يشهد غار ثور والذي يبعد (أربعة كيلو مترات) عن الحرم الشريف إقبالا من المعتمرين،الذين يحرصون على الصعود إلى قمة الجبل الذي يرتفع نحو 748 مترا من سطح البحر، لمشاهدة الغار الذي اختبأ فيه الرسول صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر الصديق حين الهجرة إلى المدينةالمنورة، وهو عبارة عن صخرة مجوفة ارتفاعها 1.25م، وله فتحتان فتحة في جهة الغرب وهي التي دخل منها النبي صلى الله عليه وسلم و أبو بكر رضي الله عنه وفتحة من جهة الشرق. ويحرص المعتمرون الذين يرافق بعضهم مرشدين من الهيئة العليا للسياحة، ومن شركات ومؤسسات العمرة السعودية على الصعود إلى قمة الجبل ومشاهدة الغار وتقوم الحافلات الكبيرة بنقل المعتمرين من مساكنهم إلى الغار مع الصباح الباكر وحتى الساعة العاشرة صباحا وقبل اشتداد حرارة الجو، حيث يحرص بعض المعتمرين ،وخاصة من الجنسيات التركية والإيرانية والاندونيسية على زيارة الغار وينتشر عند أسفل الجبل الباعة الجائلين الذين يسعون لتسويق العديد من المنتجات على المعتمرين والزوار، وخاصة الأقمشة والكوافي والأحذية بأنواعها للحصول على العوائد المنشودة واستغلال التجمع الكبير للحصول على مكاسب مالية كبيرة في ظل الإقبال من المعتمرين على زيارة الجبل وينتشر كذلك (الجمالة) الذين يلتقطون صورا تذكارية. للمعتمرين على الجبال تحت الجبل ويشير احد الوافدين من إحدى الجنسيات العربية الى انه يتواجد من الساعة السادسة فجرا الى الساعة الحادية عشرة ليلا، ويلتقط في كل يوم أكثر من مائة صورة كل صورة بعشرة ريالات مشيرا الى ان شريحة كبيرة من المعتمرين تحرص على التقاط صور عند أسفل الجبل من اجل إطلاع ذويهم عليها بعد العودة ،وبعد ان يمن الله عليهم بأداء العمرة وزيارة مسجد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. وأوضح رئيس لجنة الحج والعمرة بالغرفة التجارية الصناعية بمكةالمكرمة سعد القرشي ان شركات العمرة تنظم رحلات تعريفية الى المعالم الأثرية في العاصمة المقدسة، مثل غار ثور وغار جراء وجبل الرحمة ومسجد السيدة عائشة لتعريف المعتمرين بهذه الأماكن التاريخية، ويرافقهم مرشدين متخصصين يقومون بتعريفهم بهذه الأماكن وإعطائهم نبذة تاريخية عنها ،مشيرا الى انه قدم مقترحا الى الهيئة العامة للسياحة والآثار التي تولت الإشراف على الأماكن التاريخية لإيجاد استراحات حول هذه الأماكن، واستخدام التلفريك لنقل المعتمرين الى قمة الجبل وتعريفهم بالغار ثم إعادتهم الى أسفل الجبل ،حيث الاستراحات التي تتوفر بها كل الخدمات. واشار مدير عام فرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة مكةالمكرمة الشيخ احمد قاسم الغامدي إلى أنه في المواسم يتم إيجاد عدد من رجال الحسبة لتوعية المعتمرين والحجاج من بعض الممارسات المخالفة للشريعة الإسلامية. ويضيف مما يجدر تنبيه المعتمرين اليه، أنه لم يرد في الشرع ما يرِّغب في زيارة غار ثور، وعليه فلا يجوز لمسلم أن يقصد زيارته معتقدا أن لتلك الزيارة فضيلة ثابتة، فضلا عن أن يزوره بنية التبرك بأرضيته أو أحجاره، فإن ذلك من البدع المحرمة. ويشير المعتمر حسين كاظم الى انه حرص على الصعود الى قمة الجبل رغم المشقة الكبيرة التي وجدها في الصعود الى قمة الجبل حرصا منه على الإطلاع على الغار الذي اختأ فيه الرسول صلى الله عليه وسلم عند خروجه من مكةالمكرمة بعد ان كان يطارد من كفار قريش، مشيرا الى انه عند الوصول الى الغار شعر براحة كبيرة ، وتذكر قدرة الله عزوجل ،مبينا ان الإنسان عند زيارة الأماكن التاريخية يشعر بسعادة إيمانية كبيرة كونها تذكرة بحياة الرسول الكريم الأعظم. وبين المعتمر محمد حسان من الأردن ان زيارة غار ثور تأتي من باب الإطلاع على المكان الذي ارتبط بالدعوة الإسلامية ،فالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وبعد ان ضيق عليه كفار قريش الخناق فر بدينه من مكةالمكرمة ، واختبأ في الغار وغطى العنكبوت على فتحة الغار، مشيرا الى ان من يريد الصعود الى الغار يواجه صعوبة كبيرة بسبب وعورة الطريق وطول الجبل.