تشهد المعالم التاريخية بمكةالمكرمة توافد حجاج بيت الله الحرام قبل أيام الحج، ومن المواقع والمعالم التي تشهد ازدحاما كجبل النور الذي يحتضن غار حراء وجبل ثور ومقبرة المعلاة ومولد النبي عليه الصلاة والسلام والمشاعر المقدسة ومسجد عائشة وغيرها من المواقع التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم له أثر فيها، ويحرص أغلب حجاج بيت الله الحرام أن يستثمروا أوقاتهم في زيارة هذه الأماكن. «عكاظ» رصدت خلال جولتها الميدانية مظاهر توافد الحجيج على هذه الأماكن، وفي ترتيب المواقع تأتي مقبرة المعلاة وجبل النور في مقدمة المواقع التاريخية بمكة التي تشهد ازدحاما وتوافدا من قبل الحجيج. وعبر الحاج صالح حسن عن بالغ سعادته وهو في مكةالمكرمة قائلا: «رغم الصعوبات التي واجهتني في رحلتي إلى البلد الحرام لأداء مناسك الحج إلا أنني حريص كل الحرص بأن أزور مقبرة المعلاة؛ لأنها تحتضن أم المؤمنين وعددا من الصحابة رضي الله عنهم». وأشار الحاج صالح: «أحرص بأن أستثمر وقتي في زيارة المواقع التاريخية التي زارها الرسول عليه الصلاة والسلام في مكةوالمدينة وحث عليها، وزرت المشاعر المقدسة وصعدت إلى جبل النور وكذلك زرت مقبرة المعلاة لأنها تحتضن أم المؤمنين وصحابة رسول الله». أما الحاجة مريم شريف فتقول: «حرصت كل الحرص أن أصعد جبل النور رغم العناء والمشقة فهو أحد المعالم التاريخية التي زارها النبي عليه الصلاة والسلام وكان يتعبد في غار حراء، ودونت زيارتي في هذا المعلم التاريخي في مفكرتي والتقطت عددا من الصور للذكرى، ويعتبر من المعالم التاريخية التي تحتضنها مكةالمكرمة». وأشار الحاج عبدالقادر محمد بقوله: «من الطبيعي أن أي حاج يحرص على استثمار وقته في زيارة المعالم التاريخية سواء في مكةالمكرمة أو المدينةالمنورة، كما حرصت على زيارة المعالم التاريخية في مكة حيث زرت عدة معالم ومن أهمها جبل النور ومقبرة المعلاة، حيث إنني شعرت بنوع من الارتياح والراحة وأنا أزور هذه المواقع». وبين الحاج عبدالقادر في حديثه أن هناك معتقدات خاطئة تصدر من بعض الحجاج أثناء زيارتهم لعدد من المعالم التاريخية سواء في مكة أو المدينة فتجد هناك غلو وتبرك وبكاء عند القبور وكذلك أخذ بعض الصخور أو الكتابة عليها أو رمي عدد من الصور لأقاربهم عندها كل هذه الأمور شركية. بالإضافة إلى أن هناك أدوار غائبة ومهمة فتجد دور المرشد السياحي غائب عن هذه المعالم التاريخية. وأوضح الدكتور أحمد المورعي أستاذ في جامعة أم القرى ورئيس الهيئة بمكةالمكرمة والذي كان مشددا على أن هذه المعتقدات الخاطئة التي يفعلها بعض الحجاج عند زيارة بعض المعالم التاريخية في مكةوالمدينة لم ترد عن النبي علية الصلاة والسلام ولا عن صحابته، مبينا أن هذه الأمور شريكة ولا تنفع ولا تضر. وأوصى المورعي حجاج بيت الله الحرام بأن يتقوا الله سبحانه وتعالى وأن يتجنبوا كل المعتقدات الخاطئة، فعلى الحاج أن يسأل أهل الذكر إذا لم يكن يعلم في بعض الأمور حتى لا يدخل في مظلة الشرك. وفي المقابل، وأوضح مشرف الفترة المسائية بمركز جبل النور التوجيهي الشيخ عوض الأسمري خطورة هذه المنكرات على العقيدة وقال: «إننا نقابل قناعات لدى البعض بهذه المنكرات مما حتم علينا تنفيذ آلية شرعية للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تعتمد على التعامل مع الأخطاء العقدية والتعبدية والسلوكية بأسلوب شرعي يراعي بيئات وثقافات ضيوف الرحمن التي أتوا منها وبيان خطأ هذه المعتقدات التي تعتمد على بيان الحكم الشرعي لإتيان الجبل لقصد التعبد وأنه لا خصوصية تعبدية له وأنه بدعة مع تعريف هذه الجموع بالمنكر وخطورته، وفي ذلك استخدمنا أسلوب المناصحة اللطيف والعطف والتعامل الحسن مع معتقدات قد تهدد العقيدة وسلامتها».