ابتدع المتسولون المتسللون من مخالفي العمل والإقامة في وادي الدواسر أساليب جديدة تخفيهم بعيداً عن أعين الرقابة الأمنية، فبعد أن يرخي الليل سدوله ويغطي الظلام أرجاء المدينة يتسللون خفية إلى البيوت القديمة والخربة بالمحافظة والقرى والهجر ويبقون في ظلامها حتى ساعات الفجر الأولى لينطلقوا بعدها في ملابس رثة إلى مساجد المدينة والقرى والهجر يسألون الناس المساعدة والدعم. وأبدى كثير من المواطنين قلقهم من تنامي هذه الظاهرة وتخوفهم من هذه السائبة، ودعا كثير إلى عدم تقديم أي نوع من المساعدة، في حين يرى آخرون غير ذلك بدافع الشفقة ويقدمون على مد يد المساعدة المالية والعينية على هؤلاء، رغم ما تسببه فئة المتسولين من مشاكل أمنية داخل المجتمع، فضلاً عن مخالفتهم لأنظمة الجوازات وهدرهم للجهود الجبارة والملموسة من الجهات الأمنية للقضاء على تلك الظاهرة، فيما أنحى البعض باللائمة على الذين يشجعون التسوّل بتقديم المساعدات إلى المتخلفين. وأفاد المواطن علي سعد الدوسري أنه يشاهد أولئك المتخلفين بشكل شبه يومي في القرى التي يمارسون فيها مهنة التسوُّل بكل اطمئنان، نظراً إلى تعاطف بعض المواطنين بإطعامهم وتزويدهم بالنقود والملابس، لافتا إلى أن التعاطف مرفوض كونه يساعد على تزايد السرقات بخلاف تجاوزه الأنظمة ولوائح الجوازات والأجهزة الأمنية بالمملكة. واتفق معه المواطن بدر الحقباني، وزاد بأن طيبة وشيمة المواطنين ورؤيتهم لأولئك الأشخاص بالهيئة التي يكونون عليها وظهورهم بملابس رثة متسخة وأوضاع صحية، دفعت بعض الأشخاص إلى التعاطف معهم، إلى جانب تشغيلهم في المزارع دون أن يعلموا أنهم متخلفون، خصوصاً في الأطراف التي تكون بعيدة عن النطاق العمراني، أو تشغيلهم في تنظيف مخلفات البناء في العمائر والمنازل التي يتم بناؤها حديثاً، متناسين ما يمكن أن يسببوه من مشاكل أمنية على الفرد والمجتمع لاسيما أن المنازل تكون منذ الصباح الباكر وحتى بعد صلاة الظهر شبه خالية ولا يبقى بداخلها سوى النساء والأطفال مما يجعلها عرضة للسرقة ومهددة بالخطر. ودعا خالد محمد الحراقين آل أبو سباع إلى إلزام أصحاب المنازل التي لا يمكن الاستفادة منها بهدمها تجنبا لاتخاذها أوكاراً للمتسللين أو أي مشاكل أخرى، لافتاً إلى أن منطقة الجوبة شرق وادي الدواسر على طريق الرياض الذي يبلغ سكانها نحو 20 ألف نسمة تواجه زحفاً كبيراً من المتخلفين لأنظمة الإقامة والعمل في ظل غياب الجهات الأمنية ذات العلاقة حيث تكثر بها المزارع وتخلو من أي مرفق أمني، مما يشكل خطراً على المواطنين. في المقابل، حاولت "الوطن" الوصول إلى مدير جوازات محافظة وادي الدواسر المقدم خالد بن عبدالرحمن الناهض للحصول على مزيد من الإفادات حول خطط محاربة ظاهرة المتسولين المخالفين، إلا أنه لم يرد على هاتفه النقال.