تنتاب سكان أربع قرى كبيرة في محافظة القنفذة مخاوف متجددة مع استمرار حرق نفايات مرمى قرى عمرات وما ينتج عنه من أدخنة متصاعدة تصدِّر لهم ولأطفالهم مختلف الأمراض الصدرية والتنفسية. وأبدى الأهالي قلقهم الشديد من تحملهم منذ سنوات طويلة هذه الأدخنة الناتجة عن حرق الأدوية والمحاليل الطبية الحديثة ونفايات المنازل والإطارات؛ مما أدى إلى ارتفاع حالات الربو بين أطفالهم وطلاب خمس مدارس تتوزع على تلك القرى وتقترب من المرمى بأقل من كيلومتر واحد. فيما أكد رئيس بلدية القنفذة سالم آل منيف حرص البلدية على سكان هذه القرى وأن البلدية تعتمد على الطمر الصحي في التخلص من النفايات وبدأت باتخاذ الإجراءات النظامية لإحكام سيطرتها على حرق النفايات. الوطن وقفت على المرمى الذي تحيط به عدة قرى بعضها تقترب منه لمسافة لا تتجاوز كيلومتر واحد وشاهدت كميات النفايات المتنوعة ومنها محاليل وأدوية طبية حديثة بعضها ينتهي بالعام 2014 تم حرق جزء منها وكذلك الإطارات وشاهدت أدخنة منبعثة من المرمى. في البداية يشير المواطنان محمد أحمد الزيلعي، وإبراهيم محمد الزيلعي إلى أن مرمى نفايات عمرات يتوسط أربع قرى هي عمرات والصرح والفرشة والعماير وبها خمس مدارس تضم مجموعة كبيرة من الطلاب والطالبات، ونحن منذ سنوات طويلة نعاني من هذه الأدخنة المتصاعدة باستمرار من مرمى النفايات، وقد تقدمنا بشكوى للعديد من الجهات ووقفت اللجان على المرمى إلا أن الوضع لا يزال كما هو فيما لا نملك نحن سوى الصبر وإغلاق النوافذ علينا ليلا ونهارا للتقليل من أثر هذه الأدخنة السامة التي أصبحت رفيقا لنا ولأطفالنا منذ سنوات وتحمل لنا أمراض الجهاز التنفسي والحساسية وإجهاض الأجنة مستعرضا عدة تقارير تؤكد ذلك، إضافة لتلوث الأرض والبيئة بالمواد الكيميائية السامة، مناشدا حقوق الإنسان بالوقوف على وضعهم لمساعدتهم وإنصافهم كما طالبوا البلدية بسرعة تسوير المرمى لحمايته من المجهولين ووضع حارس به ونقل المرمى من موقعه الحالي، وقال بعض الأهالي تركوا القرية وسكنوا خارجها والبعض الآخر عند انبعاث هذه الأدخنة يضطر للخروج بأسرته حتى تخف قليلا ثم يعود ويغلق النوافذ على أسرته للتقليل من هذه الأدخنة. ويضيف علي محمد عقيل أن سكان هذه القرى يعيشون مأساة وكارثة بيئية حولت حياتهم لقلق متكرر على مدار الساعة، فقد حرمنا من الهواء النظيف والمتجدد، وأطفالنا وشيوخنا أعتادوا على مراجعة المستشفيات لمعالجة الأمراض التنفسية، مضيفا أن طلاب المدارس التي يعمل بها بهم نسبة كبيرة ممن يعانون من الربو وهو لديه 3 أطفال جميعهم مصابون بالربو، ويقول إذا كان من يقوم بحرق هذه النفايات مجهولون لبيع الحديد والمعلبات وليست البلدية فلماذا لا تقوم البلدية بمضاعفة رقابتها للمرمى وتسويره وطمر هذه النفايات عند رميها مباشرة. الوطن نقلت إلى رئيس بلدية القنفذة سالم منيف معاناة الأهالي من المرمى حيث أوضح بأن البلدية حريصة على سلامة السكان نافيا أن يقوم عمال البلدية بحرقها حيث تقوم البلدية بتجميعها والتخلص منها عن طريق الطمر الصحي، وأن حرق النفايات لا تستخدمه البلدية نهائيا، ومعدات البلدية موجودة بالموقع للقيام بالطمر الصحي، مضيفا: تستغل أحيانا العمالة المجهولة غياب عمال البلدية وتقوم بحرق هذه النفايات للحصول على المعلبات والحديد وغيره، وقد قبضنا على مجموعة منهم أثناء قيامهم بذلك أو عند تلقينا بلاغا من المواطنين، وأن لجنة وقفت على الموقع وحددت موقعا بديلا إلا أنه بانتظار الدراسة البيئية، وكشف منيف عن ترسية مشروع لتسوير المرمى بكامله وبناء غرفة ووضع حارس بها لإحكام الرقابة على المرمى ومتابعة دخول السيارات والعمالة وخروجها، والتأكد من التخلص من النفايات بالطمر الصحي الذي تستخدمه البلدية في جميع المرامي التي تشرف عليها.