تشكل المنازل الطينية في عنيزة خطرا على سكان الأحياء القريبة منها بعدما أصبحت مأوى لضعاف النفوس من المجرمين والمروجين ممن وجدوا فيها المكان الأمثل والمناسب لممارسة أعمالهم المشبوهة. وفيما يحرص محبو الآثار على هذه المباني كونها تمثل حقبة مهمة في تاريخ عنيزة، يعتبر المواطنون أن هدمها يساهم في استتباب الأمن في الأحياء المجاورة، خاصة أن غرفها الطينية العتيقة باتت مكانا لجمع المسروقات. يقول سالم الزويد: أقطن في حي يضم بقايا أبنية طينية قديمة ومتهالكة وتشكل خطرا بالغا على السكان، خاصة أنها أصبحت مكانا للتجمعات المشبوهة الليلية، ولقد طالبنا البلدية عدة مرات بإزالتها خوفا على أطفالنا. وأضاف كان من الأولى على البلدية تسوير هذه المباني بشكل محكم إذا أصرت على بقائها. واعتبر سالم السويلم?بأن الاحتفاظ بهذه المباني القديمة معايشة للتاريخ الجميل هو مطلب رائع، لكن يجب أن يكون وفق ضوابط محددة تفرضها البلدية أو الهيئة العامة للسياحة والآثار، كأن يؤخذ تعهد على المالك يقضي بالعمل على صيانة المبنى وعدم إهماله بالشكل الذي يجعله خطرا على ما جاوره من العمائر السكنية. فهد الشديد يقول يوجد في حينا بيت طيني قديم وفي عام 1429ه حضرت البلدية مع الدفاع المدني وقرروا هدمه وإزالته لأنه آيل للسقوط ومنذ ذلك الحين والمنزل قائم كما هو دون هدم ولا نعلم ما الأسباب، خاصة أنه آيل للسقوط. ويقترح سعود الأحمد اختيار عدد من الأحياء القديمة كالجناح والبرغوش لإقامة قرى تراثية من بيوت الطين خاصة مع وجود مختصين في إقامة هذه البيوت، فمن الأولى استغلالهم من قبل الهيئة العامة للسياحة?والآثار. إعادة تأهيل ويطالب فهد الهياب إعادة تأهيل وتهيئة هذه المنازل الطينية كونها شاهدة على مرحلة مهمة في تاريخ عنيزة القديم، فما قامت به بلدية عنيزة?من إزالة المباني في أحياء الجوز والمسهرية والخريزة والبرغوش القديمة دون مراعاة لقيمتها التاريخية شيء مؤسف جدا، خاصة أن الإزالة تمت دون دراسة لوضع المباني. وأوضح مدير العلاقات العامة والإعلام في بلدية عنيزة محمد البشري أن البلدية?لديها إجراءات منظمة للمنازل التاريخية القديمة من خلال البحث عن أصحاب العقارات الآيلة للسقوط?ولكن في بعض الأحيان لا نستطيع الوصول إلى ملاكها فنضطر لوضع لوحات عليها، ولكن أصحابها يتأخرون في المراجعة وبالتالي تتعثر إزالتها. وأشار مدير إدارة السلامة في الدفاع المدني بعنيزة الرائد سامي السلوم إلى وجود لجنة مشكلة من الدفاع المدني والبلدية في عنيزة لمتابعة وضع المباني الآيلة للسقوط وإعداد التقارير عنها ورفعها للجهات المعنية لاتخاذ القرارات اللازمة حيالها. وأضاف تعاين شعبة الحماية المدنية الكثير من المواقع وتعد التقارير اللازمة عنها وتبعث بها للبلدية لتنفيذ الإزالة إذا كان هناك خطر والبلدية بدورها تخضع ذلك المبنى لإجراءات معينة وفق ما لديها من أنظمة وتعليمات. لافتا إلى أن لائحة البيوت الطينية تحدد مهام كل جهة وتمنحها الصلاحيات اللازمة لعلاج المشكلة. وذكر أن التأخر في الإزالة يكون بسبب انشغال آليات البلدية أو تنظيماتها الخاصة. وأوضح مدير فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة القصيم الدكتور جاسر الحربش وجود مبادرات من قبل هيئة السياحة والآثار من خلال إطلاق رئيس الهيئة لمركز التراث العمراني وفي القصيم يمثل التراث العمراني أحد المحاور الأساسية لخطة التنمية السياحية. وما يخص محافظة عنيزة فإن الهيئة تتعامل مع الموضوع في عدة مسارات، الأول يتضمن المحافظة والحماية بالتنسيق مع الجهات المختصة وعلى رأسها إمارة المنطقة والبلديات، والثاني مسار التشغيل والتوظيف وهدفه أن يتم استغلاله واستثماره كموقع سياحي واقتصادي، ولمحافظة عنيزة السبق في هذا المسار مثل بيت البسام ومزرعة الحمدان وهي تمثل مباني طينية مستثمرة ومعتمدة من الهيئة والمواقع القائمة الأخرى حاليا في حال وضوح الملكية فهناك برنامج لإعادة المباني.