لم تمنع وعورة المكان وصعوبة الطريق المعتمرين والزوار من الوصول إلى سفح جبل النور، وصولا إلى غار حراء حيث مهبط الوحي ومنبع الرسالة المحمدية. وعلى الرغم من أن جغرافيا المكان تؤكد أن ارتفاع الجبل لا يقل عن 642 مترا، وينحدر انحدارا شديدا من 380 مترا حتى يصل إلى مستوى 500 متر، ثم يستمر في الانحدار على شكل زاوية قائمة حتى قمة الجبل وتبلغ مساحته خمسة كيلومترات و250 مترا مربعا، إلا أن كل تلك الأرقام لم توقف الحاج عمار حمو البالغ من العمر خمسين عاما إلى الصعود وصولا إلى غار حراء، متجشما عناء الصعود ومخاطر الانزلاق. يقول: «كان حلمي أن أصعد جبل النور وكلي شوق لرؤية غار حراء لأنه منبع النور ومهبط الوحي وعندما حقق الله لي زيارة بيته الحرام قررت أن أغتنم وقتي لصعود جبل النور ومضيت في صعودي حتى ارتقيت إلى غار حراء ثم نزلت وأنا كلي سعادة رغم العناء الذي لحقني»، مشيرا إلى أنه «أبرز المعالم تاريخيا ولا بد من الاهتمام به، لأنني شاهدت تلك العمالة مسيطرة عليه دون أي رقابة عليها من الجهات المختصة، لاسيما أنها تدل المعتمرين الزوار على عقائد شركية تخرج من الملة». أما المعتمر صالح زيد طالب بأن تكون هناك خدمات واهتمام من قبل الجهات المختصة، مشددا على أهمية وجود مركز صحي لإسعاف المصابين من المعتمرين بعد نزولهم من جبل النور، مضيفا أن هناك عمالة بأعلى الجبل تغتنم غياب الرقابة وتوهم زوار بيت الله الحرام بطرق غير شرعية تخرج من الملة، أو تلمح لهم في التبرك والاعتقاد الخاطئ للحصول على مبلغ من المال، كما أن هناك عمالة تبيع بضائع فيها أمور شركية بالإضافة إلى استغلال زوار بيت الله الحرام في أمور التسول. وأضاف زيد: «شاهدت اعتقادات خاطئة في قمة الجبل، غير أن هناك معتمرين يعتقدون أن التعبد بغار حراء ركن ديني لذا أطالب الجهات المختصة بإيجاد أكثر من مركز لإرشاد المعتمرين وزوار بيت الله الحرام». أما المعتمرة حصة شريف من الجنسية المصرية اكتفت بقولها: «الحمد لله حقق الله حلمي وزرت جبل النور وتعبدت في غار حراء». ويقف العامل غلام خان أحد العمالة الباكستانية عند إحدى المنحدرات في طريق الزوار إلى غار حراء ليعرض مجموعة من المسابح لا تخلوا من المعتقدات المشكوك فيها، بالإضافة إلى كتيبات تنشر التبرك والاعتقاد الديني الخاطئ في جل النور. وفيما رفض عامل مصري التصوير مستغلا حرص الكثير من الزائرين على التقاط الصور التذكارية، مبينا أنه يزاول بيع المواد الغذائية التي لا يعرف تاريخ انتهائها ولا مصدرها. ومن جانب آخر، تحدث أهالي جبل النور عن تلك العمالة التي أصبحت تشكل رعبا وخطرا على الحي، مشيرين إلى أن العمالة الوافدة غير النظامية استحوذت على مكان في سفوح جبل النور، وحولته إلى أماكن للبيع، لاسيما أن الرقابة من قبل الجهات المختصة غائبة تماما لصعوبة تلك المنحدرات، ولم يقتصر استحواذها إلى هذا الحد بل امتدت خطورتها إلى شوارع جبل النور، مما بث في نفوس الأهالي الخوف والقلق. وقال عباد الحسني إن العمالة أصبحت تشكل خطرا كبيرا على أهالي جبل النور بالإضافة إلى زواره، حيث إنها تبحث عن الكسب السريع سواء ببيع المواد الغذائية غير معروفة التصنيع أو منتهية الصلاحية، ويتسبب ذلك في تشويه منظر الحي من أعمالها التي تتضمن غسيل السيارات بوسط شوارع جبل النور كشارع الأربعين ونحوه، وقال: «طالبنا الجهات الأمنية بحملات تفتيشية للقضاء على تلك العمالة السائبة ولكن تلقينا وعودا لم تر النور، فلازالت تلك العمالة تبث على الزوار جبل النور معتقدات خاطئة ناهيك عن سمومها لأهالي الحي وغيره». في المقابل، أكد المتحدث الرسمي باسم جوازات منطقة مكةالمكرمة المقدم محمد الحسين أن ملاحقة مخالفي أنظمة العمل والإقامة مستمرة ودائمة ولا تتوقف، لافتا إلى أن إدارة الجوازات تسير حملات ميدانية لملاحقة المخالفين في الميادين والشوارع. وطالب المواطنين بالتعاون مع الأجهزة لضبطهم، وعدم الاستعانة بهم في أي مهمة، مشيرا إلى أن تشغليهم يسهم في انتشارهم. اسألوا أهل العلم شدد الدكتور أحمد المورعي أستاذ في جامعة أم القرى على أن هذه المعتقدات الخاطئة التي يفعلها بعض المعتمرين وزوار بيت الله الحرام عند زيارة جبل النور لم ترد عن النبي عليه الصلاة والسلام ولا عن صحابته، مبينا أن هذه الأمور شركية ولا تنفع ولا تضر. ودعا المورعي معتمري بيت الله الحرام أن يتقوا الله سبحانه وتعالى وأن يتجنبوا كل المعتقدات الخاطئة فعليهم أن يسألوا أهل الذكر إذا لم يكونوا يعلمون بعض الأمور حتى لا يدخلون في مظلة الشرك.