مع الاحتفالات بتنصيب الرئيس الأمريكي أوباما طالعتنا صحيفة النيويورك بوست ببيان من هنري كيسنجر يقول فيه بأنه لن تكون هناك إسرائيل بعد عشر سنوات، وأنها اليوم في خطر، والمدهش أنه لم يقل كيف نبقي إسرائيل ؟ لم يكن كيسنجر وحده الذي يقول ذلك، بل إن 16 وكالة مخابرات أمريكية تؤكد زوال إسرائيل، وقد ورد في ذلك تحليل من 28 صفحة تحت عنوان «الاستعداد للشرق الأوسط بعد زوال إسرائيل» هذا الخطاب أشار إلى أن العالم ممتعض من ممارسة سبعمائة ألف مستوطن إسرائيلي يسكنون بطريقة غير قانونية في الأرض المسلوبة في فلسطين عام 1967م، يتحدون بذلك العدالة والقوانين الدولية، بالإضافة إلى التدمير والقتل الذي تمارسه إسرائيل والجدار العنصري والحصار لغزة. لم أكن أصدق ذلك لولا أني تذكرت يوم مررت على حلاق في (بوتوماك فيليج Potomac Village) قبل ربع قرن، وجاءني الحلاق بعد أن أطل برأسه خارج الباب، فقال: هل أنت فلسطيني ؟ قلت: لا، قال: هل أنت عربي ؟ قلت: نعم، فقال لي: اقتلوهم (أي الإسرائيليين) ولا تستبقوا منهم أحدا، وهذا يدل على مدى الغضب الذي يسكن قلوب الأمريكيين من أعمال إسرائيل. ولم أكن أصدق نفسي وأنا أتحاور مع قيادة إيباك بعد محاضرة مختصرة كنت أحاول إقناعهم بالمبادرة العربية للسلام، فأيدوا ذلك ووعدوا بإقناع القيادة في إسرائيل. إن من يتابع الإحصاءات يجد أنه قبل عامين كانت نسبة الذين يرغبون في السلام من الشعب الإسرائيلي 40 % ،واليوم وصلت النسبة إلى 67 %. لقد تساءلت، كيف لكيسنجر الصديق الصعب لإسرائيل أن يتحول اليوم إلى عجوز يائس من بقاء إسرائيل ؟ لقد انهالت عليّ المكالمات بعد المقابلة مع إيباك من كثير من المفكرين اليهود في أمريكا، يؤيدون السلام، ويستنكرون ما تقوم به إسرائيل، لأنهم لا يريدون أن يكون هناك صدام بين المسلمين واليهود، والمسلمون هم وحدهم الذين لم يقتلوا يهوديا واحدا في تاريخهم بسبب يهوديته، بل هناك من قتل وحرق ملايين اليهود. إن العالم سيشهد تحولا كبيرا بسبب المتطرفين الذين أخذوا يتحكمون في إسرائيل ، لأن المتطرفين لديهم قوة لا توصف لكراهية البشر .