يتوحد منظر المسلمين في الحرم المكي، رغم اختلاف أجناسهم ولغاتهم، حينما يلاحظ المرء أكف الضراعة إلى الله يدعونه بالتوفيق في الدنيا والآخرة، فيقضي زوار بيت الله الحرام يومهم ما بين أداء الصلوات والدعاء إلى الله، خصوصا مع مغيب الشمس، إذ تهفو في تلك اللحظات القلوب إلى بارئها لا يشغل بالهم هم الدنيا ولا يغمرهم سوى الرغبة في أداء العبادة، والرجاء بأن يتقبل الله طاعتهم. عدسة «عكاظ» رصدت عددا من المعتمرين والزائرين المتجهين إلى الله بالدعاء والتضرع بخشوع في صورة تشعرك بالأخوة، إذ يحظى الوالدان والإخوان والأقارب بدعائهم، خصوصا في شهر رمضان و العشر الأخيرة، فلا يسدل المغيب شراعه إلا وترفع أكف الضراعة في كل جنبات المسجد وتخشع الأبصار ساردة أمانيها لخالقها، فيلهج بعضهم بدعاء شامل: «اللهم كما بلغتنا رمضان فتقبل أعمالنا فيه وارحمنا واغفر لنا واعتق رقابنا ورقاب آبائنا وأمهاتنا من النار اللهم برحمتك ونعمتك وفضلك اغمرنا بفيض وعظيم فضلك وشكرك»، إنه مشهد التوبة والأوبة والإنابة لله رب العالمين في أراضيه الطاهرة المقدسة أملا في الحصول على غاية رضوان الله عز وجل، وتحقيق الهدف الأسمى من وجود الإنسان في هذه الحياة.