قبل أن يغادرنا اليوم النجمان الكبيران، نجم الغناء اللبناني وليد توفيق، ونجم السينما والتلفزيون المصري حسن حسني، كانت «عكاظ» قد احتفت بهما في ليلة من ليالي «جدة غير» الأكثر تميزا، حيث تواجد في هذا المساء العكاظي على شرف الضيفين فنان العرب محمد عبده، وأخطبوط العود عبادي الجوهر.. وتركي المطرفي، كذلك العديد من أبناء الفن والوسطين الإعلامي والثقافي، كان منهم أرملة الفنان الكبير طلال مداح رحمه الله، وأبناؤها خالد وشقيقاته الثلاث، طلال مداح كانت روحه ترفرف في المكان ولا يمضي بعض الوقت إلا وتطل ذكراه وذكره ليترحم عليه الجميع، الفنان الشاب محمد هاشم، الكاتبة والشاعرة عبير سمكري، والمذيعة منال خياط، والإعلاميون فريد مخلص ووحيد جميل ونايف العلي وإسماعيل نوفل. كان المساء مختلفا جدا في آخر ملتقى واحتفاء ل«عكاظ» بنجوم الفن من زوار جدة الأسبوع الماضي، وهي العادة التي طالما قمنا بها كفريق عمل صحافي، يحتفي بالفنانين والنجوم العرب الذين ارتبطوا بمدينة جدة وساهموا في إبقاء صفحة الاختلاف فيها كطابع فني ومعرفي واجتماعي يسهم وبشكل فعال في المحافظة على اتشاحها بهذا التفرد «جدة غير» الذي خلعه عليها شاعرنا الكبير طلال حمزة.. في قصيدته الشهيرة «لكن يا أخي.. جدة غير». هؤلاء النجوم الذين طالما زاروا جدة ولهم فيها محبون، إلى جانب عاملين هامين.. أولا، لكونها بوابة الحرمين وطريق العمرة والزيارة إلى مكةالمكرمة والمدينة المنورة، وثانيا المركز الاقتصادي والتسويقي الكبير في المنطقة من خلال شانزليزيه جدة «شارع التحلية» وكثير من مراكز التسوق ومولاتها التي لا يماثل بعضها أي من المراكز المنطقة. المحتفى بهما حسن حسني ووليد توفيق كانا محل اهتمام الجميع ومرحب بهما من فنانينا الكبيرين محمد عبده الذي جاء إلى الأمسية مطلا بإرثه الفني الكبير صحبة ابن شقيقته أحمد زيد، وعبادي الجوهر الذي جاء مع صديقيه نايف العلي وإسماعيل نوفل والممثلان عبدالمجيد الرهيدي وبندر خالد، فمع محمد عبده كانت أحاديث سرد الذكريات الفنية الجميلة من وليد توفيق، والتي تضمنت حياة الفن الصاخب في النصف الثاني من سبعينيات القرن الميلادي الماضي، وهي المرحلة التي شهدت انطلاق وليد توفيق كنجم والكثير من ذكريات الوسط الفني والإعلامي في القاهرةولندن وباريس في تلك المرحلة التي كانت بيروت بعيدة فيه عن تلك الملتقيات واللقاءات؛ بسبب اندلاع الحرب الأهلية فيها في تلك الفترة، والتي امتدت إلى 14 عاما «وكما قال وليد توفيق بالعامية اللبنانية: تنذكر ما تنعاد». الحوار الجانبي عن تلك المرحلة بين محمد عبده ووليد توفيق كان قد ورد على العديد من أسماء تلك المرحلة العظيمة، مرحلة محمد عبدالوهاب ومحمد سلمان وبليغ حمدي الذي يعشق وليد فنه وشخصه العبقري وملحم بركات والموسيقار محمد الموجي وطلال مداح الذي تحدث عنه وليد بكثير من الحب بعد أن عاشا معا نحو عامين في لندن بين سهر وفن وحفلات ليس لدواوين وكتب أن تضمها بما فيها من جمال وأسرار بينها ما ينشر وما لا ينشر. ومن جانبهم، أصر أبناء طلال مداح من آخر زيجاته على قضاء وقت مع عميهما «بلا شك» محمد عبده ووليد توفيق وعمهم الكبير نجم الكوميديا حسن حسني الذي ملأ المكان بهجة بحكاياه ونكاته وظرفه غير المحدود ولا سيما في تعامله مع الشبان. الجميع أحاط بمحمد عبده، وكان السؤال الذي يدور دائما.. حول جديدك من الألبومات، وما الذي أطال مدة طرح الألبوم إلى سنوات رغم علم الجديد بجاهزيته مبكرا؟ وكان رد محمد عبده: هناك الكثير من الأعمال الجاهزة، ولكن هناك دوما حسابات أخرى ومواعيد طرح للألبومات، والذي أضاف أنه يعوض ذلك الغياب من آن لآخر بطرح أغنيات سينجل، وقال إن السي دي الأخير ضم عملين جديدين، كاسرا بذلك طول الغياب والاعتماد على الطرح الفردي «السينجل». وعندما سئل وليد توفيق عن جيل أساتذة الإعلام قال: أقل ما يقال عنهم إنهم كبار.. كانوا كبارا بالفعل وتعلمنا منهم الكثير أمثال الراحلين جورج إبراهيم الخوري وسعيد فريحة ومحمد بديع سربية، كما هو الحال مع أساتذتنا الفنانين في ذلك الذين لم يبخلوا علينا وعلمونا الكثير مثل محمد سلمان ذلك الرجل والفنان غير المصنف، فهو المخرج والكاتب والملحن والإعلامي الشامل وصاحب الرأي والفكر النير في عالم الفن. هم أساتذتنا الذين ربينا على إبداعاتهم وتعلمنا منهم الكثير، وعندما وجه نفس السؤال إلى النجم الكبير عبادي الجوهر قال: أقدر هذا الحماس الكبير للزميل الفنان وليد توفيق، فأدوار هؤلاء الكبار كانت هي من أشعل في دواخلنا نحن من ينعت بنا مواهب الفن الأصيل في الستينيات، وفي المملكة هنا اعتز بأساتذتي شخصيا مثل طلال مداح ولطفي زيني ومن الإعلاميين جلال أبو زيد ومحمد رجب وحمدان صدقة وهاني فيروزي.. وغيرهم الكثير الذين ساهموا في إيجاد نبت فني جميل في بلادنا. ويعود الحديث إلى محمد عبده مجددا ليقول: في بلادنا الكثير من الشخصيات التي شاركت في صناعة وجداننا نحن الفنانين وتقديم مواهبنا في تلك المرحلة أو في تكوين ذائقة الناس بشكل فيه كثير من الجمال أمثال مطلق الذيابي وعبدالله خياط وعلي الرابغي وعمر كدرس وأستاذنا طلال مداح. أما حسن حسني فاتخذ من أغنية محمد عبده «الأماكن» أهزوجة كلما انتقل محمد عبده من جلسة أو جانب إلى آخر يأتيه حسني والممثلان السعوديان الشابان في الأمسية عبدالمجيد الرهيدي وبندر خالد مرددين معا «الأماكن كلها مشتاقة لك»، وهنا يقول حسن حسني: أنا اعشق صوتي محمد عبده وطلال مداح، ولقد تابعتهما كثيرا منذ نهاية الستينيات عندما جاءان إلى مصر وشاركا في الكثير من الحفلات.