ارتفاع أسعار العقار والفلل السكنية دفع العديد من المواطنين لمشاريع شقق التمليك التي انتشرت خلال العامين الماضيين بشكل ملحوظ في شتى مدن المملكة، إلا أنهم واجهوا ارتفاعاً في أسعارها قفز إلى 700 ألف ريال في بعض المناطق، ومشكلات عدة تتعلق برداءة مواد الكهرباء والسباكة، ما يجعلهم يدفعون مبالغ باستمرار لصيانة الكهرباء والسباكة، ما كلفهم الكثير من المعاناة. يقول سعد آل مخلص «أصبحت شقق التمليك خياراً متاحاً للعديد من المواطنين الذين لم يعد بوسعهم جمع الأموال لتحقيق حلمهم لشراء قطع أراض، بعد أن شهد سوق العقار ارتفاعا جنونياً في أسعاره»، وتساءل مضيفاً «لا أستطيع شراء أرض بمساحة 400م2 بمبلغ 600 ألف ريال، وبناء منزل عليها بمليون ريال، فأضطر لاختيار شقة تمليك بمبلغ 400 ألف ريال بدلا من تلك التكاليف العالية لشراء قطعة أرض وبنائها. واستطرد قائلا «اكتشفت أن الشقق لا تتناسب مطلقا مع خصوصية العائلة السعودية، فقد عايشت مشكلات عدة مع الكهرباء وأدواتها ذات الصناعة الرديئة وأدوات السباكة التي تعطلت بعد شهر من سكني في الشقة، ما يستدعي تدخل الجهات المعنية لحماية المواطن من جشع التجار وحرصهم على الكسب المادي دون النظر في معاناة المواطن بعد الشراء». من جهته قال عبدالله باحمدين «وجدت أن الأفضل شراء شقة تمليك ب600 ألف ريال أدفع منها 50 في المائة والمتبقي على أقساط شهرية، لأنني لا أستطيع شراء أرض وبنائها». وأيده عبدالرحمن المطيري ويرى أن شقق التمليك بديل مناسب لذوي الدخل المحدود والمتوسط الذين يعجزون عن تشييد منازل خاصة بهم في ظل الارتفاع الحاد لأسعار الأراضي، حيث يصل سعر المتر المربع في الأحياء المأهولة بالسكان إلى ألفي ريال، مضيفاً «أمام زيادة الإيجارات اتجهنا لمشاريع التمليك لحماية أنفسنا من الدفع كل شهر، بعد أن ارتفع إيجار الغرف الثلاث إلى 20 ألف ريال والأربع غرف إلى 25 ألف ريال». وأضاف تفاجأت بعد شراء شقة في المروة شمال جدة بضعف جودة التنفيذ وسوء التشطيبات، مشكلات الصيانة في الكهرباء والصيانة، ما يجعلنا ندفع باستمرار لحل كل تلك المعضلات التي نواجهها. وبينت سعاد محمد أن أصحاب شقق التمليك لا يهتمون بها ما أضر المقبلين عليها، مشيرة إلى أن أصحاب شقق التمليك لا يهتمون بصيانتها، همهم الوحيد استلام الأقساط. وبين سلطان السلمي أن هناك عيباً في الشقق يتمثل في موقع البناية وما يسببه من إزعاج لوجودها في شوارع مزدحمة بالسيارات أو بجوار فلل سكنية مجاورة تنتفي فيها الخصوصية إضافة لعدم وجود مواقف كافية لسيارات ساكني الشقق. وأشار المواطن بندر الحارثي إلى معاناته ممن اشترى شقة بجوار شقته، بوضع خزان مياه خاص بشقته بجوار الخزان العمومي حتى لا تنقطع المياه عنه في أي وقت، ويرفض المشاركة في دفع أية مبالغ مالية للعمارة، وطالب بإقرار الجهات المختصة نظاما يضمن التزام جميع ملاك عمائر التمليك بدفع نصيبهم الشهري من تكاليف الصيانة الدورية ورسوم المياه والكهرباء وعدم السماح لأي أحد بالتجاوز في ذلك حتى لو تم فرض غرامة مالية على المتهربين. ويقول فواز الحربي «شقق التمليك مريحة للعائلة الصغيرة من عناء الإيجارات، وتعتبر حلا لغير القادرين على شراء فيلا كبيرة بمليوني ريال». من جهته حمل عبدالله الأحمرى رئيس اللجنة العقارية في الغرفة التجارية سابقاً، أمانات المناطق مسؤولية ما يتعرض له المواطن من مشكلات في شقق التمليك، مشيرا إلى أن الأمانات التي صرحت بإقامة هذه المشاريع. يشار إلى أن تقديرات قطاع العقار تبين أن حجم سوق شقق التمليك تضاعف 60 في المائة عما كان عليه قبل سنوات.. ويتراوح سعر شقة التمليك بين 450 ألف و700 ألف ريال.