من الأعمال المباركة التي تضطلع بها المراكز الدعوية، والمكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات -المنتشرة في مختلف مدن ومحافظات ومراكز المملكة- دعوة غير المسلمين للدخول في الإسلام بتعريفهم بالدين الإسلامي، وبيان محاسنه، وآدابه وأحكامه، من خلال ارتياد تجمع الجاليات غير المسلمة بالزيارات الميدانية، والجولات الدعوية والتواصل معهم لهذه الغاية المباركة. وقد رصدت «الجزيرة» عبر تواصلها مع القائمين على المراكز، والمكاتب التعاونية جانباً من هذا الجهود، وقصص الذين أسلموا من مختلف الجنسيات العاملة في المملكة، وكيف دخلوا في الإسلام.. وتعرض «الجزيرة» بعض هذه القصص وفقاً لما نقله مديرو المكاتب، وتحدث بها أصحابها. سبب الدخول في الإسلام فبدايةً يذكر القس الإثيوبي الذي تسمى فيما بعد (عبدالله) جانباً من قصة دخوله في الإسلام، حيث كان يدعو إلى النصرانية في كثير من البلدان وفي أثناء زيارته لإحدى الدول العربية المجاورة كان ينزل إلى الناس في أماكنهم فمر على مجموعة من الشباب المسلم فدعاهم إلى النصرانية فلما فرغ قالوا له إذاً فاسمع منّا، ثم بدأوا يشرحون له الإسلام فكان ذلك سبباً لدخوله في الإسلام. شعور بالطمأنينة وتذكر (ليزيل فاليجا يوسي) فلبينية الجنسية والتي أسمت نفسها بعد الإسلام (لينا)، وكانت ديانتها السابقة النصرانية، وتبلغ من العمر 26 سنة، وتحمل شهادة جامعية في التربية، وتعمل مربية في منزل في الرياض، قصتها مع الإسلام بأنها كانت في الفلبين تستمع لبعض زميلاتها المسلمات يتحدثن عن الإسلام وعظمته، فلا تكترث لذلك، وتشيح عنهم، ولم تفكر بالدخول في الإسلام، وظلت محافظة على نصرانيتها التي لم تكن تعرف عن مبادئ الإيمان فيها الكثير، ولكن مجرد اتباع لما كان عليه الآباء، حتى أتيح لها العمل في الرياض في منزل أهله متدينون. وتتابع فتقول: لمست في أهل المنزل أخلاقاً لم أعهدها فيمن أعرفهم من قبل، وقوبلت بمعاملة إنسانية وأخلاقية رائعة، لم أكن أتصور وجودها في الناس، ثم علمت أنها نابعة من دينهم، فجعلت أسألهم عن مبادئ دينهم، وطلبت التعرف عليه، فقام الكفيل بإحضار كتب وأشرطة بلغتي تشرح مبادئ الإسلام، وتبين أحكامه، فقرأت واستمعت حتى خامرني شعور بأن هذا هو الحق بعينه، وأن ما أنا عليه من اعتقاد باطل لا يمت إلى الحق بصلة.. وفكرت ملياً حتى قررت اعتناق الإسلام.. وأبلغت الكفيل بذلك، ففرح هو وأهل بيته كثيراً، واصطحبتني زوجته إلى مكتب دعوة الجاليات لأنطق بالشهادتين. وأضافت قائلة: إن نقطة التحول الحاسمة في تحولي للإسلام، عندما شعرت بالطمأنينة تجاه الكفيل وأهله قررت أن أشهر الإسلام، مشيرة إلى أن من أبرز الصعوبات التي كانت تخشاها بعد دخولها الإسلام، هو موقف أبي وأمي، ولكن وحتى يطمئن قلبي قررت أن أخبرهما بذلك مهما كلف الثمن، ففوجئت بهما يتقبلان ذلك بصدر رحب، ويتركان لي حرية الاختيار، وذكراً إلى أن هذا شأن يخصني، ولي أن أتبع ما أرى فيه الحق والصواب!! فسررت لذلك، وعزمت على دعوتهما إلى الإسلام حال عودتي إلى الفلبين إن شاء الله. ويقول (قبليتو غابونغال)، الذي أسمى نفسه بعد الإسلام (يوسف).. وعمره 39 سنة، فلبيني، من (لانو دلو)، تزوجت ثم طلقت.. مهنتي الأصلية مهندس في القوات البحرية في الفلبين، ولكني تركت ذلك وجئت إلى الرياض لأعمل سائقاً في مؤسسة، وذلك لحاجتي إلى المال.. أحمل شهادات عالمية ودولية في مجال الهندسة.. الديانة السابقة: