نبيل بكر يعيد لقاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله – اليوم في جدة بالرئيس المصري محمد مرسي – إلى الأذهان الأدوار المحورية التي تلعبها الدولتين لحفظ استقرار المنطقة العربية خصوصاً بعد الأحداث المتلاحقة التي شهدتها على مدى العامين الماضيين من سقوط أنظمة وظهور أخرى. ورغم سُحُب الصيف التي شهدتها علاقة الدولتين خلال الأشهر الماضية، إلا أن الارتباط المحوري الهام في المنطقة والذي تدركه قيادة البلدين، يعيد فرض نفسه وبقوة ويُحتِّم تقارباً لا يقبل الفتور، ومن هذا المنطلق كانت الزيارة الأولى للرئيس المصري الجديد للمملكة. ومن هذه الزاوية، عدّ دبلوماسي مصري يُقيمُ في الرياض علاقة بلاده بالمملكة حجر زاوية نتيجةً للارتباطات التاريخية بين الدولتين والتي تدعمها علاقات دينية واجتماعية واقتصادية. وأكد المستشار الإعلامي لسفارة القاهرة في الرياض نبيل بكر، ل “الشرق”، أن اختيار الرئيس مرسي المملكة كأول محطةٍ له في زياراته الخارجية دليلٌ على أهمية التعاون بين البلدين من جانب، ويعكس أيضاً تقدير المصريين حكومةً وشعباً للعلاقات التاريخية بين البلدين. وشدد بكر على أن علاقة المملكة بمصر لا تتأثر بما أسماه “سُحب صيف” على اعتبار أن العلاقات بينهما راسخة، وقال “من هذا المنطلق تكتسب زيارة الرئيس مرسي للمملكة أهميةً خاصة”. جمال خاشقجي وفي جانبٍ اقتصادي، أعطى السفير السعودي في القاهرة، أحمد قطان، تأكيدات صحفية فيما يتعلق بزيادة حجم الاستثمارات السعودية في مصر، إلا أنه شدد في ذات الوقت على عدم إمكانية حصر علاقة البلدين في هذا الجانب، معتبرا أنها “أكبر من ذلك بكثير”، حسب وصفه. بدوره، رأى الإعلامي السعودي والمحلل السياسي ومدير قناة العرب جمال خاشقجي، في حديثه ل “الشرق”، أن زيارة الرئيس المصري للمملكة ستدحض بعض التوقعات غير الدقيقة بشأن إمكانية حدوث عدم اتفاق مصري سعودي، وهو تصور لم يكن في محله، حسب قوله. عبدالله الشمري من جانبه، اعتبر الباحث في الشؤون الدولية، الدكتور عبدالله الشمري، أن زيارة محمد مرسي – تحمل دلالاتٍ ومعانٍ مهمة بالنظر لتوقيتها، واعتبرها انعكاساً للمكانة المتميزة للسعودية في نفوس الشعب المصري. وأضاف “كون الرئيس مرسي يبدأ مشاوراته الخارجية بالتنسيق مع المملكة ذات الثقل السياسي والاقتصادي عربياً، فإن ذلك سيضمن التنسيق والتشاور بين قادة البلدين حول المشكلات والتحديات الكبيرة التي تواجه الدول العربية”. كما توقع الشمري التطرق خلال الزيارة إلى الملفات الاقتصادية الثنائية والاستثمارات السعودية في مصر وسبُل ضمان تدفقها وحمايتها، وكذلك ملف العاملين المصريين في السعودية والذين يتجاوز الرقم الرسمي لهم مليون و650 ألفاً. ورأى الشمري أن الزيارة الأولى للرئيس الجديد لمصر إلى المملكة ستكون بمثابة خطوة لتعميق التواصل بين قادة البلدين.