أكد محللون سياسيون عرب وخليجيون على أهمية استقرار مصر من أجل أن تعود إلى ممارسة دورها السياسي في المنطقة العربية، معتبرين أن العملية الانتقالية الحالية والقسم الذي أداه نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا عدلي منصور يأتي في سياق الاستقرار الذي يضمن للشعب المصري حقوقه. وأوضح المحلل السياسي الأردني الدكتور أحمد البرصان أن مصر دولة مهمة ولها ثقلها السياسي والعسكري في المنطقة والعلاقات بين المملكة ومصر تاريخية ومتينة، مؤكدا أن المملكة يهمها أن تبقى مصر آمنة متماسكة، مضيفا أن مصر كانت في حالة احتقان شديد وانقسام قد يهدد نسيجها الاجتماعي، ولكن مبادرة الجيش حسمت الأمر وأنقذت البلاد من فوضى عارمة. وأشار البرصان إلى أن خادم الحرمين الشريفين حريص كل الحرص على أن يكون المصريون على قلب واحد وفتح صفحة جديدة وإنهاء حالة الانقسام من خلال العمل على تنفيذ بنود خارطة الطريق لتعود مصر إلى حالتها الطبيعية ومكانتها في المنطقة، مبينا أن مصر الآن لديها المجال لاستعادة مكانتها المرموقة كبلد له ثقله السياسي والعسكري الهام في المنطقة. ومن جهته، أكد الخبير الاستراتيجي الدكتور على التواتي أن العلاقة بين المملكة ومصر علاقة استراتيجية ومهمة. وبالتالي فإن الاستقرار لمصر يعني الكثير، مشيرا إلى أن مصر اختطفت من قبل جماعة لها نهج تسلطي وضع مصر في موقف تاريخي عجيب على المستوى السياسي، حيث لم تبد جديتها في تحسين علاقاتها مع دول الخليج العربي، وتصرفاتها الساذجة بشأن مواردها المائية من خلال تعاملها من سد النهضة في إثيوبيا، بالإضافة إلى إهمالها الوضع الداخلي وتردي الأوضاع المعيشية للشعب المصري بشكل مخيف. وأفاد بأن تلك الجماعة أثقلت مصر بديون خارجية كانت تصرف على تمكين أفرادها من ترسيخ مكانتهم في الداخل بدلا من تحسين الوضع الاقتصادي للبلاد. وأكد على أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله كان يتألم مثله مثل أي قائد عربي لما كان يحصل لمصر وشعبها، وبالطبع يفرح لخروجها من هذا النفق المظلم. وأيضا ما يفرح هو أن الجيش المصري كان له موقفه الوطني المشرف بحسم الأمور استجابة لمطالب الأغلبية الساحقة من الشعب، والتي كانت تئن من المعاناة من تسلط تلك الجماعة المتطرفة وغير القادرة على تسيير أمور البلاد والعباد، حيث عاد مفهوم المواطنة إلى مصر، وعاد المواطن المصري كما يجب أن يكون كلاعب رئيسي في تنمية البلاد ونشر ثقافة حرية الفرد والرأي، مشيرا إلى أن ردود الفعل العربية والدولية المرحبة بقرار عزل الرئيس مرسي كانت غير مسبوقة. وفي نفس السياق، أشاد جمال البوحسن عضو مجلس الشورى البحريني بالعلاقات السعودية المصرية، والتي وصفها بالتاريخية والاستراتيجية، من حيث أن البلدين مع مع بعضهما يمثلان ثقلا سياسيا وعسكريا واقتصاديا هاما على المستويين العربي والدولي، موضحا أن ما حصل هو فعلا خروج مصر من نفق مظلم غير واضح المعالم ومخيف. وأشار إلى أن حكومة خادم الحرمين الشريفين كانت ذات بعد نظر في ما كانت عليها الأوضاع في مصر، ولذلك كانت الفرحة كبيرة للجميع عند وقوف الجيش المصري إلى جانب الشعب واستجابته لمطالبه كونه الحامي الأول للشعب المصري. وأكد البوحسن أن خادم الحرمين الشريفين هو كالأب الروحي لجميع العرب والمسلمين يخاف على مصر وشعبها من التمزق والتشرذم، ولذلك كانت كلماته هي أصدق تعبير على حرصه الشديد على وحدة وتماسك الشعب المصري وإبقاء أرض الكنانة كدولة لها ثقلها على الساحة العربية.