كثيرة هي التوصيات التي تعلن بين الحين والآخر في مختلف الندوات التي تنظم بمختلف الجهات، سواء أكانت ثقافية أو تعليمية أو اقتصادية، لكن الذي يتحول منها إلى مشاريع على أرض الواقع قلة قليلة جدا، وتأتي وزارة الثقافة والإعلام من ضمن تلك الجهات التي دائما تنجح وبكل اقتدار في تنظيم الملتقيات والمؤتمرات، فمن مؤتمر الأدباء السعوديين الثالث، إلى ملتقى المثقفين، إلى مؤتمر الأدباء السعودي الرابع الذي سيعقد في المدينةالمنورة خلال الفترة القادمة... وغيرها من الملتقيات، غير أن العديد من المثقفين والأدباء طرحوا تساؤلات متعددة: لماذا لم لا يتم تنفيذ هذه التوصيات، وهل سيتم تنفيذها في يوم ما؟. وهي أسئلة مشروعة لماذا لا يتم التنفيذ، ولماذا يتعثر التنفيذ، وما قيمة تلك الملتقيات والمؤتمرات إذا لم تنفذ توصياتها؟ ولربما تواجه وزارة الثقافة والإعلام صعوبات لا يعلمها المثقفون، وقد تكون مرتبطة بجهات أخرى، وربما لأسباب بيروقراطية... إلى غير ذلك من الأسباب الأخرى، ولست هنا بصدد تسويغ عدم تنفيذ الوصيات، فثمة أسباب لا نعلمها تقف خلف تعثر التنفيذ، لكن على الوزارة أن توضح للمثقفين الذين يواصلون مطالباتهم ونداءاتهم وتساؤلاتهم بين الحين والآخر حول مصير تلك التوصيات؟ وسأقف هنا على بعض توصيات ملتقى المثقفين الأخير المنعقد في الرياض، والذي كانت توصياته من أبرز التوصيات المهمة الصادرة من ملتقى أو مؤتمر خلال الفترة الأخيرة، وكان من ضمنها استقلالية قطاع الثقافة، وإعادة هيكلته بما ينسجم مع متطلبات التنمية الثقافية ومجتمع المعرفة، وهذه توصية مهمة ربما تحتاج إلى قرار على مستوى عالٍ وهي جديرة بالتنفيذ، كما كان من بين التوصيات فكرة إنشاء مجلس أعلى للثقافة تمثل فيه جميع الجهات المعنية بالتراث والثقافة وعضوية عدد من أبرز المفكرين والمثقفين والأدباء والفنانين، إضافة إلى إقرار استراتيجية خاصة للثقافة قادرة على النهوض الثقافي في المملكة، وجاء ضمن التوصيات التوصية رقم 8 «إنشاء أكاديمية الفنون وما يتبعها من معاهد فنية للفنون المسرحية، والسينما والتصوير الضوئي والفنون التشكيلية والأدائية والشعبية والنحت والتطريز والخط العربي»، وهذه التوصية ما زالت بانتظار التنفيذ على أرض الواقع، ومن أبرز التوصيات المهمة إنشاء الهيئة العامة للكتاب والمكتبات العامة الوطنية. وكان نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر أكد في تصريحات صحافية منشورة وجود توصيات من مؤتمر الأدباء السابق لم تفعل حتى الآن منذ انعقاد ملتقى المثقفين الثاني، مركزا على تشكيل لجنة لمتابعة توصيات ملتقى المثقفين ومؤتمر الأدباء، ولعل أبرز توصيات مؤتمر الأدباء السعوديين الثالث، والتي لم تنفذ منذ أكثر من ثلاث سنوات، وهي تمثل أهمية للمشهد الثقافي بوجه عام مثل تأسيس رابطة للأدباء، وكذلك تفعيل جائزة الدولة التقديرية في الأدب، حيث صدرت الموافقة على إعادتها وإنشاء صندوق للأدباء وتمويله من المؤسسات الحكومية والأهلية، وتلك التوصيات تحتاج إلى إعادة إحياء وتجديد طرحها من جديد، لعلها تنتقل إلى حيز التنفيذ. [email protected]