صديقي .. هناك بعض من يزعمون أنهم حاملو «شمعة ليضيئوا الظلام» ينقصهم العقلانية، أو المنطق أو معرفة أولويات المجتمع؛ لهذا تجدهم وبسذاجة يقولون: «الاحتساب يصحو على المرأة، وينام على القضايا المدنية». هذا الهجوم الساذج يحدث دائما بعد أن يرفض بعض المحتسبين السماح بحضور المثقفات ودكتورات الجامعة والصحفيات والمحاضرات في المستشفيات أو في المؤسسات مع المثقفين وأساتذة الجامعات والصحفيين، والذي تعارف المجتمع على تسميته ب«الاختلاط». هؤلاء السذج المتسائلون «لماذا الاحتساب يصحو على المرأة، وينام على القضايا المدنية؟»، ليس لديهم منطق ليفهموا لماذا الصحوة في بعض القضايا، ولماذا النوم في البعض الآخر؟ فأن يفسد موظف إداري، أو يختلس الأموال العامة، هو في النهاية شخص واحد فسد لوحده، ونحسن النية به بأن يتوب يوما ما، ويعود إلى رشده، ويعيد الأموال بأن يضعها في البنك بحساب «إبراء الذمة»، صحيح أنه قد يختلس مئة مليون وبعد عشرين عاما تصبح المئة مليارا، ولا يعيد إلا ما اختلسه فقط، إلا أنه أبرأ ذمته وأعاد الأموال العامة، وأظنك تتذكر ذاك التقي النقي الذي أودع في حساب «إبراء الذمة» هللة واحدة (1 % من الريال)، وهذا أكبر دليل على أنه ليس بالضرورة أن نصحو من أجل فساد شخص واحد، إذ علينا أن نحسن النية بأخينا الذي سيتوب في نهاية المطاف بعد أن يقترب من حافة القبر، فيبرئ ذمته وإن كان بهللة. بيد أن جلوس مثقف أو أستاذ جامعة مع مثقفة أو أستاذة جامعة في أي ندوة أو محاضرة تهم الشأن العام، قد يفسد الاثنين، فهل من المنطق أن ينام المحتسبون عن اثنين ربما يفسدان، ويستيقظون على شخص واحد؟ أين المنطق يا صديقي عند هؤلاء السذج الذين لا يعرفون أن فساد واحد وإن اختلس المليارات من الأموال العامة، أهون بكثير من فساد اثنين قد يبدأ حديثهما عن الثقافة والمعرفة؟ التوقيع: صديقك للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة [email protected]