حيث تطلب العروس تصوير الحفل بأربعة أفلام فوتوغرافية وقد تصل إلى ثمانية أفلام بحسب الرغبة، وبالطبع هناك اختلاف بين استخدام كاميرا فيديو واحدة او أكثر، فالكاميرا الواحدة يكون تركيزها بشكل أكبر على العروس مع تصوير لقطات بسيطة للمدعوين، وكل هذا يرفع فاتورة الحفلة. وتضيف: حفلات الزواج أصبحت أشبه بعروض الأزياء فالمبالغة والمغالاة لم تعد تقتصر فقط على الكوشة والديكورات ومستوى الفندق، بل امتدت إلى الفساتين والإكسسوارات التي ترتديها النساء، فليست العروس فقط هي التي تبالغ في فستان زفافها وقيمته، بل هناك مدعوات قد يرتدين فساتين قد تزيد تكلفتها على تكلفة فستان زفاف العروس نفسها، وعموماً كل ذلك يكون من أجل ساعتين فقط ثم ينتهي الحفل وكل يذهب إلى منزله. وتقول حنان مندورة : العروس ترى أن ليلة زفافها هي ليلة بالعمر كله، لذلك فهي تحب أن تخرج للناس بأفضل صورة حتى لو كلفت خطيبها أموالاً طائلة، والمشكلة أن هذا الأمر أصبح عرفاً سائداً بين كل الناس من الصعب أن يتغير في يوم وليلة، فالناس بطبيعتهم ينظرون إلى سواهم، وكل منهم يسعى لأن يكون أفضل من غيره، ولكن قد تحدث بعض الحالات الاستثنائية التي اعتبرها أنا حالات خاصة حينما تتهاون بعض العائلات في طلباتها وتترفق بالشباب المتقدم لابنتهم، لأنهم يدركون أنهم يشترون رجلا . تصنيف القاعات الجدير بالذكر إن قاعات الأفراح لم تخضع لتصنيف من قبل وزارة التجارة أو أي جهة معنية لتحديد فئتها وأجرها المناسب لمستواها وخدماتها وتحديد الأجور يأتي بشكل مزاجي من قبل العاملين فيها وحسب إقبال الناس عليها حيث أصبح اختيار تلك القاعات يعتمد على مظهر اجتماعي أكثر منه بقدراتهم المادية ولهذا نجد في الآونة الأخيرة إقبالا من الناس على قاعات أفراح الفنادق من باب التفاخر والتباهي فقط لا غير !.