جبل ثور، من الجبال التي لها أثر في الإسلام، فهو يقع جنوبمكةالمكرمة، مستدير الشكل نسبيا له عشر قمم مدببة ترتفع من قاعدته، ويبلغ ارتفاع قمته 728 متراً، ويمتد من الشمال إلى الجنوب على مسافة 4123 متراً، ومن الشرق إلى الغرب على مسافة 4000 متر تقريباً. ويقال إنه كان يعرف بجبل أطحل، ولكن حين سكنه ثور بن عبد مناف نسب إليه، ويقال أيضاً إنه يشبه ثوراً مستقبلاً الجنوب. مكث فيه الرسول محمد بن عبدالله وأبوبكر الصديق ثلاث ليالِ أثناء هجرته إلى المدينةالمنورة، وفي أثناء وجودهما في الغار جاءت قريش تبحث عنهما، حتى وقفت على فم الغار، إلا أن الله ردها بفضله وقدرته. يقول أبو بكر رضي الله عنه: «لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه». فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما) رواه البخاري ومسلم.وقد ذكر الله تعالى هذه الحادثة في كتابه فقال سبحانه: «إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم». ويعتبر جبل ثور من المعالم التاريخية التي يحرص على زيارتها زوار بيت الله الحرام، حيث انهم يصرون على الصعود إليه رغم ارتفاعه وصعوبة الطريق إليه، فتجد أغلب الزوار يضعون في مفكرات زيارتهم الصعود إلى جبل ثور الذي يبعد عن الحرم بضعة كيلو مترات. «عكاظ» رصدت انطباعات عدد من المعتمرين أثناء نزولهم من جبل ثور، حيث قال المعتمر صالح فتحي: إنها فرصة أغتنمها عند زيارتي بيت الله الحرام، فأزور الأماكن المقدسة والمعالم التاريخية. وأضاف: أصررت من الصباح الباكر على أن أصعد جبل ثور لما له من أثر بليغ في الاسلام، خصوصا أنه يعتبر منطلق الهجرة النبوية، عندما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم من هذ ا الجبل متجها الى يثرب. وأضاف: إن الصعود إلى الجبل صعب جدا، وأنصح كبار السن بعدم صعوده ويجب على أصحاب الحملات إبلاغهم بذلك لأنني وجدت خلال صعودي الى الجبل كبارا في السن مصرين على الصعود وهذا ما يشكل عليهم خطرا خصوصا أن الجبل يخلو من الاسعافات الاولية والمراكز الصحية. من جانبه قال محمد عاشور: إن رحلة الصعود شيقة عندما تتذكر وقفات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن ما أخزنني في هذه الرحلة ما شاهدته من أن بعض الزوار يعمدون إلى الكتابة على جدران الغار، إضافة إلى وجود عدد من العمالة السائبة الذين يبثون اعتقادات تعتبر شركية كبيع بعض السبح والصور والخواتم يشار إليها بأنها من المعتقدات الاسلامية، مشددا على ضرورة أن تكون هناك فرق لمكافحة هؤلاء الباعة المتجولين. إلى ذلك شدد الدكتور أحمد المورعي أستاذ في جامعة أم القرى على أن هذه المعتقدات الخاطئة التي يفعلها بعض الزوار عند زيارة بعض المعالم التاريخية في مكةوالمدينة لم ترد عن النبي علية الصلاة والسلام ولا عن صحابته، مبينا أن هذه الأمور شركية ولا تنفع ولا تضر. تجنب المعتقدات الخاطئة دعا الدكتور أحمد المورعي زوار بيت الله الحرام أن يتقوا الله سبحانه وتعالى وأن يتجنبوا كل المعتقدات الخاطئة، ونصحهم بأن يسألوا أهل الذكر في أي من هذه التصرفات إذا لم يكن لهم علم بها حتى لا يدخلوا في مظلة الشرك.