تتعالى أصوات بعض أولياء الأمور في مكةالمكرمة هذه الأيام، بضرورة إيجاد حلول بديلة للتعليم المسائي، الذي اعتبروه الحل الأسهل أمام مسؤولي التربية والتعليم بمكةالمكرمة، بعد أن تزايدت أعداد المدارس المزالة في العاصمة المقدسة لصالح المشاريع التطويرية. ويقول بهاء الدين الحارثي، أحد أولياء الأمور لطلاب يدرسون في الفترة المسائية، بأنه يصارع الوقت من أجل استقرار أبنائه الذين يدرسون في الفترة المسائية، وذلك بالتحضير للدراسة والاستعداد لليوم الدراسي، وأضاف «الدوام المسائي أصبح المعضلة التي يعاني منها الطلاب، وتحول إلى سبب رئيسي في تشتيت الأسر وضياع وقت الطالب، حيث يعود من مدرسته ما بين الساعة السادسة والسابعة، الأمر الذي يشكل هاجسا بالنسبة لطلاب المرحلة الابتدائية والمتوسطة، باعتباره مضيعة للوقت. ويقول حسن الزهراني (موظف حكومي)، إنه أصبح يعاني من الفترة المسائية خاصة في فصل الشتاء، حيث يعود أبناؤه ما بعد آذان المغرب، مشيرا إلى أنه يقطن في منطقة بعيدة عن المدرسة نوعا ما، الأمر الذي دفعه إلى وضع ابنته الصغرى التي تدرس في الصف الثاني عند خالتها التي تقطن في منطقة قريبة من المدارس. وناشد حسن الزهراني مسؤولي إدارة التربية والتعليم بمنطقة مكةالمكرمة العمل على إنهاء فترة الدوام المسائي للطلاب واعتماد الدوام الصباحي فقط. ويوافقه في الرأي سعد الثقفي الذي أكد معاناة عائلته في فترة الدوام المسائي، من حيث قلة الساعات اللازمة لدراسة الطلبة للامتحانات، عدا عودة الطالبات خاصة في ساعات متأخرة. وقال الثقفي: «أقَدر الأوضاع التي تعاني منها إدارة التربية والتعليم بمكةالمكرمة، وغياب الحلول لديها، في ظل هدم العديد من مدارس البنين والبنات لصالح المشاريع التطويرية». وأكد الثقفي على مطالب الأهالي بإنهاء فترة الدوام المسائي لحل المشكلة لدى الطلاب والمعلمين على السواء. من جهته، اعتبر المعلم على الزهراني بأن الدوام المسائي يشكل مسألة صعبة بالنسبة للطلبة والمعلمين على السواء، مبينا أن المعلم يجد صعوبة في ممارسة مهام ومتطلبات أخرى غير التدريس، كالأمور الاجتماعية والشؤون الأسرية، حيث يعود المعلم ما بعد آذان المغرب، أما في ساعات الصباح فيكون الوقت ضيقا، لأن المعلم تكون أمامه مهمة التحضير للحصص الدراسية، وأضاف الزهراني، أما على صعيد الطلاب فالمعلم يعاني من صعوبة استيعابهم خاصة في الحصتين الأخيرتين، إضافة إلى مشكلة ضيق الوقت بالنسبة للطلاب في التحضير للدروس والمراجعات اليومية في فترة الامتحانات». وكان مدير عام التربية والتعليم بمنطقة مكةالمكرمة حامد بن جابر السلمي قد كشف ل«عكاظ» عن ارتفاع عدد المدارس المسائية في تعليم العاصمة المقدسة إلى 60 مدرسة (بنين وبنات) في مختلف المراحل التعليمية، وذلك بعد إزاله 16 مدرسة (بنين وبنات) بمختلف المراحل التعليمية مؤخرا، مشيرا إلى سعي إدارته الجاد لإيجاد أفضل الحلول التي تناسب المعلمين والطلاب من منسوبي المدارس المزالةالتي تقع ضمن المشاريع التطويرية في مكةالمكرمة. وكشف السلمي عن تخصيص لجنة خاصة تضم في عضويتها عددا من المشرفين لدراسات أوضاع المدارس المزالة، مشيرا إلى وجود خطة لاستيعاب تلك المدارس المزالة. وأضاف «أمام إدارتي واللجنة المكلفة أحد ثلاثة خيارات لتلك المدارس المزالة؛ أولى تلك الخيارات ضم المدرسة المزالة إلى أقرب مدرسة لتصبح مدرسة وحدة، وفي حالة تعذر ذلك نبحث فورا عن مبنى بديل مناسب للمدرسة المزالة بالإيجار وفي حالة عدم الحصول على المبنى المناسب تحول تلك المدرسة إلى مدرسة مسائية كحل أخير».