تحكي البيوت الأثرية الطينية في عنيزة حقبة تاريخية لآلاف السنين، خاصة في المنطقة الوسطي لمدينة عنيزة، حيث كان للبيوت الطينية دور باز في مساكن الناس حتى لوقت قريب إلى أن دخل التطور على تلك المساكن وأصبحت البيوت الطينية آثارا جميلة لتلك الحقبة من الزمان، أما الذين عاشوا تلك الحقبة بكل تفاصيلها فيأملون في بقاء البيوت الطينية لتحكي صورة ذلك الزمن .. (عكاظ) رصدت تلك المنازل واستمعت لآراء عدد من أهالي المنطقة. يقول عدد من أهالي المنطقة أن تلك البيوت الطينية التي أصبحت سمة من سمات المنطقة، تتعرض الآن إلى هدم للاستفادة من أراضيها اقتصاديا، أو بفعل التعرية بسبب العوامل البيئية، مطالبين الجهات المختصة بابتعاث فرق متخصصة للوقوف عليها والعمل على ترميمها. وأشاروا إلى أن هيئة الآثار تحتفظ بعدد من تلك البيوت كرمز لتلك الحقب التي منها بيت البسام، كما أنشأ أبراهيم الحمدان والمعلم الخبير في بيوت الطين منزلا رمزيا لبيوت الطين داخل مزرعته، فيما اشترى فهد الصالحي بيتا طينيا، حيث أصبحت كل تلك البيوت مزارات للسياح وزوار المحافظة. وتساءل عدد من المواطنين عن بيتين من الطين وما لهما من قيمة تراثية، أحدهما بيت الجنيني الذي حامت حوله الجرافات مؤخرا ويقع في ساحة أرض هي في الأصل مزرعة لأسرة الجنيني مقابل مركز التميمي للتربية الخاصة، التابع لجمعية عنيزة للخدمات الإنسانية، على شارع ابن دخيل، والآخر بيت المنصور على شارع القاضي، مجمعين على ضرورة الاحتفاظ بهما لقيمتهما التراثية. (عكاظ) اتصلت بالدكتور جاسر الحربش المدير التنفيذي للسياحة بمنطقة القصيم الذي أحال الإجابة على تساؤلاتنا لمحمد إبراهيم الزنيدي مدير الآثار بمنطقة القصيم، وبدوره أكد الزنيدي على أن هيئة الآثار والسياحة لا تألو جهدا للحفاظ على الآثار، إلا أن ما ذكر يخص إما أفرادا أو جهات. وقال إن الهيئة تبذل جهودا طيبة لجلب مستثمرين لها كما تبذل محاولاتها وجهودها لإقناع ملاكها للوصول إلى حل لاستثمارها لكي تبقى كما هي، أما بيت الجنيني فهو يخضع لملكية جمعية البر في عنيزة وبيت المنصور تم بيعه إلى مواطن خليجي.