منذ تعاقد نجمنا الكبير فنان الأحاسيس الراقية عبادي الجوهر مع شركة روتانا لتتولى إنتاج وتوزيع أعماله الفنية، لم أكن متفائلًا بهذا التعاقد، ومع احترامي لشركة روتانا وإمكاناتها وسمعتها، إلا أنها لم تقدم لفنان كبير بحجم وقامة رمز من رموز الفن والغناء في المملكة والخليج والعالم العربي، وبكل أمانة وصراحة، كنت أتابع ما تقدمه هذه الشركة للفنان الكبير، فلم أجد أنها قدمت له أي إضافات جديدة، أو حتى خدمت أعماله الفنية الجديدة من ألبومات وكليبات، بل بالعكس أنني أستطيع أن أجزم أن النجم عبادي الجوهر كان قبل تعاقده مع روتانا في مستوى أفضل فنيًا وإعلاميًا. وقد فوجئت بما نشرته الصفحة الفنية في جريدة «المدينة» أمس الأول الاثنين حول اعتزام روتانا فسخ عقود عدد من فنانيها، وأشار الخبر إلى أن نجمنا الكبير عبادي الجوهر من الأسماء المرشحة لمغادرة الشركة، فقلت «رب ضارة نافعة»، فروتانا -أكررها مرة ومرات- لم تقدم لفنان بحجم نجمنا الكبير عبادي الجوهر أي إضافة أو جديد، عكس ما ألحظه من الشركة مع فنانين وفنانات عرب أقل حجمًا ومكانة بكثير من نجمنا الكبير!. ولأنني من عشاق عبادي الجوهر وفنه الأصيل، كنت أتابع ما تقدمه له روتانا على قنواتها الفضائية المتعددة، فكنت أشاهد تجاهلًا لهذا النجم الكبير، ولن أسيئ الظن وأقول أنه تجاهل متعمد، ولكني سأحسن الظن وأقول ربما في هذه القنوات من لا يعرف قيمة ومكانة النجم الكبير!.. وفي مرة وعند طرح ألبوم جديد للفنان عبادي الجوهر، لاحظت أيضًا تجاهلًا كبيرًا في الناحية الدعائية لهذا الألبوم على قنوات روتانا، وأقسم أنني ذات يوم تعمدت أن أتابع كم مرة يذاع إعلان الدعاية للألبوم، فوجدت أنه تم بث اعلان الألبوم الجديد للفنان عبادي الجوهر ثلاث مرات في يوم واحد، مقابل 35 إعلانًا لألبوم جديد لمطربة عربية ناشئة!. إذا كانت روتانا لا تعرف من هو عبادي الجوهر.. فالجمهور السعودي والخليجي والعربي يعرف من هو هذا النجم الكبير.. صاحب العطاءات الفنية الكبيرة.. رمز من رموز الفن العربي.. وروتانا سوف تكون هي الخاسرة الأولى لو فكرت بفسخ تعاقدها مع الفنان عبادي الجوهر، ولقد شتّت روتانا نفسها بالتعاقد مع «الكم» من الفنانين دون النظر إلى «الكيف» وبالطبع كانت هذه النتيجة التي نقرأ ونسمع عنها يوميًا من داخل الشركة وخارجها حول العزم على فسخ العديد من العقود لأن الكثرة على حساب الجودة ستؤدي لنتائج سلبية.. وهذا الظاهر اليوم!. عبادي الجوهر فنان كبير صنع تاريخه الفني والإبداعي بالتعب والجهد وسهر السنين الطويلة حتى وصل إلى مكانة تليق به وبموهبته الأصيلة وهو اليوم رمز الأغنية السعودية والخليجية ورائد من رواد الفن العربي ولن يضير تاريخه الناصع تجاهل روتانا له وعدم وفائها والتزامها معه بالشكل الذي يليق بمكانته فروتانا هي الخاسرة وسيبقى اسم عبادي الجوهر كبيرًا ومشرقًا في سماء الإبداع العربي. * * * عندما يقول الفنان الملحن المبدع محمد المغيص: «الفن مات بعد طلال مداح»، فهذا رأي متمكن من فنان خبير وصاحب مشوار فني كبير وثري، والفنان المغيص من الفنانين الذين لهم حضورهم المميز على الساحة، وقد أعجبني رأيه في عدد الأربعاء الماضي حول السرقات الفنية، وجاءت كلمته معبّرة وصادقة حينما قال: «الفن من أسوأ إلى أسوأ وبعد طلال مداح لا يوجد فن مات طلال مداح وماتت الأصالة معه ومات الفن ومات التنافس وماتت الإنسانية والآن الفنانون كل همّهم من يدفع!». كلام رائع وهذا هو الواقع فعلًا.. وفناننا الكبير محمد المغيص من المميزين، وبصمته الفنية واضحة في كل إبداعاته التي شدا بها الكثير من نجوم الغناء في المملكة والخليج وفي العالم العربي، وله عطاءات فنية وطنية جسّدت أجمل وأروع الأعمال في حب الوطن، ورائعة الأوبريت الوطني «عرين الأسد» الذي قدمته الجنادرية عام 1424 من كلمات المبدع الكبير سمو الأمير خالد بن سعود الكبير، فهذا الأوبريت الوطني جسّد مدى ما يحمله الفنان محمد المغيص من موهبة فنية موسيقية حقيقية أصيلة. وبصفة عامة فإن ألحان الموسيقار محمد المغيص لها نكهتها وصبغتها الموروثة من تراب الوطن وفننا الأصيل، وأنا أتمنى أن أسمع ألحانه بصوت جميع مطربينا الذين (للأسف) أرى (بعضهم) يلهثون خلف بعض ملحني الخليج (الصغار) ويتجاهلون عمالقة لدينا أمثال الأستاذ محمد المغيص! ولكن هذا التجاهل لا يضير الكبار.. وموسيقارنا محمد المغيص من نوعية الفنانين الكبار.. ألحانه وأعماله الفنية وتاريخه الجميل يشهد له بالإبداع، وحتى عندما قدم قبل أيام الشابين الفنانة يارا والفنان عيسى عبدالله لحنه الخالد «كل عام وأنتم بخير» ونسبها المذيع في برنامج «تارارتا» إلى التراث، فهذا دليل على أصالة ألحان محمد المغيص وعمقها وبأنها أغنيات تبقى وتعيش وتقدمها الأجيال الشابة جيلًا بعد جيل لأنها ألحان أصيلة. وكم تطربني ألحانه التي قدمها لمؤسّس الأغنية السعودية الراحل طلال مدّاح يرحمه الله مثل أغنيات: «في خاطري شيء» و»يا حول» وحتى تلك الرائعة الوطنية «سعوديين دستورنا شرع الله»، وكذلك لا أنسى ألحانه الرائعة: «كلميني وبالحكي لا تبخلين» للنجم الكبير عبادي الجوهر، و»لا تكون عجول» لعبدالمجيد عبدالله، وأذكر له ألحانًا كثيرة قدمها بصوت المطرب الأصيل محمد عمر ومنها أغنية رائعة «وتهز يدها». تحية حب وتقدير للموسيقار محمد المغيص.. ولا زلنا ننتظر منه العطاءات المميزة والإبداعات التي عودنا عليها خلال مشواره الفني الطويل المميز. إحساس يا حول منتب على خبري واتغيّرت فيك الأطباع حبّك ذبحني ولا تدري غديت ما تسمع الداعي في الصبر محدٍ صبر صبري حتى أيش لو سرت طماع