تهدد العمالة المتخلفة والسائبة حياة سالكي الطرق وسكان قرى جنوبالطائف مع تكرار الاعتداءات والسرقات بين الأهالي، فيما طالبت الجهات الأمنية بالإبلاغ الفوري عن المخالفين وعدم تمكينهم من العمل في الزراعة أو الأعمال المختلفة لما يشكلونه من خطر على أهالي المنطقة. «عكاظ» تجولت على عدد من قرى جنوبالطائف ورصدت الأعداد الكبيرة من العمال المخالفين الذين يتخذون من قمم الجبال وجنبات الأودية ملاذا آمنا لسكناهم، متسترين تحت جنح الظلام لتنفيذ جرائمهم، مستغلين تعاطف الكثير من المواطنين عن طريق تشغيلهم في المزارع والرعي والبناء ما يحول دون الإيقاع بهم والقضاء عليهم والتخلص من شرورهم. وأكد المواطن أبو أنور أنه تعرض للاعتداء من قبل شخصين من العمالة السائبة، حيث كان يسير ليلا فسمع صوتا بالسيارة، أشبه برمي الحجارة، فأوقف السيارة وترجل منها، ليتفحص مؤخرة السيارة، ففوجئ بشخصين في الظلام يعتديان عليه ويسلبانه ماله وهاتفه الجوال، حاول المقاومة إلا أنهما أصاباه في رأسه وفرا من المكان. وفي مركز غرابة كانت الأعداد الكبيرة من المخالفين يتخذون المحلات محطة انتظار لحين وصول من يبحث عنهم لتنفيذ بعض الأعمال، ولم تترك العمالة السائبة مكانا إلا وتواجدت واتخذت منه مخبأ لها، حيث اتخذوا من الأودية مساكن للراحة والنوم، فيما يستعمل بعضهم مياه الآبار لغسيل ملابس رفقاء الدرب مقابل مبالغ مالية بسيطة، وهذا ما أكده عمران حزام الذي يقوم بغسيل ملابس زملائه بمقابل مادي بسيط. فيما أكد أحد المقيمين أن أعدادا ليست قليلة من العمالة المخالفة تتخذ من الجبال مقرات لها لصنع العرق، بعد التنسيق مع عمال المزارع لتوريد مياه الآبار لاستخدامها في صناعة العرق وبيعه وتسويقه في مواقع يتفقون عليها مع العملاء. وأشار عدد من سكان القرى أن العمالة السائبة يتواجدون بأعداد كبيرة في تلك القرى لقربها من المحلات التجارية ولبعدها عن عيون الأمن الذي يغيب ليلا عن المنطقة، حيث شهد الطريق السياحي بعض الاعتداءات. وشاطرهم الرأي أبو محسن، حيث أكد أن هناك عددا من العمال المتخلفين يسطون على المنازل في غياب أصحابها، لافتا إلى أنهم يشكلون خطرا على المجتمع، بسبب ابتعادهم عن عيون الجهات ذات الاختصاص. وناشد أهالي المنطقة الجهات الأمنية بتكثيف حملاتهم على الطريق الساحلي، والقرى والأودية بدوريات سرية ليتم القبض على المخالفين الذين يتخذون من هذه الأماكن أوكارا يتخفون فيها بعيدا عن أعين الدوريات الأمنية. أوكار للجرائم العمالة السائبة تنتشر في كل مكان، وتتخذ من قمم الجبال والمنحدرات والأودية أوكارا ومساكن للراحة والنوم، فيما يستعملون مياه الآبار في صنع العرق، وغسيل الملابس، و يستغل بعضهم ظلام الليل لتنفيذ جرائم الاعتداء على الآمنين وسرقة أموالهم وهواتفهم والسطو على منازلهم.