النصرانية. ويواصل قائلاً: عندما كنت في الفلبين لم أكن مهتماً بالدين.. ولم أفكر بالبحث عن الحق.. وكان لدي أصدقاء مسلمون، وبعضهم دعاني للإسلام.. إلا أنني أهملت ذلك ولم ألتفت إليه.. وذلك لأنني لم أر الصورة الحقيقية للإسلام في عرضهم له.. وبعد فترة قدر لي أن آتي إلى هنا.. إلى الرياض.. فتعرفت خلال عملي على شاب سعودي.. لمست فيه الأخلاق الطيبة، والمعاملة الحسنة.. وشعرت بحرصه على مصلحتي وهو يدعوني للإسلام.. فقد قدم لي الكتب التي تشرح مبادئ الإسلام، ونصحني بقراءتها.. وبالفعل بدأت أقرأ ما فيها، لأتعرف على الإسلام.. وسررت بما فيها، وشعرت أنني بدأت أبصر الحقيقة.. وسارعت إليه وطلبت المزيد من الكتب، فلبى ذلك.. فبدأت أقارن بين الإسلام وما أنا عليه من اعتقاد.. فوجدت فرقاً كبيراً.. ففي النصرانية كنت أرى النصراني الملتزم بدينه يصلي مرة واحدة في الأسبوع، بينما المسلم يصلي في اليوم خمس مرات، مع الطهارة والوضوء.. ولديه شعور مسبق بالحاجة الماسة لاستمرار الصلة بالخالق، وهذه الصلاة بهذه الكيفية جعلتني أعثر على بغيتي، وأجد فيها ما تطمئن إليه نفسي، فشعوري أثناء الصلاة شعور من ركن إلى الأمن والطمأنينة القلبية والراحة النفسية. وأضاف رأيت قبل شهرين من إسلامي في المنام رجلاً يرتدي زي المسلمين -ثوب وشماغ- جاءني ثم أمسك بيدي وأخذني لمنزل يشبه المسجد.. وعند خروجي رأيت في السماء الهلال والنجمة.. فشعرت بارتياح لهذا المنام، ولكني لم أعرف له تفسيراً، وربما كان دخولي في الإسلام تفسيراً لذلك الحلم، وبعد إسلامي أصبحت المشاكل التي أواجهها تحل بسهولة ويسر.. بينما كنت في السابق عندما أواجه أيّ مشكلة أحس بأنها لن تحل، وأشعر بضيق شديد..!!. تعرفت على محاسن الإسلام ويقول جيفيرسون بريونيس، ويحمل الجنسية الفلبيني، ويبلغ من العمر: (27) عاماً وسمى نفسه (إبراهيم) بعد الإسلام: لم أسمع شيئاً عن الإسلام، ولكنني سمعت عن المسلمين السمعة السيئة. لذلك فوجئت عندما وصلت إلى هذه البلاد أن المسلمين يصلون خمس مرات في اليوم، ويقفلون المكاتب والأسواق والمحلات وما إلى ذلك، فقلت: كيف يقال إن المسلمين سيئون وغير طيبين بينما هم ملتزمون بدينهم؟.. ومن ذلك اليوم تغير مفهومي عن المسلمين 60% وبدأت أشعر بالطمأنينة والراحة معهم. وفي يوم من الأيام أعطاني زملائي السائقين في العمل كتيبات عن الإسلام، في بادئ الأمر لم أكن مهتماً بهذا الدين وهذه الكتب وبعد مضي سنة كاملة لم أتعرف على محاسن الإسلام، ولكن الله يهدي من يشاء، وفي هذه المدة لاحظت كثرة دخول الفلبينيين في هذا الدين، لذلك -سألت نفسي- لماذا يدخلون في الإسلام، ثم بدأت أقرأ وأطلع على الكتيبات التي وضعتها عندي، ثم منّ الله عليّ بالفهم والتعرف على حقيقة هذا الدين، وبعد أيام قليلة ذهبت إلى مكتب الدعوة بالربوة و أخبرت الداعية أنني أريد اعتناق الدين الإسلامي. وهكذا تم دخولي في هذا الدين. كتيبات عن الإسلام أما ماريتيس سارينيا التي أسلمت وسمت نفسها بعد الإسلام: (غالية) من الجنسية الفلبينية وتبلغ من العمر (27) سنة فتقول: أعمل في بيتٍ كخادمة في الرياض. وفي أحد الأيام قمنا بزيارة جدة الكفيل في منطقة الخرج في أيامي الأولى في المملكة، وبعد وصولنا إلى هناك بدأوا بالكلام معي عن الإسلام ورغبوني به حيث يقولون: أسلمي فإن الإسلام كويس (جيد). وللأسف كانت المواصلة بيني وبينهم بالكلام في غاية الصعوبة أكاد لا أفهم مايقولون: إلا أنني أسمع منهم