يصعب على المتابع لنشاط هيئة مكافحة الفساد حصر التقارير الإخبارية التي تبثها صباح مساء، والمتعلقة بقضايا الفساد الذي ينهش خاصرة المجتمع، غير أن الشيء الوحيد في نشاط الهيئة الذي لا يحتاج إلى جهد هو إحصاء من تم التشهير بهم لتورطهم في قضايا نهب أموال عامة أو استغلال لوظيفة يتربعون على عرشها، فضلا عن أولئك الذين يستغلون مواقعهم وأدوارهم وعلاقتهم في الحصول على أرباح من مشاريع تنموية أنفقت عليها الدولة عشرات المليارات. في عسير أمس، وقف رئيس هيئة مكافحة الفساد ليعلن للجميع مخاطر الفساد وأثره على المجتمع وخطط التنمية، لكن أسئلة الحضور وفي صدارتها: لم لا يتم التشهير بالمفسدين والعابثين والمتنفعين من المال العام دون وجه حق؟ هذا السؤال الذي يطرحه كل أبناء الوطن لا يزال عالقاً، وكأن من نهبوا المال العام، وأفسدوا المشاريع، وأخلوا بواجبات الوظيفة فوق القانون. لقد شدد أمير عسير على ضرورة التشهير بمن تثبت إدانتهم، ونحن نقول وبصوت عال: إن على الهيئة إن أرادت أن تحافظ على علاقتها متينة مع المجتمع وتؤدي دورها مراجعة كل الأنظمة التي تجعل الفاسدين في منأى عن العقوبة أو التشهير، وهذا سيمكن الهيئة أن تعلن في بيان صحافي وقائع وثوابت دامغة وأسماء المتورطين. وبدون ذلك فإن الفاسد لن يرتدع إذا كان يحتمي بنظام قديم يجعل التشهير به مستوجباً لحكم قضائي.