ما زال طريق الخليل المؤدي الى طريق البيضاء مسرحا للحوادث المميتة، حيث شهد خلال الإجازة النصفية للفصل الدراسي الثاني عددا من الحوادث التي اختلفت أضرارها بين مصرع سائقين وإصابات وتلفيات للمركبات، خصوصا أن منتزه البيضاء يعتبر مقصدا لكثير من العائلات كون المنتزه يتميز بقربه، فالبيضاء تبعد عن المدينةالمنورة بنحو 30 كلم وتبلغ مساحتها نحو 16 ألف متر مربع، إذ تقع بعد الغابة التي تعتبر موضعا من عوالي المدينة تقع إلى الشمال، وتسمى ب«الخليل» حاليا، وهو المكان الذي تروي المصادر أن الزبير بن العوام اشتراه واستصلح قسما منه وأنشأ فيه بركة كبيرة تتجمع فيها المياه تعرف باسم «البركة» أو «بركة الزبير»، كما ذكر المؤرخ عبدالقدوس الأنصاري في كتابه «آثار المدينة». وكان طريق البيضاء في السنوات الأخيرة مسرحا للكثير من الحوادث خصوصا خلال الإجازات، وتكون دائما النهاية مأساوية حيث ذهب ضحيتها الكثير من الشباب الذين يحولون الطريق الى ماراثون لسباق السيارات، مع كل ما يشكله ضيق الطريق وغياب الإشارات التحذيرية والإنارة من مخاطر، إضافة إلى أنه تحيط بالطريق الكثير من الحفريات التي تشكل خطرا كبيرا على المركبات وكذلك تهالك الأسفلت وعدم وجود حواجز تمنع الإبل من العبور. «عكاظ» قصدت الشارع وتحدثت إلى عدد من الأهالي الذين يقطنون هناك، حيث قال حسين الردادي، وهو أحد أصحاب مزارع الخليل: سبق أن طالبنا بازدواج الطريق في ظل الحوادث المتكررة. وأضاف أنه يسلك الطريق بشكل يومي بحكم وجود مزرعته هناك، ويشاهد كل يوم تقريبا حوادث مؤلمة تقع على طريق الخليل / البيضاء ويذهب ضحيتها الكثير من الأسر، مشيرا إلى أن عدد ضحايا الحوادث على هذا الطريق من متوفين أو مصابين أو من أتلفت سياراتهم فوق التصور. وأضاف «ربما لا يشعر البعض بخطورة الطريق لأنه لا يسلكه ولا يعرف الحوادث التي تقع عليه والتي نشاهدها باستمرار»، متسائلا عن اهتمام الجهات المعنية مثل أمانة المدينة بهذا الطريق الذي يقع في دائرة اختصاصها ويخدم متنزهات ومشتل الأمانة ومنطقة البيضاء السياحية وكذلك ما يقارب من 50 مزرعة كبيرة وشاليهات وغيرها. وأضاف «كذلك إدارة الطرق معنية بالأمر وننتظر أن تبادر بالعمل على ازدواج الطريق لوقف نزف الدم»، مشيرا إلى أن الكثير من الحوادث المرورية وقعت خلال إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني الحالية، متمنيا تكثيف تواجد الدوريات المرورية والمرور السري لكبح جماح المتهورين الذين يهددون أرواح العابرين. من جانبه قال حامد الفريدي «للأسف تكررت في الفترة الأخيرة وبشكل يومي الحوادث في منتزه البيضاء، خصوصا عند المنعطفات والمنحنيات نتيجة السرعة والتجاوز الخاطئ». وأضاف أن الأهالي طلبوا من أمانة المدينةالمنورة نقل الطريق أو ازدواجه خصوصا أن المنتزه يشهد إقبالا كبيرا من الأهالي خصوصا في موسم الإجازات. وتابع «لا نعرف لماذا يتأخر ازدواج الطريق رغم أن المنطقة شهدت في الفترة الأخيرة الكثير من المباني السكنية، إضافة إلى المزارع الموجودة أصلا في المنطقة». إلى ذلك أكد الناطق الإعلامي لمرور المدينةالمنورة العقيد عمر حماد النزاوي ل«عكاظ» أهمية ازدواج الطريق، وقال هناك تواجد لدوريات المرور والمرور السري على مداخل الطريق الرئيسي. الرفع للوزارة «عكاظ» نقلت شكاوى الأهالي إلى مدير عام إدارة الطرق والنقل في المدينةالمنورة المهندس زهير كاتب، الذي أكد أنه تم الرفع لوزارة المالية لاعتماده ضمن مشاريع الطرق والنقل في المدينة في ميزانية الوزارة الجديدة.