رغم الكثافة العددية للمركبات التي تجوب شوارع مكةالمكرمة، إلاّ أنّ إدارة مرور العاصمة المقدسة نجحت في فرض سيطرتها على شوارع وميادين المدينة، انطلاقاً من المنطقة المركزية، ومروراً بشوارع "العزيزية" و"الرصيفة" و"الستين". حيث أرتال المركبات التي حُجزت على حدود المنطقة، والتي يقودها معتمرون. وكان لحسن التنظيم والتطبيق المنهجي للخطة المرورية بالغ الأثر في الحد من تعثر الحركة المرورية، حيث نفذت الخطة بإتقان، إلى جانب التواجد المروري المكثف حرصاً على عدم تعرقل السير. متابعة مستمرة وتابعت إدارة مرور العاصمة المقدسة عبر دورياتها الرسمية والسرية سيارات "الخصوصي" و"الميكروباص" التي تعمل على تحميل الركاب وهي غير مرخص لها بذلك، فتعطل الحركة بالتحميل والتنزيل، إضافة إلى الدراجات النارية غير النظامية التي تعمل على مضايقة المعتمرين والمصلين، والبعض يستخدمها في النشل، حيث تمت الإطاحة ب(343) دراجة نارية مخالفة، كما عملت الإدارة على تهيئة مواقف سيارات المعتمرين، ولم تغفل الشوارع البعيدة عن المنطقة المركزية، حيث تابعت بكل همة ونشاط تنفيذ الخطة التي شملت جميع أحياء وشوارع وميادين مكةالمكرمة، وعلى الرغم من أهمية وحساسية المنطقة المركزية كونها محور ارتكاز منها وإليها تنطلق مواكب المعتمرين، إلاّ أنّ خطة مرور العاصمة المقدسة لم تغفل شوارع وأحياء ومراكز العاصمة الأخرى، خاصةً الأسواق الكبرى في فترة الليل. عدد المشاركين وباشر رجال المرور مهامهم الميدانية لتنفيذ الخطة المرورية منذ بداية الموسم، وبمتابعة مستمرة وبإشراف ميداني متواصل من قبل اللواء "عبدالرحمن المقبل" -مدير الإدارة العامة للمرور-، والعميد "مشعل المغربي" -مدير مرور العاصمة المقدسة-، حيث نفذت الخطة بمراعاة كافة الإحتياجات، وصممت للتوافق مع سعة شوارع العاصمة المقدسة والكثافة المرورية الهائلة التي تشهدها خلال الشهر الفضيل، وبلغ عدد المشاركين في تنفيذ الخطة المرورية خلال موسم شهر رمضان (5000) ضابط ورجل أمن في مرور العاصمة المقدسة، و(300) دراجة نارية، و(340) دورية رسمية وسرية، وقدر عدد المركبات التي دخلت للعاصمة المقدسة حتى منتصف الشهر ب( 2429752) مركبة، بينما بلغ عدد السيارات المحجوزة (207973) في الحجوزات الخمسة الواقعة على مداخل العاصمة المقدسة، وتم سحب وحجز (10726) سيارة مخالفة في وقوف ممنوع. تجاوزات المعتمرين ويبذل رجال المرور عامة والعاملون في نقاط الفرز على وجه الخصوص جهوداً مضنية، ويواجهون معاناة ومشقة في إقناع بعض المعتمرين لإيقاف سياراتهم في المواقف المخصصة، واستخدام حافلات النقل التي جهزت لنقلهم للمسجد الحرام، حيث يصرّ البعض منهم على أن يدخل بسياراته إلى المنطقة المركزية؛ مما يتسبب في عرقلة حركة السير، والبعض منهم يقف في الشوارع العامة ويضايق الطريق بوقوفه الخاطئ، ورغم المعاناة التي يلاقيها رجال المرور والتجاوزات؛ إلا أنّهم يغلبون جانب التعامل الراقي وضبط النفس، من خلال إفهام المعتمر بأسلوب راقٍ ومهذب وهادي بأنّ منعه من الدخول يأتي لمنع حدوث إرباك مروري جراء الوقوف الخاطئ من قبل قائد المركبة وحرصه على أداء مناسك العمرة، الأمر الذي يعرض السيارة للسحب كونها مخالفة لأنظمة وقواعد المرور، كما يعمد بعض المعتمرين إلى محاولة الإلتفاف على رجال المرور المشرفين على مواقف السيارات بحيل كالدخول للموقف والخروج مرة أخرى، حيث ينزع بعضهم الإحرام العلوي بينما يضع البعض الآخر الإحرام على رأسه ليؤكد على أنّه أنهى مناسك العمرة، ولكن هذه الحيلة لا تنطلي على رجال المرور من واقع الخبرة والممارسة، حيث يتم رصد ساعة دخول مركبة المعتمر بالساعة والدقيقة والثانية، ورجل المرور يقدر الزمن الذي يستغرقه أداء مناسك العمرة أثناء خروجه من الموقف، كل تلك المواقف يعيشها رجال المرور