أكد محللون سعوديون وخليجيون وعرب على ضرورة اتخاذ موقف خليجي وعربي موحد وصارم لوضع حد للتدخلات الإيرانية في الشأن الخليجي بشكل خاص والعربي بشكل عام، مؤكدين في تصريحات ل«عكاظ» أن نوايا طهران في المنطقة وأطماعها التوسعية باتت مكشوفة للجميع وظاهرة للعيان. فمن جهته، أوضح الخبير الاستراتيجي الدكتور عبدالله عبدالمحسن السلطان أن الإيرانيين لازالوا يعيشون في وهم الامبراطورية الفارسية، ومازالوا حاقدين على العرب من خلال نظرتهم التوسعية طمعا في استغلال موقعها الاستراتيجي لتهديد الدول الخليجية بشكل مباشر وغير مباشر. وأشار إلى أن إيران لا تبخل بتاتا في ضخ الأموال لإذكاء التوتر في بعض البلدان العربية التي تشهد أوضاعا غير مستقرة أمنيا أو سياسيا وزرع خلايا لها من خلال موالين لها عقائديا مثل الحوثيين في اليمن ومحاولة السيطرة على القرار السياسي في العراق ومساندة لا محدودة لنظام الأسد في سورية وتقوية حزب الله في لبنان. وزاد «الآن هي تتجه نحو استغلال الوضعين السياسي والأمني في مصر في محاولة لاحتوائها من خلال تقديم الإغراءات المادية الكبيرة على شكل مساعدات وهبات للاقتصاد المصري بهدف نشر الفكر الشيعي بين سكان مصر». وطالب الدول الخليجية بمسارعة التوحد العسكري لمواجهة أي أخطار من قبل طهران وتقديم الدعم لمصر وشعبها لتفويت الفرصة على الإيرانيين الذين يحاولون احتواء مصر التي كانت ولاتزال تمثل الثقل العسكري والعربي والسياسي بالنسبة للدول العربية ككل. من جهته، شدد الدكتور جمال البوحسن عضو مجلس النواب البحريني على ضرورة تفعيل الاتحاد الخليجي العسكري كبداية لإيجاد قوة عسكرية استراتيجية لمواجهة أي تهديدات إيرانية، موضحا أن هذه القوة ستكون درعا وحصنا منيعين لجميع الدول الخليجية في أي محاولة كانت للهيمنة على المنطقة. وقال إن الخطر الإيراني ليس حديث العهد بل إنه منذ أمد بعيد، مذكرا بالتصريحات العدائية من قبل إيران للدول الخليجية وتورطها بشكل مباشر وغير مباشر في أحداث أمنية عديدة في العديد من دول مجلس التعاون بالإضافة إلى احتلالها الجزر الإماراتية بشكل سافر ضاربة بالقوانين والقرارات الدولية عرض الحائط. وتابع قائلا «رغم محاولة دول الخليج دائما مد يد التعاون مع إيران وبناء علاقات مبنية على أساس حسن النية والجوار، إلا أن طهران تريد بث سموم التفرقة العقائدية والطائفية في دول الخليج». ومن جهته، أوضح المحلل السياسي الأردني الدكتور أحمد البرصان أن التدخلات الإيرانية في الشؤون الخليجية والعربية هي نتيجة وجود فراغ قوة في المنطقة العربية بعد أن أصبح العراق منطقة نفوذ إيرانية وتداعيات الثورة في سورية والأحداث السياسية في مصر. وأشار إلى أن الوضع في المنطقة الخليجية يتطلب بناء موقف خليجي صلب وموحد مبني على استراتيجية موحدة لوضع حد للتدخلات الإيرانية في الشوؤن الخليجية خاصة والعربية بشكل عام. وبين أن إيران في الوقت الراهن تحاول استغلال الأزمة الاقتصادية لمصر للدخول من خلالها، موضحا أن القاهرة تمثل حجر الزاوية في الساحة العربية، وإيران تحاول اقتناص هذه الفرصة.