لا تحفل مهنة السمكرة بالضجيج اليومي الصادر من مطارق العاملين في هذه المهنة فحسب بل إنه هناك خفايا خطرة في هذه المهنة، تتمثل في التعامل مع أفران الدهان والرذاذ المتطاير أثناء تعاملهم في دهن السيارات، الذي ربما ينقل السمكري إلى الضفة الأخرى، وفي هذا الصدد تعود الذاكرة إلى الوراء وتستحضر فاجعة موت سمكري في فرن للدهان في جدة دون ان يسمع صرخاته أحد. وأجمع عدد من السمكرجية أن مهنتهم بمثابة موت بطيء وأن الواحد منهم يضع يديه على صدره كلما دخل إلى الورشة المنعزلة للدهان. وأوضح إسحاق نجيب -أحد السمكرجية- أنه يتواصل مع المهنة منذ 15 عاما وتنقل بين مكةالمكرمة ومدينة جدة لتأمين لقمة عيشه، مبينا أن السماكرة يواجهون المخاطرة لممارستهم هذه المهنة المزعجة -على حد تعبيره- وذلك لما يواجهونه من آثار المادة السامة في دهان السيارات واستنشاق «البويه». وأضاف أن الكثير من السمكرجية يعانون من أمراض في الجهاز التنفسي ويصابون بالدوار بالدوار المستمر، ناهيك عن أمراض الكبد وغيرها بسبب استنشاق هذه المواد الخطرة. واستدرك اسحاق موقفا حدث له معه قبل أربعة أعوام أثناء عمله في لحام إحدى المركبات ومن شدة الضوء الصادر من آلة اللحام كا أن يفقد بصره، ظل بعدها طريح الفراش لمدة شهر كامل لا يستطيع فتح عينيه بسبب احمرارها وشدة الالم بها. وتابع أنه تجاوز هذه الأعراض بعد أن صرف الكثر في عيادات أطباء العيون، لافتا إلى أن الله أنعم عليه بالشفاء وقرر الابتعاد عن هذه المهنة والانتقال الى مهنة التنظيف وجلب النواقص التي تحتاجها الورشة بعيدا عن ما قد يصيبه بفقدان البصرة مره أخرى. من جهته، أوضح إسماعيل طاهر أن السمكرجية يواجهون بعض المشاكل والمضايقات من بعض مرتادي الورش الذين يقوموا بطلب صيانة مركباتهم التي تحتاج إلى سمكرة، لكن دون ورقة السماح بذلك من إدارة المرور (التي بموجبها تتمكن الورشة باستقبال المركبة). مضيفا نحن لدينا تعليمات من إدارة مرور العاصمة المقدسة بعدم إصلاح أية مركبة وسمكرتها إلا بوجود ورقة إصلاح مختومة من قبل إدارة المرور ومن يخالف ذلك يعرض نفسه للمساءلة القانونية. وبين أن مهنة السمكرة تعد من المهن الخطرة؛ نظرا لأن العامل يتعرض يوميا إلى الدهان والرذاذ المتطاير الذي يسبب ضيق التنفس وربما الأمراض الخبيثة. الجولات مستمرة أوضح الناطق الإعلامي لمرور العاصمة المقدسة المقدم فوزي الأنصاري أن إدارة المرور تفرض غرامات على أصحاب ورشة السمكرة المخالفة للتعليمات التي تقوم باستقبال المركبات دون ورقة إصلاح مختومة من إدارة المرور. مؤكدا أن الجولات الميدانية على هذه الورش مستمرة للتأكد من عدم مخالفة القوانين والتعليمات ولا تهاون مع المخالفين.