تصاعدت شكاوى سكان أربع قرى شمال شرق محافظة القنفذة، جراء استمرار حرق النفايات والمخلفات البلاستكية وإطارات السيارات بطريقة بدائية في مرمى البلدية القريب من قرية عمرات 25كم شمال شرق المحافظة. وأكد عدد من الأهالي في قرى عمرات والصرح والفرشة والعماير بأن حياتهم وأسرهم وأبنائهم باتت مهددة بالخطر نتيجة الغازات السامة المتصاعدة من الأدخنة التي تحركها الرياح وتصيبهم بأمراض الجهاز التنفسي والحساسية وإجهاض الأجنة، فضلا عن تلوث الأرض بمادة الديكوسين (Dioxin) السامة مؤكدين أنهم سيلجأون لجمعية حقوق الإنسان وديون المظالم لإنصافهم. ويقول المواطن محمد الزيلعي من أهالي قرية عمرات إن ما يحدث باختصار هو مأساة حقيقة للأهالي في هذه القرى تقض مضاجعهم فالأدخنة المنبعثة نتيجة الحرق تخنق القرى على مدار الساعة بالرغم من التحذيرات المعروفة للجميع الأمر الذي يتطلب مبادرات دقيقة وحازمة من قبل المعنيين بصحة البيئة والمراقبين الصحيين في الجهات المختصة. ويضيف يحيى الزيلعي إن الأهالي باتوا محرومين من استنشاق الهواء النقي وفتح النوافذ بعد أن تسببت تلك الأدخنة في اصابتهم بالسعال إضافة إلى الروائح الكريهة،وأبدى تخوفه من الإصابة بأمراض تظهر آثارها بعد فترة من الزمن لأن العديد من أمراض السرطانات والأمراض الخبيثة لا تظهر عوارضها إلا بعد فترات طويلة من الزمن. وأكد حسن الزيلعي أن أهالي القرى المتضررة من حرق النفايات باتوا مراجعين دائمين للمستوصفات ومراكز الرعاية القريبة منهم نظرا لما يعانوه من أمراض الربو والحساسية وضيق في التنفس بعد أن ساد التلوث البيئي في كل محيط القرى لاستمرار الانبعاثات التي تصدر من مرمى النفايات. وأشار المواطن عيسى إلى أن الأهالي رفعوا العديد من الشكاوى لبلدية القنفذة، دون حل للمشكلة، وطالب بتدخل الجهات المعنية لمتابعة العمالة المخالفة التي تسكن داخل المرمى والذين يقومون بالبحث داخل اكوام النفايات التي ترميها سيارات البلدية عن العلب الفارغة وغيرها من المواد بغرض بيعها كما أن بعض مجهولي الهوية يقومون بإحراق إطارات السيارات للحصول على الأسلاك المعدنية بداخلها كل ذلك يتم على حساب الهواء الذي نستنشقه. وقال المواطن علي محمد الزيلعي ان أبنائي يعانون من ضيق في النفس بسبب دخان المرمى وما يستنشقونه من مواد سامة كما إنني لا أجرؤ على دعوة الضيوف لمنزلي بسبب عمليات الحرق اليومية التي تغطي منزلي وبقية منازل القرية وطالب بتدخل عاجل لتصحيح الوضع. وحول أضرار الأدخنة والغازات الأخرى المنبعثة نتيجة احتراق تلك النفايات، كشف الدكتور إبراهيم عالم أمين عام جمعية البيئة السعودية أن ما يحدث من دخان متصاعد من مرمى النفايات يسبب العديد من الآثار البيئية على المدى البعيد والتي لن تظهر في القريب العاجل. وقال ان أي حريق يحتوي على مواد بلاستيكية يتطاير منها العديد من الغازات منها أول أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكربون واكاسيد النيتروجين واكاسيد الكبريت وجميعها تؤدي إلى أمراض سرطانية خبيثة. ومن جهته نفى رئيس بلدية محافظة القنفذة سالم آل منيف أن تكون إدارته سببا في إشعال الحرائق في مرمى النفايات بقرية عمرات لافتا بأن البلدية تستخدم طريقة الطمر في هذا الموقع وبقية المواقع. وكشف أن مجهولين هم من يقومون بعملية الحرق في المرمى بحثًا عن المواد التي يقومون ببيعها والاتجار فيها كالأسلاك والحديد والألمنيوم، وسبق أن تم القبض على عدد منهم بواسطة الجهات الأمنية. وأضاف أن البلدية ستكمل عملية بناء سياج حديدي حول المرمى من كل الجهات وبناء غرفة للحراسة لحماية المرمى منهم.