ويعملون على تجاوزها وفق التوجيهات التي تلقوها، وذلك برحابة صدر وتعامل راق لا يخدش مشاعر المعتمر. وصول 2,5 مليون مركبة خلال 15 يوماً من رمضان وحجز 200 ألف سيارة ومخالفة عشرة آلاف جانب إنساني وما إن يقترب موعد الإفطار حتى يتحول رجال المرور إلى فاعلي خير يوزعون وجبات الإفطار في نقاط الفرز على المعتمرين، الذين أدركهم الوقت وهم في الطريق، يوزعونها بكل اريحية وبشاشة وكأنّ ذلك واجب؛ مما يؤكد على أنّ إنسانية رجل الأمن تغلب على مهمته الأمنية وأنها لاتختفي أبداً في خضم عمله الأمني. نجاح الخطة ومما لاشك فيه أثر المتابعة المستمرة والتوجيهات السديدة من اللواء "عبدالرحمن المقبل" -مدير عام المرور-، الذي يقف ميدانياً منذ بداية الموسم مع رجال المرور، وكذلك الإشراف الدائم للعميد "مشعل المغربي" -مدير عام مرور العاصمة المقدسة-، إلى جانب تنقل المقدم "فواز الحازمي" -رئيس قسم السير بمرور العاصمة المقدسة- من منطقة إلى آخرى لمتابعة حركة السير، والتسهيل على قائدي المركبات، وإزالة كل ما يعرقل حركة المرور. خمسة آلاف رجل مرور تغلبوا على المعاناة والتجاوزات بالتعامل الراقي التسهيل على الناس وأكد المقدم "فواز الحازمي" على أنّ توجيهات اللواء "عبدالرحمن المقبل" هي التسهيل على الناس وعدم قفل أي طريق أو منفذ نهائياً، إنما يتم التحويل من مسار إلى آخر حول المنطقة المركزية عند افتراش المصلين الطرقات المؤدية للحرم، ليتم إيصال المعتمرين إلى اقرب نقطة ممكنة للحرم الشريف، مبيناً أنّ مدير عام المرور يتابع على مدار الساعة كافة جوانب الحركة المرورية بالعاصمة المقدسة ومداخلها والحجوزات. عمل جماعي وأبدى اللواء "عبدالرحمن المقبل" -مدير عام المرور- سعادته بنجاح الخطة المرورية رغم الكثافة العددية للمركبات، مشيراً إلى أنّها وضعت بتوجيه من الفريق أول "سعيد بن عبدالله القحطاني" -مدير الأمن العام-، وتابع تنفيذها ميدانياً اللواء "ناصر العرفج" -قائد قوات أمن العمرة نائب مدير الأمن العام-، لافتاً إلى أنّ العمل كان جماعياً، والجميع يشترك في النجاح ضباطاً، وأفراداً، حيث إنّ الخطة المرورية تعتمد على محاور رئيسة لا يستطيع ضابط أو فرد تنفيذها بمفرده، وتحتاج إلى فريق عمل متكامل. زيادة ملحوظة وبيّن "محمد عبدالصمد الشيحة" أنّه أتى من المنطقة الشرقية بداية لقضاء أيام وليالي رمضان بمكةالمكرمة قائلاً: "لقد اعتدت كل عام أن اقضي أيام وليالي الشهر الكريم بجوار الكعبة المشرفة، ولفت نظري كثافة المركبات في هذا العام، حيث تظهر الزيادة الملحوظة عن الأعوام الماضية، وقد عانينا كثيراً في أول ثلاث ليالي من الأزدحام، ولكن سرعان ما تغيّر الوضع وتحسن، وأصبح الأمر أكثر سهولة، فالتنقل يتم بكل سلاسة وسهولة"، مشيراً إلى أنّ ذلك مكنه من قضاء صلاة التراويح في الحرم المكي الشريف والعودة إلى مسكنه في حي "العزيزية" ليأخذ أسرته في جولة تسويقية في "الستين" و "الرصيفة" وعدد من الأسواق المشهورة في مكة. الخوف من الازدحام وأشار "حامد محروس" إلى أنّه جاء من محافظة "ينبع" وكان متخوفاً من الازدحام، خاصةً في ظل ما سمعه عن أعداد السيارات الكثيرة في هذا العام، مضيفاً: "أديت مناسك العمرة بسهولة، والآن أتنقل بين الأسواق مع أسرتي، ولله الحمد لم يعكر صفو رحلتي شائب من عرقلة في حركة السير"، شاكراً رجال المرور على تواجدهم الدائم في كافة الطرق والشوارع. اللواء المقبل متحدثاً للزميل السويهري «عدسة- محمد حامد» نقطة حجز سيارات المعتمرين في حي «الشرائع» حافلات نقل المعتمرين من نقاط الحجز إلى الحرم الشريف عدد من رجال المرور في أحد الميادين بمكةالمكرمة المقدم فواز الحازمي يساهم في عملية تنظيم الحركة المرورية ميدانياً رجال المرور يعملون على تنظيم حركة السير حجز السيارت مهيأ لاستقبال سيارات المعتمرين