يتلفظون كلمة «الإسلام كويس» ويرددونها لي مراراً. وبعد أيام وجدت فوق طاولة كتيبات عن الإسلام منها بعنوان: «نحن نؤمن بعيسى» فلفت نظري بكلمة نحن نؤمن بعيسى مستغربةً بسبب أن في اعتقادي المسلمون لا يؤمنون بعيسى، بل هم ضده فرغبت الاطلاع عليه ولو بصفحة واحدة فحسب لكني للعجب شعرت بالطمأنينة والراحة أثناء قراءتي فيه حتى بدأت أتصفح الكتيب، منذ ذلك اليوم أصبحت حريصة وقلت في نفسي لو أجد وقتاً طويلاً للقراءة والإطلاع على هذه الكتيبات لتعرفت على حقيقة عيسى وبفضل الله لقد توصلت إلى ما أرغب التعرف عليه فقد علمت من خلالها أن عيسى ليس إلاهاً، بل هو نبي وبشر وهذا هو الحقيقة عنه إنه بشر ابن مريم، ثم كلمت الكفيل وأخبرتهم أنني أريد الإسلام. وبعد عودتنا إلى الرياض أحضرني الكفيل في مكتب الجاليات بالربوة وفي ذلك اليوم تم إشهار إسلامي ولله الحمد. قراءات متعمقة عن الإسلام ويبين ألكس الدبلوماسي الفرنسي والمتخصص في الفلسفة واختار اسم يوسف بعد إسلامه، ويعد ألكس (يوسف) من أبرز المتخصصين في علم الفلسفة في بلده، حيث واصل تعليمه حتى أصبح باحثًا عن الحقيقة, وكان بحثه هذا مفتاحًا له من أجل التعرف على الأديان، ويقول: بعد أن قرأت بتعمق عن الإسلام وأصوله وقواعده ومبادئه، وقفت خلالها على حقائق الإسلام، فقررت أن أدخل في الإسلام، حيث زرت المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد بشمال الرياض وقام الداعية باللغة الفرنسية في المكتب بالإجابة على استفساراتي مما زاد قناعتي في الإسلام ووقتها أعلنت الشهادة طائعًا مختارًا بكامل قناعتي. الدين الصحيح ويروي المسلم عبدالرحمن (دالبندرحبيي) نيبالي الجنسية قصته، أسلمت في المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في مدينة سكاكا بمنطقة الجوف، وقد كنت قبل ذلك هندوسياً مع أسرتي في النيبال، وكان الناس في قريتي يعبدون الأصنام.. وحينما وصلت إلى المملكة العربية السعودية تحيرت وتعجبت، لأنني أرى الناس لا يعبدون الأصنام بل يعبدون إلاهاً واحداً، وفي وقت العبادة لا يضعون شيئاً أمامهم (قرباناً)، مضت بي الأيام ومضى بي الزمن، وفي يوم من الأيام جاءني الداعية النيبالي من المكتب التعاوني في سكاكا، وكلّمنى عن الإسلام وشرح لي الدين الصحيح، وأعطاني بعض الكتيبات وبعض الأشرطة بلغتي (النيبالية) فقرأتها وسمعتها بدقة وتمعّن، وبدأت أفكر في الإسلام والمسلمين.. وفي اللقاء الثاني مع الداعية النيبالي دخلت في الإسلام. سماع الأذان وأداء الصلاة ومن القصص المختصرة للذين أسلموا: تقول إحدى الخادمات تأثرت بصلاة ربة المنزل الخاشعة.. ويقول أحدهم خمس سنوات أريد الإسلام ولم أجد من يدلني عليه وعند قدومي لمحافظة العلا بادر أحد الدعاة من الجالية الفلبينية بدعوتي وتم إسلامي بعد توفيق الله -عز وجل-، وآخر يقول كنت أتأثر بذهاب أهل المحلات للصلاة ولإقفالهم لها حتى الانتهاء منها.. وتقول إحداهن إن الإسلام يشعرها أن الخالق واحد وترتاح عند سماع الأذان، وأرى أن جميع من أسلموا تحسنت حالهم بعد إسلامهم. وأحدهم أسلم متأثراً بمشروع إفطار صائم بعد صحبه أحد منسوبي المكتب إليه.. ويقول مسلم جديد إن سبب دخوله الإسلام رؤيته لانتظام المسلمين في الصلاة وحرصهم عليها، مما كان سبباً في جذبه للإسلام، وهناك رجل أحضر مكفولته للمكتب لدعوتها للإسلام وبعد أن تم دعوتها للإسلام اقتنعت وتم تلقينها الشهادتين فما كان من هذا الرجل إلا أن بكى من الفرحة.