شكا عدد من سكان قرى عمرات والفرشة والعماير والصرح ودار بن جدة والجوابرة والدراعين وغيرها من قرى شرق محافظة القنفذة، من الأدخنة والأبخرة المتصاعدة من محرقة النفايات التي يقوم عليها عدد من العمالة الوافدة للاستفادة من الإطارات المستعملة وأسلاك الحديد والنحاس المغلفة بطبقات البلاستيك، مؤكدين أنها قد تنذر بكارثة بيئة تؤدي إلى الهلاك، مطالبين الجهات المختصة بضرورة نقل هذه المحرقة إلى مكان بعيد عن السكان. عبدالعزيز عبدالله الشريف قال: «تنبعث هذه الأيام غازات وأبخرة ودخان كثيف جدا ناتج من محرقة النفايات، وتسببت في مشكلات صحية كثيرة لسكان القرى»، مضيفا أنهم قد سبق لهم المطالبة قبل ذلك بضرورة تحويل هذه المحرقة إلى مكان بعيد، ولكن لم يجدوا أي استجابة واليوم الدخان يغطي السماء خصوصا في الليل حيث تحدث حالات اختناق بسبب هذه المحرقة - على حد قوله. من جهته أفاد عبدالله محمد السبيعي بأن معاناتهم مع تراكم النفايات تتزايد بشكل مستمر، مشيرا إلى أنها تتسبب في كافة الأمراض والأوبئة الناتجة عن إشعال النيران بها صباح مساء، مؤكدا أن كثيرا من الأهالي تأثر من هذه الأدخنة التي يستنشقونها عبر هذه النفايات التي تتكون من المواد البلاستيكية والأدوية منتهية الصلاحية والإطارات المستعلمة، ما زاد من إصابة عدد منهم بأمراض الربو والحساسية والأمراض الصدرية المختلفة. أما شاعر المحافظة أحمد الحسن محمد العندلي فقال: «إن الأهالي باتوا محرومين من استنشاق الهواء النقي وفتح نوافذ منازلهم وكذلك سياراتهم أثناء سيرهم بالطريق المار بهذه القرى بعد أن تسببت تلك الأدخنة في إصابتهم بأمراض الربو والحساسية، إضافة إلى الروائح الكريهة المنبعثة من هذه النفايات أثناء حرقها»، وناشد الجهات المسؤولة بسرعة التدخل لإنقاذ حياة الأهالي والمواطنين من هذه السموم التي تكتم أنفاسهم صباح مساء. ويقول الموطن عبدالله المرحبي: «أصبحت الأراضي الصحراوية التي تحيط بقرانا مرمى للنفايات ولوايتات الصرف الصحي، وأصبحت غير صالحة للرعي أو الزراعة علما بأن معظم الأهالي يعتمدون على مصدر رزقهم بعد الله عز وجل على الرعي والزراعة خصوصا أهالي القرى منهم». في المقابل دحض رئيس بلدية محافظة القنفذة سالم آل منيف أن تكون البلدية أو عمالها سببا في إشعال الحرائق في مرمى هذه النفايات بقرى عمرات، مبينا أنها تستخدم طريقة الطمر في المواقع. وكشف أن مجهولين هم من يقومون بعملية الحرق في المرمى بحثا عن المواد التي يقومون ببيعها والاتجار فيها كالأسلاك والحديد والألمنيوم، وسبق أن تم القبض على عدد منهم بواسطة الجهات الأمنية. وأضاف أن البلدية أكملت عملية بناء سياج حديدي حول المرمى من كل الجهات وبناء غرفة للحراسة لحماية المرمى من العمالة الوافدة والمجهولين.