من يلاحظ أسعار شقق التمليك في الفترة الأخيرة، يصاب بالإحباط، لتقارب أسعار الشقق مع الأراضي، فقد أصبح سعر الشقق لا يقل عن 400 ألف ريال لأقل الشقق، وقد تصل لأكثر من 12 مليون ريال، وهو ما يعتبر ثمنا «فلكيا» إن صح التعبير. «عكاظ» ناقشت الأسباب الرئيسية وراء ارتفاع أسعار الشقق، خاصة في مدينة جدة، مع مجموعة من الاقتصاديين وأهل الخبرة في العقار، وكيفية علاج هذا الأمر في المستقبل القريب. بداية طالب شيخ طائفة دلالي العقار السابق بجدة عبدالله البلوي أمانة جدة بتعاونها مع المقاولين، للحد من ارتفاع أسعار شقق التمليك التي أصبح يعاني منها المواطن، وذلك كون المقاول يبحث عن المكسب وبيع الشقق للمواطنين، ولهذا يفترض تسهيل مهمته لأجل راحة المواطن ومكسبه. ونوه البلوي أن إقبال وطلب المواطنين على هذه الشقق يفوق الموجود حاليا في السوق، فالشقق الحالية لا تكفي لهم، إضافة لذلك لا بد من السماح بالبناء بالمناطق البعيدة لرخص أسعار الأراضي، إضافة لتلبية حاجات المواطن. وتطرق البلوي لنقطة قد يغفل عنها بعض المواطنين وهي عدم وجود «قرار ذرعة» وعدم انتهائه من الأمانة، فقد يسوق البعض بأن القرار سيعتمد في القريب العاجل، إلا أنه يصبح معلقا لفترات طويلة تمتد لسنوات. طول المدة أما الخبير الاقتصادي وعضو هيئة التدريس بقسم الاقتصاد بجامعة الملك عبدالعزيز البروفيسور الدكتور فاروق الخطيب، فذكر أن السبب الرئيسي وراء ازدياد أسعار شقق التمليك، يعود لطول فترة بناء المسكن وكذلك لشرائه وتملكه فأصبحت المسألة طويلة ومعقدة. وبين أن بناء المسكن يستغرق وقتا طويلا يمتد من 18-25 شهرا، إضافة لكونها تأخذ الكثير من الأموال نظرا لارتفاع أسعار الاسمنت وأدوات البناء، إضافة لعلو مرتبات العمالة الماهرة. واستطرد أنه على المدى القصير لا أرى أن الأسعار ستتغير، وإنما ستبقى كما هي لأن هناك عدة عوامل اجتمعت في هذا الشأن، كارتفاع الإيجارات واستثمار البعض لهذه الوحدات السكنية، وجعلها للاستثمار المالي وليس للسكن نظير تأجيرها. وبين أن ارتفاع قروض البنوك والصناديق تؤدي لزيادة طلب الوحدات السكنية من قبل المواطنين. واختتم حديثه بتحسره على الوضع الحالي للعقار، كون المعاملة تستغرق شهرا أو شهرين في البلدية عند طلب البعض بناء الشقق. وتكمن هذه المشكلة في مدينة جدة لإقبال السياح عليها، فدوما نرى ارتفاعا ملحوظا بقائمة أسعار الإيجارات، مشبها سوق العقار بالحياة، كونه لا يبقى على وتيرة واحدة وإنما يأخذ في الطلوع والانخفاض. أسعار خيالية من جهته أوضح المستشار الاجتماعي عبدالرحمن الشهراني أنه تقدم لشراء شقة سكنية إلا أنه فوجئ بارتفاع قائمة الأسعار، التي تجاوزت 400 ألف ريال، ما سبب له صدمة، تراجع من خلالها عن فكرته بشكل شبه نهائي، نظرا لارتفاع السعر بشكل خيالي، وأنها أصبحت بقرابة سعر الأراضي. وبين الشهراني أن ما يجعل البعض يتردد في الشراء هو عدم مصداقية بعض أهل العقار، حتى أصبحنا نتردد في الشراء لإحساسنا بأننا قد نقع في النصب والاحتيال. لكن الخبير الدولي في المجال العقاري المهندس عبدالمنعم مراد له رؤية أخرى للأسباب الحقيقية وراء ارتفاع أسعار شقق التمليك، خاصة في مدينة جدة، قائلا نجد أن جغرافيتها تمتد حوالي 155 مليون متر مربع. وبين نسب التدرج في الأسعار، فجنوب جدة بلغ ارتفاع الأسعار 3%، ووصلت نسبة الارتفاع إلى8% في وسط جدة، إضافة لارتفاع السعر شرق جدة 15%، ومنطقة شمال منتصف جدة ارتفاع 12-15%. وعن السبب الثاني وراء ارتفاع أسعار الشقق بين أن ارتفاع أسعار مواد البناء وكذلك العمالة ساهمت فيها بشكل كبير، إضافة لغلاء المعيشة الذي ساهم في ارتفاع أجور العمالة فقد كان العامل يستلم باليوم الواحد 80 ريالا، ووصلت الآن 120، وكذلك العامل الحرفي كانت يوميته 140 ريالا، وأصبحت 200 فأصبح الارتفاع 40 بالمائة في اليد العاملة، فهذه مؤثرة في السعر.