وعد وكيل وزارة الزراعة الدكتور خالد بن محمد الفهيد أهالي محافظة جبال فيفاء بزيارة للمنطقة للوقوف شخصيا على مشكلة انتشار البلس والذي غطى مساحات شاسعة في فيفاء والقطاع الجبلي بمنطقة جازان ومتابعة الأضرار التي تسببت فيها هذه الآفة وإيجاد حل للمشكلة في أسرع وقت. جاء ذلك أثناء استقباله في مكتبه بالوزارة الأسبوع الماضي عدداً من أبناء فيفاء والقطاع الجبلي بعد أن قطعوا مئات الكيلو مترات قاصدين وزارة الزراعة بالرياض لعرض مشكلتهم مع آفة البلس مطالبين بحلول عاجلة، حيث قدم أهالي فيفاء عددا من الوثائق والمعاملات التي تثبت مدى معاناة الأهالي بجبال فيفاء والقطاع الجبلي بجازان من نبات البلس طوال ما يقارب عشر سنوات واستنفاذ جميع الوسائل البدائية لمكافحة انتشاره الذي أحدث مشكلة واسعة وأزمة كبيرة بأضراره سواء على نطاق المدرجات والمساحات الزراعية أو على المواشي والحياة الفطرية في الأودية وسفوح الجبال. وكانت لجنة لعدد من المستشارين والخبراء والمتخصصين شكلتها وزارة الزراعة قد زارت محافظة فيفاء قبل أكثر من أسبوع لدراسة انتشار النبات ووضع التوصيات المناسبة للقضاء عليه ومكافحته. وكان تقرير صادر عن خبراء من منظمة الزراعة والأغذية العالمية «الفاو» ووزارة الزراعة قد أوصى سابقا بضرورة عمل دراسات وبحوث عاجلة للحد من انتشار نبات «البلس» كما سبقها طوال السنوات الماضية عدد من اللجان من وزارة الزراعة والخبراء في القيام بجولات ودراسات للاطلاع على تضاريس المنطقة الوعرة وصعوبة المكافحة الميكانيكية والكيميائية والتي قررت استخدام حشرة (البق الدقيق) التي أثبتت التجارب التي أجراها الخبراء في منظمة الفاو وطبقت فعليا في أستراليا وفي جنوب أفريقيا نجاحها إلا أن زراعة جازان أكدت توقف التجارب الحيوية العلمية لمكافحة البلس بجازان بهذه الحشرة بسبب عدم نجاحها فيما أكد خبراء وزارة الزراعة أن المكافحة بحشرة البق الدقيق أفضل الطرق التي يمكن الاعتماد عليها في القضاء على نبات البلس. وعبر أهالي فيفاء عن تخوفهم من تجاهل حل المشكلة مما يؤدي إلى تزايد انتشار البلس الذي بات يشكل ضررا على الإنسان والحيوان، وقالوا «إن اللجنة المكلفة بدراسة المشكلة زارت فيفاء قبل عدة سنوات فيما تتابعت زيارات اللجان والخبراء للمنطقة إلا أن المشكلة ما تزال مستمرة وعدم ظهور أي مشروع وحل للقضاء على هذه النبتة السامة يكشف الخلل الكبير في عمل هذه الفرق».