في نهار رمضان ولياليه وفي أوقات الفراغ يتجه بعض المعتمرين والزوار إلى زيارة العديد من الآثار الإسلامية التي تعج بها جبال مكة وبطاحها، ولا يتركون فرصة لزيارة جبل النور وغار حراء، حيث محضن أول آية أنزلت في القرآن الكريم، ومقر خلوة النبي عليه الصلاة والسلام قبل بعثته، وجبل ثور وفيه غار ثور وهو الغار الذي اختبأ فيه النبي مع صاحبه الصديق في طريق الهجرة، ومقابر المعلاة التي تضم رفات أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وعدد كبير من الصحابة والتابعين، وبئر طوى التي ثبت أن النبي محمد عليه الصلاة والسلام شرب منه واغتسل فيه خلال حجة الوداع وغيرها من الآثار التي تذكر زوارها بتاريخ صدر الإسلام ورجاله. وجبل ثور الذي يقع جنوب جبل المسجد الحرام بين سهل وادي المفجر شرقاً وبطحاء قريش غرباً، ويشرف على حي الهجرة، ويعتبر من الجبال المعروفة نظراً لما يتمتع به من مكانة تاريخية إسلامية حيث يوجد فيه الغار الذي اختبأ فيه الرسول صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق رضي الله عنه من كفار مكة الذين أرادوا قتله ومنه هاجر هو وصاحبه سراً إلى المدينةالمنورة. ويقال إن سبب تسمية جبل ثور بهذا الاسم أنه كان يعرف بجبل أطحل، ولكن حين سكنه ثور بن عبد مناف نسب إليه ويقال أيضاً إنه يشبه ثوراً مستقبلاً الجنوب وهو جبل مستدير الشكل نسبياً له عشر قمم مدببة ترتفع من قاعدته الدائرية ويصل ارتفاع أعلاه الى 755 متراً وتبلغ مساحته عشرة كيلومترات مربعة. ويشهد غار ثور والذي يبعد 4كلم عن الحرم الشريف إقبالا من المعتمرين، الذين يحرصون على الصعود إلى قمة الجبل لمشاهدة الغار الذي اختبأ فيه الرسول صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر الصديق حين الهجرة إلى المدينةالمنورة، ويحرص المعتمرون على الصعود إلى قمة الجبل ومشاهدة الغار في فترة الصباح الباكر وحتى الساعة العاشرة صباحا وقبل اشتداد حرارة الجو. ويقول المعتمر نبيل خان إنه حرص على الصعود إلى قمة الجبل رغم المشقة الكبيرة التي وجدها في الصعود إلى قمة الجبل حرصا منه على الاطلاع على الغار الذي اختبأ فيه الرسول صلى الله عليه وسلم عند خروجه من مكةالمكرمة وصاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه، مشيرا إلى أنه عند الوصول إلى الغار شعر براحة كبيرة، وتذكر قدرة الله عز وجل ،مبينا أن الإنسان عند زيارة الأماكن التاريخية يشعر بسعادة إيمانية كبيرة كونها تذكرة بحياة الرسول وأصحابه. وقال السيد أمين بكر إن زيارة غار ثور تأتي من باب الاطلاع على المكان الذي ارتبط بالدعوة الإسلامية، فالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أثناء خروجه من مكةالمكرمة اختبأ في الغار وغطى العنكبوت على فتحة الغار، مشيرا إلى أن من يريد الصعود إلى الغار يواجه صعوبة كبيرة بسبب وعورة الطريق وطول الجبل.