أرجع المدير العام للتربية والتعليم بجدة عبدالله الثقفي، تحويل الدوام في بعض المدارس الصباحية إلى مسائي في مبان أخرى لعدم اكتمال أعمال الصيانة والترميم. وأوضح ل «شمس» أن ذلك يحدث لعدد محدود من المدارس فقط، مضيفا «في هذا العام لدينا فقط أربع مدارس للبنين في جدة، وواحدة في خليص، وأخرى في رابغ لم تكتمل أعمال الصيانة والترميم فيها، فاضطررنا لتحويلها إلى مدارس أخرى لفترة مؤقتة حددت بشهر ذي الحجة المقبل». وأكد الثقفي أن تحويل مدرسة للفترة المسائية «بعد الظهر» ليس بإرادة تعليم جدة، بل هو حل تضطر إليه في ظل عدم توفر مبنى صباحي. وكشف أن تعليم جدة لديه خطة يأمل من خلالها القضاء على المدارس المسائية «نحاول من خلال هذا التوجه عدم اللجوء لفتح مدرسة مسائية إلا في ظروف طارئة نضطر لها في حال عدم توفر مبنى صباحي»، مشيرا إلى أن المدارس المسائية أكثر ما يؤرق الجميع في التربية والتعليم. وبين الثقفي أن الإدارة لديها فريق عمل ميداني من إدارة المباني يتابع الانتهاء الفوري من أعمال ترميم وصيانة المدارس التي لم تكتمل نظرا لضيق وقت الإجازة، حيث إن الفترة المخصصة للصيانة كانت فترة الصيف وهي فترة رمضان. إلى ذلك، تقدم عدد كبير من أولياء الأمور والطلاب بشكاوى لوزارة التربية والتعليم، بعدم جدوى التعليم المسائي في بعض المدارس لعدم توفر المباني وطالبوا بسرعة اتخاذ التدابير في هذا الشأن، إلا أن محاولاتهم هذه باءت بالفشل، الأمر الذي جعل كثيرا من أولياء أمور الطلاب في حيرة من أمرهم، كونهم لا يستطيعون التوفيق بين أعمالهم الخاصة والاستئذان في أوقات الذروة لتوصيل أبنائهم الطلاب إلى مدارسهم. وأكد عدد من المعلمين، وجود غياب ملحوظ من قبل الطلاب أو المعلمين والمعلمات مع استمرار الدوام المسائي، كما أن الحصص الدراسية قليلة أو مضغوطة، ما سبب ضررا كبيرا على الطلاب من حيث الاستيعاب، كما تسبب في إحباط المعلمات اللاتي أصبحن يقضين اليوم كاملا خارج المنزل، مضيفين أن استمرار الدراسة بالوضع الحالي يمثل صعوبة بالغة بالنسبة للمعلمين والمعلمات وأولياء أمور الطلاب، ولا يوفر لهم الأجواء التربوية النافعة. ويصادف الدوام المسائي للطلاب والمعلمين خروج الطلاب في المدارس الأخرى؛ ما يجعل بعض المعلمين والطلاب يحضرون للمدارس في وقت مبكر؛ حتى يستطيع أولياء الأمور أخذ الأبناء من المدارس الأخرى، أو الحضور في وقت متأخر لنفس السبب؛ حتى يطمئنوا على عودة أبنائهم من المدارس. وذكرت إحدى طالبات المرحلة المتوسطة ل «شمس»، أن أكثر من 25 طالبة تغيبوا العام الماضي عن المدرسة بسبب عطل في مكيفات الفصل «اضطررنا للقيام بهذه الخطوة لسوء الخدمات وتعطل مكيفات التبريد داخل الفصل، وجاء تغيبنا كورقة ضغط على معلمات المدرسة في سبيل الاهتمام بنا». وقالت إن تعطل المكيفات جاء بسبب الاستخدام المتكرر لها، حيث إن طالبات الفترتين الصباحية والمسائية يستخدمونه بالتناوب، مما تسبب في تعطلها. ولم يستشعر الطالب أحمد «ثاني ثانوي» قيمة الاستيقاظ المبكر والنشاط الذي كان يعيشه إلا بعد أن تحولت دراسته إلى الدوام المسائي «منذ الترم الماضي تحولت إلى الدوام المسائي، فاكتشفت حينها الفرق بين الاستيقاظ المبكر والمتأخر، وأصبحت هذه الأيام لا أنام إلا في ساعة متأخرة من الليل، إضافة إلى معاناتي من عدم الاستيعاب الكامل للدروس في فترة بعد الظهيرة، مما أثر كثيرا على مستواي الدراسي في العام الماضي، وأخشى أن يتطور الأمر إلى هذا العام أيضا» .