مضت الحركة المرورية في مكةالمكرمة خلال الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك في انسابية على الرغم من الكثافة البشرية التي شهدتها المنطقة المركزية، حيث طبقت إدارة مرور العاصمة المقدسة تكتيكا فريدا تمثل في تفريغ «المركزية» من كتل السيارات وذلك بمنع الوقوف بها نهائيا والسماح بحركة ترددية لنقل المصلين والمعتمرين. ورصدت «عكاظ» أمس هدوءا نسبيا في الحركة المرورية في المنطقة المركزية فيما دعا مدير عام المرور اللواء عبدالرحمن المقبل من خلال «عكاظ» سكان مكةالمكرمة إلى تحمل الاختناقات المرورية نتيجة ما تشهده المدينة من مشاريع ضخمة لحين استكمال الخطط التطويرية واكتمال الطريقين الدائريين الثالث والأول اللذين تسببا في تعطيل بعض الحركة في بعض الشوارع. مؤكدا أنه وبمجرد اكتمال تلك المشاريع ستشهد المدينة مرونة مرورية عالية، موضحا أن الارتكاز على الحركات الترددية لعدة محاور ستقود صوب إفراغ المنطقة المركزية من الاختناقات المرورية. وأوضح اللواء المقبل أن مرور مكةالمكرمة اعتمد إنزال كافة الضباط والأفراد إلى الأعمال الميدانية بنسبة 90% مع وجود دعم ومساندة من قبل الإدارة العامة للمرور ومدينة تدريب الأمن العام من خلال طلبتها، موضحا أنه تم تشغيل عدة مواقف ترددية لنقل المعتمرين والمصلين والزوار كمواقف كدي وطريق الملك عبدالعزيز وأنفاق المسخوطة، إلى جانب ترددية في حي جرول مع إخلاء ساحات شعب عامر لتخصيصها كمواقف خاصة للحافلات، مع التنسيق مع إدارة الدوريات الأمنية لتأمين كافة المواقف للحراسة ومتابعة المواقف وتأمينها من خلال دوريات سرية. وأشار إلى أن خطة العمل في رمضان تقوم على محورين رئيسيين هما: منع الوقوف في المنطقة المركزية والأنفاق، والاعتماد على وسائل النقل العام قدر الإمكان، بالإضافة إلى وجود تنسيق كامل مع الأمانة لتخصيص مواقف خاصة بسيارات الأجرة في المنطقة المركزية، وتخصيص مواقف خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة في الشبيكة والغزة وباب الملك تسهيلا لعملية وصولهم للمنطقة المركزية وصولا إلى الحرم. ولفت اللواء المقبل إلى أن هناك فرقا خاصة لرصد ومتابعة الدراجات النارية مدعومة ب20 آلية و20 دراجة نارية مرورية تعمل على مدار الساعة لضبط المخالفين الذين يقومون بتحميل المعتمرين والمصلين في الحفائر وأجياد والغزة ونهيب، داعيا المعتمرين والمصلين إلى عدم استخدام تلك الدراجات لما لها من خطورة عالية على حياتهم. وبين اللواء المقبل أن إدارة مرور العاصمة المقدسة نجحت نجاحا باهرا في فرض إيقاعها على شوارع مكةالمكرمة، على الرغم من أرتال المركبات التي تجوب الشوارع ونجحت الإجراءات المرورية في تغييب الارتباكات عن شوارع العاصمة المقدسة منذ بداية الخطة في منتصف شعبان، حيث أسهم حسن التنظيم والتطبيق المنهجي للخطة في خلو الشوارع من تعثر الحركة المرورية؛ لأن المركبات التي يتم حجزها بمجرد أن يؤدي قائدها مناسك العمرة يعود ليدخل بها إلى مكة ورغم الأعداد المهولة من المركبات التي تجوب شوارع مكة