استعانت وزارة الزراعة بعدد من الخبراء والمستشارين المتخصصين من الجامعات السعودية لدراسة مشكلة انتشار نبات «البلس» في محافظة فيفاء في منطقة جازان، حيث زارت لجنة مؤلفة من عدد منهم قبل يومين جبال فيفاء للوقوف على حجم المشكلة البيئية لدراسة الوضع، وكيفية القضاء على هذا النبات الذي أخذ يهدد الطبيعة والإنسان والحيوان في جبال فيفاء وبعض المناطق الجبلية، بعدما استولى على بعض سفوح الجبال وأخذ يزحف بشكل سريع على المدرجات الزراعية وصولا إلى المناطق السكنية. وقال جابر محمد الفيفي أحد المتضررين من نبات «البلس»، بدأنا منذ عشر سنوات بمطالبة وزارة الزراعة بمساعدتنا في التصدي لهذا النبات الذي غزا مزارعنا وعجزنا عن مكافحته بالوسائل البدائية، وقدمنا عدة شكاوى وكنا موعودين بمشروع مكافحته بواسطة حشرة البق الدقيق من مركز الأبحاث في أبو عريش يبدأ تنفيذه قبل حوالى العام لكن المشروع لم ينفذ إلى الآن. من جانبه قال المستشار الوقائي الدكتور هاني عبدالرحمن الطويرقي، من إدارة وقاية المزروعات في وزارة الزراعة، «إن المشروع لم يتم إلغاؤه وإنما تم تأجيله لمزيد من الدراسة». وأضاف أن الوزارة اطلعت على تجربة جنوب أفريقيا وخبرتها في هذا المجال من خلال حشرة البق الدقيق التي تم إدخالها إلى المملكة بواسطة خبراء من جنوب أفريقيا، مشيرا إلى أنها أثبتت نجاحها في القضاء على نبات «البلس» في المكسيكوجنوب أفريقيا، لكنها لا تزال تخضع للتجارب في محميات لمعرفة عدم تأثيرها على البيئة الطبيعية الأخرى في المملكة، ولم يحدد الدكتور هاني وقتا معينا لبدء تنفيذ المكافحة بواسطة حشرة البق الدقيق وقال «إن الوزارة في انتظار توصيات الاستشاريين الذين استعانت بهم». أما الدكتور إبراهيم محمد عارف استاذ علوم الغابات في جامعة الملك سعود في الرياض، والمستشار في وزارة الزراعة فقال «إن نتائج دراسة منظمة الفاو حول سبل مكافحة نبات «البلس» ضعيفة جدا وغير مقنعة وضيقة الأفق واختصت بجزئية محددة جدا وهي إدخال حشرة البق الدقيق إلى المملكة، مستبعدا أن تتمكن وزارة الزراعة بمفردها من القضاء على نبات «البلس». وأوضح أن السبب الحقيقي في انتشار هذا النبات الضار في منطقة جازان حتى وصل إلى منطقة عسير هي منظمة الفاو التي أدخلت مجموعة من الصبارات من المكسيك وزرعتها في اليمن كنباتات رعوية ومن ضمنها نبات «البلس» الذي انتشر من اليمن إلى المملكة. وقال «إن الفاو لا يمكن أن تحل مشاكل هذا النبات في المملكة لأنهم أشبه ما يكونون بشنطة متنقلة ليس لديهم مختبرات أو معامل، وقد خذلونا في كثير من الأمور ونتائجهم مخيبة للآمال، ولذلك يجب إسناد العمل إلى الجامعات السعودية، ومراكز البحوث في المملكة التي لديها الإمكانات والمعامل» وانتقد دراسة الفاو التي اقتصرت على جزئية محددة وهي حشرة البق مع تناسي الجوانب البيئية الأخرى والخريطة النباتية وطريقة التكاثر، وشدد على ضرورة الأخذ في عين الاعتبار كل الجوانب البيئية من تربة ومكان وطريقة التكاثر والفترة الزمنية للتكاثر وأيهما أنسب التكاثر الخضري أو البذري والواجهة التي يتكاثر فيها هذا النبات والتي يجب التركيز عليها في المكافحة.