يجمع الرياضيون على أن دخول الأمير عبدالرحمن بن مساعد بن عبدالعزيز إلى الوسط الرياضي يشكل إضافة حقيقية له، باعتباره إحدى الشخصيات اللامعة التي مافتئت تناهض التعصب وتنادي بشرف المنافسة والروح الرياضية، بل وتعمل على تأطيرها بالتنافس الأخوي النبيل، البعيد عن الشخصنة والشحناء والاحتقان وإثارة الجماهير، لأنها في نهاية الأمر لا تعدو كونها رياضة تتطلب المثالية ولا تحتمل الخروج عن النص، غير أن الأمير الشاعر الذي دلف إلى هذا المجال الساخن المكتظ بالأحداث لم يعد يحتفظ بذات الصورة التي كان يراها سابقا في رياضتنا، فاختلفت المفاهيم وأصبحت الرؤية أشد وضوحا وأقل جاذبية من الداخل على حد قوله، وبينما ظل رئيس مجلس إدارة نادي الهلال في الفترة الماضية طرفا مهما وأساسيا في الخلاف مع اتحاد القدم بشأن تغيير الجدولة وبعض القضايا المتعلقة بفريقه، يتحدث ل «عكاظ» في حوار خاص يسرد من خلاله الكثير من التفاصيل عن ناديه ويعبر عن العديد من الآراء تجاه الأحداث الأخيرة والقضايا التي شهدها الوسط والرؤى المستقبلية للهلال، وأمور أخرى تطالعونها في ثنايا السطور التالية: كنت خارج الوسط الرياضي تراقبه عن بُعد والآن أنت داخله، كيف تراه في الحالتين وهل اختلفت النظرة تجاهه؟ بالتأكيد اختلفت فالعمل في الأندية الجماهيرية ومشكلاته اليومية وغير المتوقعة في أحيان كثيرة، هو عمل صعب ولا يمكن أن تدرك حجم هذه الصعوبة إلا عندما تكون في الداخل، فالصورة تبدو أجمل وأسهل من الخارج والتنظير كذلك. العارفون بك يرون أن عبدالرحمن بن مساعد قبل رئاسة الهلال ليس هو بعدها، أي أنهم يرونك أجمل قبل دخولك الوسط؟ هذا تعميم لا أسلم به ولا أستطيع أيضاً تجاهله، ولكن رئاسة ناد بحجم الهلال له جماهيريته الطاغية ومحبون كثر وآخرون غير محبين، قد تؤثر على حكم الشخص. هل غيرتك شراسة الوسط الرياضي قياسا بما كنت عليه في الوسط الأدبي؟ بالتأكيد إنها فعلت ذلك! ماذا أضافت لك الرياضة، وماذا أضفت لها؟ أضافت لي أنها زادت قدرتي على تحمل الضغط الهائل أحياناً حتى أنني أصبحت أستطيع انتقاء ما يزعجني أحياناً، أما ماذا أضفت لها فلن أتورط في حماقة مدح نفسي لو أجبت بأني أضفت كذا وكذا، كما لا أود ومن خلال «تواضع مصطنع» أن أقلل من جهد من عملوا معي على الأقل أفضل ترك الإجابة للآخرين. في الرياضة يضيف النادي لمنسوبيه بما فيهم الرئيس، فماذا أخذت من الهلال وماذا أخذ منك؟ اكتسبت منه التجربة الثرية والخبرة، وشرفت بمعرفة أناس اعتبرهم إضافة كبيرة لي، وأخذ مني وقتي ووقت عائلتي وربما جزءا من صحتي والكثير من مالي. خسرت كثيرا من الجولات وكسبت أيضا، أي الخسائر تجدها الأكثر إيلاما لك، وما أجمل مكسب تتعاطاه دوما بنشوة المنتصر؟ كل الخسائر مؤلمة وكل المكاسب لذيذة ولكن الخسائر في ناد كالهلال تأخذ تبعاتها وقتاً أطول مما تأخذه المكاسب. الشاعر بطبعه حساس فهل روضت الرياضة حساسية الشاعر بداخلك ولاسيما في ظل أن النقد فيها يأخذ منحى آخر؟ روضته أيما ترويض، وإن كان ما يحصل حالياً من البعض لا علاقة له بالنقد بل تجاوزه إلى الشخصنة والبجاحة وقلة الأدب، فهناك بعض المتسلقين إنجازهم النقدي أو الصحفي أنه شتم أميراً دون أن يرف له جفن، بالمناسبة هذا الأمر بسيط وليس من الشجاعة في شيء حالياً. يؤخذ على بعض رؤساء الأندية حديثهم عن ما قدموه لأنديتهم ويتجاهلون ما أخذوا منها، هل أنت من هؤلاء؟ ربما أكون كذلك وربما لا وسأترك الاجابة للمتلقي. لماذا ترفض قبول النقد من أي إعلامي أو ناقد، بينما تقبله من أصغر ناقد هلالي؟ غير صحيح، فهل بعد كل هذا الهجوم والشخصنة والشتائم يقال إنني لا أقبل النقد، آخر من يقال له هذا الكلام أنا. إلى أي مدى أنت راض عن الهلال؟ مهما عملت لا أحب أن أشعر بالرضا فطموحي كبير كما هو طموح جمهور الهلال ولكننا نجتهد ونعمل بأقصى ما نستطيع والآخرون كذلك والتوفيق بيد رب العالمين. النصراويون أو بعضهم أغضبهم تصريحك بعد نهائي كأس ولي العهد فهل عنيت ما ذهبت له التفسيرات؟ وضحت هذا الأمر بجلاء عبر تغريدة مطولة في حسابي الشخصي في تويتر، لم أسئ في حياتي لأي منافس ولم أقلل منه فما بالك بمنافس تقليدي وفريق عريق كالنصر يشجعه أصدقاء لي وأشقاء وأقرباء، كان الكلام عن أعضاء شرف الهلال وإدارته أنهم يعيدون الأمور لنصابها والأشياء لحجمها الطبيعي، عد لمقابلاتي بعد المباراة ستجد أنني كنت أشيد بالنصر وأعطيه حقه وستجد أن كلامي جاء في سياق أن أعضاء الشرف انتزعوا اللاعبين من أجواء الإحباط بعد خسارتنا من الشباب في الدوري قبل النهائي بأربعة أيام وأعادوا الأمور إلى طبيعتها وكذلك في الفرح بعد الفوز بالكأس لا نبالغ ولا نجعل الأمور تتعدى حجمها الطبيعي هذا ما عنيته، والله من وراء القصد. أيهما المنافس الحقيقي للهلال والذي يمكن أن نسمي مواجهتكم معه ديربي (النصر أم الشباب)؟ كلاهما فريقان كبيران لهما مني كل التقدير والاحترام وكلاهما ديربي. «العالمية صعبة قوية» هل مازالت مزعجة لكم؟ لا تزعجنا وهي فعلا صعبة لكننا سنكسر صعوبتها بإذن الله. ألم يغضبك ترديد جمهور الهلال لها بعد خسارتكم من أولسان الكوري؟ ما أعرفه من جمهورنا وأتوقعه منه هو أن يكون مع فريقه في الشدة قبل الرخاء وعند الهزيمة أكثر من الفوز ونحن نعمل كإدارة ولاعبين من أجل إسعادهم ونوفق أحياناً. من المستفيد من الآخر الهلال من الشباب أم العكس؟ علاقتنا بأشقائنا في الشباب علاقة محبة واحترام متبادل وهي ليست موجهة ضد أحد ولا مع أحد. هل علاقات الأندية تبنى على مصالح؟ لا يوجد ما يسيء في ذلك والمصالح المتبادلة مطلب والكل فيها مستفيد مع ضرورة وجود مبدأ (لا ضرر ولا ضرار). حديث أحمد الفريدي بعد أول تمرين له مع الاتحاد أزعجك شخصيا؟ ولاسيما أن ذلك الحديث كان فيه إشارات عليك وعلى إدارتك؟ صدقني لم أقرأه وأشك أو أستغرب إن كانت هناك إساءة صدرت من الفريدي فأنا أقدره وأحترمه وأتمنى له التوفيق. انت الآن في وضع الناقد أو المتبرم من الاتحاد السعودي لكرة القدم الجديد، بسبب تأجيل أو تقديم مباراة هل يعقل أن يتحمل الاتحاد بأكمله هذه المسؤولية؟ نحن أكثر الفرق السعودية تضرراً من الجدولة الجديدة حيث سنلعب مباراتين خارج أرضنا من ثلاث في أسبوع لذلك اعترضنا ومن أبسط حقوقنا أن ندافع عن نادينا تجاه قرار نراه مجحفا، والاتحاد السعودي يتحمل هذا الأمر لإقراره معسكر المنتخب لمدة عشرة أيام أكثر مما يقره نظام الفيفا بالضعف. ماذا تعني بقولك (الله يعيننا على الأربع سنوات» أليس في هذا تأليب على الاتحاد المنتخب؟ أنت إعلامي محترم ومخضرم وينبغي أخذ الكلام في سياقه، كلامي هذا جاء في سياق إجابة على سؤال لوليد الفراج في برنامج اكشن يا دوري وكان السؤال بما معناه ولا أذكره حرفياً «وإذا تجاهل الاتحاد السعودي طلبكم ولم يرد عليكم» فقلت الله يصبرنا الأربع سنوات المقبلة إذاً، أي أنها إجابة مشروطة. قلت أنت إن هذا الاتحاد يحتاج لعام أو عام ونصف حتى يحكم على عمله فلماذا تراجعت؟ مازلت أقول نفس الكلام، ولم أحكم عليه بأية أحكام، ولكننا تعرضنا لضرر نتيجة قرار اتخذه الاتحاد ودافعنا عن حقوق نادينا هذا كل ما في الأمر. لماذا استثنيت فهد المصيبيح من تصريحاتك وهو رئيس لجنة المسابقات؟ لجنة المسابقات ليس بيدها شيء لأن لا تواريخ لديها للتأجيل، والحلان المتاحان ليسا بيدها وهما تقليص معسكر المنتخب ولعب الجولة 23 يوم 17 مارس والحل الثاني أن يكون دوري الثمانية لكأس خادم الحرمين استثناء هذه السنة من مباراة واحدة وليس ذهابا وإيابا فالموسم لا بد أن ينتهي 31 مايو وشهر 6 كله أيام فيفا ومباريات دولية. محايدون يرون أن الإعلام الرياضي السعودي هو سر قوة الرياضة السعودية وثمة آخرون يتهمونه بالتعصب وأنه أحد أسباب تراجعنا، إلى أي الرأيين تنحاز؟ بلا شك أنه من أهم أسباب التراجع ويوجد20% أو أقل إعلاميون محترفون ويعرفون أصول المهنة ويمارسونها باحترافية والبقية متسلقون لا علاقة لهم بالإعلام لا من قريب ولا بعيد. كيف تقيم وسائل الاتصال الجديدة من حيث «الفعل ورد الفعل» على الوسط الرياضي؟ مشكلتها أن اسمها «الإعلام الجديد» فإذا اختفت كلمة الجديد بمرور الوقت ستقل السلبيات لأن السقف مرتفع جداً أو بالأصح لا وجود لسقف لما يمكن أن يقال أو لا يقال، مع الوقت ستنضبط الأمور أكثر إضافة إلى أن الغالبية تدخل إلى وسائل التواصل بشخصية مفترضة وغير قريبة من صاحبها حتى لو دخل باسمه الصريح، إيجابياتها بالنسبة لي أنها توصل ما أود طرحه مباشرة من دون وسيط. هل هناك علاقة بين شراكتكم الحالية مع موبايلي والخصخصة المنتظرة، أم أن هذا شيء والقادم شيء آخر؟ لا أرى ترابطا مباشرا وآمل أن تستمر الشراكة مع موبايلي. وهل ترى أن البيئة الرياضية مهيأة للخصخصة في أنديتنا؟ نعم. لماذا بات الهلال من أكثر الفرق بحثا عن الحكم الأجنبي؟ مازلت أرى الحكم الأجنبي المميز ضرورة لأنه الأجدر والأسلم لقيادة المباريات التنافسية في ظل حساسيتها، رغم وجود حكام سعوديين على مستوى رفيع لهم كل التقدير. هل ستكمل الفترة الثانية للنادي أم أن في أجندتك قرارا آخر؟ هذا في علم الغيب، جددنا لأربع سنوات وننوي إكمالها إن شاء الله ولكن ما يقدره الله يكون.