إلا أن الخطة المرورية وحسن التنظيم ساهما على القضاء على عرقلة السير، حيث سارعت إدارة المرور منذ بداية الشهر إلى تطبيق خطتها المرورية بكل إتقان مما ساهم مساهمة فاعلة وملموسة في القضاء على التلبكات المرورية، حيث تم منع دخول سيارات المعتمرين والمصلين للمنطقة المركزية لعدم وجود مساحات مخصصة للوقوف بالمنطقة المركزية. وكشف اللواء المقبل أن المرور سيفرض رقابته على سيارات الخصوصي والميكروباص لضمان عدم عملها في تحميل وتنزيل الركاب، وتعطيل الحركة المرورية وتعقبت دوريات المرور السرية الدراجات النارية المشبوهة، وعملت على مراقبة مواقف السيارات، ومتابعة السيارات المخالفة التي تسير في شوارع مكة والعمل بكل إتقان في تنفيذ محاور الخطة التي شملت جميع أحياء وشوارع مكةالمكرمة، وحددت المنطقة المركزية منطقة رئيسية محورية كونها منطقة الارتكاز التي منها وإليها ينطلق الركب، ورغم أهمية المنطقة المركزية والتركيز عليها إلا أن خطة مرور العاصمة المقدسة لم تغفل شوارع وأحياء ومراكز العاصمة الأخرى وخاصة الأسواق الكبرى في فترة الليل. هذا وقد باشر رجال المرور مهامهم الميدانية لتنفيذ الخطة المرورية بكل إتقان منذ بداية تنفيذ الخطة، وقد تمت مراعاة كافة الاحتياجات وصممت الخطة للتوافق مع سعة شوارع العاصمة المقدسة والكثافة المرورية الهائلة التي تشهدها تلك الشوارع حيث بلغ عدد المشاركين في تنفيذ الخطة المرورية (4134) ضابطا ورجل أمن مروري من مرور العاصمة المقدسة باشروا مهامهم الميدانية، منهم (1927) من الطلاب المساندين و(978) من الأفراد الأساسيين و(800) من الأفراد المساندين و(300) قائد دراجة نارية و(129) ضابطا. ومن خلال الجولات الميدانية الأولية، فإن رجال المرور عامة والعاملون في نقاط الفرز والمنطقة المركزية على وجه الخصوص يواجهون معاناة ومشقة من محاولة بعض المعتمرين رفض تعليمات رجال المرور بتحويل سياراتهم إلى المواقف المخصصة لها والانتقال للمسجد الحرام عن طريق وسائل النقل العام أو سيارات الأجرة المتوفرة في تلك المواقف، حيث يصر عدد منهم على محاولة الدخول بسيارته مما يتسبب في عرقلة حركة السير، ورغم تلك المعاناة وتلك التجاوزات، إلا أن رجال المرور يغلبون جانب التعامل الراقي من خلال إفهام المعتمر بأسلوب راقٍ ومهذب وهادئ بأن منعه من الدخول يأتي لمنع حدوث إرباك مروري جراء الوقوف الخاطئ من قبل قائد المركبة وحرصه على أداء مناسك العمرة، الأمر الذي يعرض السيارة للسحب كونها مخالفة لأنظمة وقواعد المرور، كما يعمد عدد من المعتمرين إلى محاولة الالتفاف على رجال المرور المشرفين على مواقف السيارات بحيل من خلال الدخول للموقف والخروج مرة أخرى حيث ينزع بعضهم الاحرام العلوي بينما يضع بعضهم الإحرام على رأسه ليؤكد بأنه أنهى مناسك العمرة، ولكن هذه الحيلة لا تنطلي على رجال المرور من واقع الخبرة والممارسة حيث يتم رصد ساعة دخول مركبة المعتمر بالساعة والدقيقة والثانية ورجل المرور يقدر الزمن الذي يستغرقه في أداء مناسك العمرة أثناء خروجه من الموقف.