كشف ل «عكاظ» المدير التنفيذي لبرنامج استضافة ضيوف خادم الحرمين الشريفين لحج هذا العام الذي تشرف عليه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ عبدالله بن مدلج المدلج، عن تطوير برنامج الاستضافة بحيث يشمل التواصل مع الحجاج على مدار العام ولا يقتصر على موسم الحج، فضلا عن تطوير الموقع الإلكتروني الخاص بالبرنامج ليضم خدمات أخرى ويكون أكثر تفاعلا من الوضع الحالي.. فإلى التفاصيل: • كيف نشأ برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين الذي تشرف عليه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد؟ • برنامج استضافة ضيوف خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عريق يمتد لسنوات طويلة ابتداء من عام 1417 ه ببادرة مباركة من ولاة الأمر في المملكة الذين يتلمسون احتياجات إخوانهم المسلمين في كل مكان. فبعد أن نشأت مجموعة من الجمهوريات المستقلة إثر سقوط الاتحاد السوفيتي، رفعت وزارة الشؤون الإسلامية ما لديها من طلبات وما يحتاجه إخواننا في تلك الجمهوريات فكانت الإجابة سريعة حيث كلفت وزارة الشؤون الإسلامية باستضافة 1100 حاج بعد ذلك رفعت الوزارة ما لمسته ورصدته من آثار مميزة بالبرنامج وتأثير كبير على المسلمين في بلدانهم فصدر الأمر بأن يكون البرنامج ثابتا في وزارة الشؤون الإسلامية وانتقل من نجاح إلى نجاح، حتى استضفنا في عامنا هذا 1400 حاج يمثلون عددا كبيرا من الدول. حجاجنا هذا العام أغلبهم من قارة آسيا وهناك 300 حاج من افريقيا يتم اختيارهم عن طريق لجنة الدعوة في افريقيا التي يرأسها الأمير بندر بن سلمان مستشار خادم الحرمين الشريفين، وفيها من طلاب العلم والنخب إضافة إلى استضافة 100 حاج من دولة جنوب السودان العام الماضي وكذلك العام الحالي وبقي العام القادم 100 آخرون، وهذه لفتة رائدة من ملك العطاء الملك عبدالله بن عبد العزيز. حققنا أماني الحجاج برؤية بيت الله الحرام، ونحن للعام الثاني على التوالي أصبح إجمالي حجاجنا هذا العام 1400 حاج، البقية في آسيا بنسب متفاوتة حسب ما لدى الوزارة من طلبات وما تراه من احتياج في هذه البلدان. تطوير البرنامج • هل تسعون لتطوير البرنامج وكيف يكون ذلك؟ • استكمالا للأعوام الماضية عززنا هذا العام موقع البرنامج على الإنترنت وأقمنا في هذا العام لأول مرة معرضا متميزا يتضمن رصدا مصورا لتاريخ البرنامج وفيه نعرض كل ما يقدم للحجاج من المقتنيات والإحرام والأساور التي تصلهم إلى بلادهم، إضافة لركن مجمع الملك فهد وإصداراته التي تجاوزت 70 ترجمة لمعاني القرآن الكريم وركن لإصدارات وكالة الأوقاف بالوزارة فيما يخص الوقف، وكذلك إصدارات وكالة المطبوعات والبحث العلمي كل ذلك يطالعه الحجاج، ونحاول تجويد الخدمات التي تقدم للحجاج ومن أهمها تغيير نوع الفرش للحجاج والمخيمات التي باتت هذا العام نقلة نوعية كبيرة في مادتها وتجهيزاتها ولن نغفل أي فكرة رائدة تأتي إلينا وسنتبناها وندعمها. العناصر المستضافة • هل هناك عناصر معينة يحرص البرنامج على استضافتها؟ • الوزارة وضعت ضوابط لاستضافة الحجاج وكان القصد من ذلك تلبية أمنيات الحجاج الذين لم يسبق لهم الحج أو مشاهدة الحرمين الشريفين، واستمر يحقق تطلعات البسطاء والمسلمين الجدد وكان شاملا لكل الفئات وكان يشترط تحديد العمر وعدم الإعاقة وألا يكون قد سبق له الحج، لكن في العامين الأخيرين تغير البرنامج إلى استهداف النخب فأصبحنا نتعاون مع سفارات خادم الحرمين الشريفين في دول متعددة وتم وضع ضوابط منها أن يكون الضيف من أستاذة الجامعات أو هو عضو في الجمعيات والمراكز الإسلامية الكبيرة، ومعنا من الضيوف من لديهم المكانة الكبيرة في بلادهم إضافة إلى الإعلاميين وفئات أخرى. استضفنا هذا العام أيضا مفكرين ونخبا ومقدمي برامج إعلامية في عدد من الدول وحجاجا أيضا من جنوب السودان أغلبهم لا يعرف الحرمين ويتمنى أن يراهما فهم من خيار من رأينا التزاما وحرصا وحبا للمملكة وفي هذا أثر بالغ في الاستضافة. تنظيم العمل • وكيف يتم تنظيم العمل في البرنامج؟ • يدفعني هذا إلى تقديم الشكر والتقدير الخالصين إلى كل من يعمل معي في البرنامج الذي ينال شهادات وتقدير كل من يرى ويتابع الحجاج سواء من السفراء أو المسؤولين وهذا يسعدنا كثيرا لكننا لم نصل لهذه المرحلة إلا من خلال الشباب العاملين في اللجان فالبرنامج كبير وهناك أعداد كبيرة تعمل فيه وفي كل عام نرفع بخطة العمل قبل بدء العمل، هناك لجنة إشرافية برئاسة الوزير ومن تحتها لجنة تنفيذية أتشرف برئاستها وفيها يعمل عدد من اللجان ابتداء من اللجنة الشرعية التي تضم مجموعة من طلاب العلم ولجنة الشؤون الخارجية التي تعمل منذ شهرين بالتواصل مع السفارات وتعديل الأسماء وغيرها ثم لجنة الاستقبال والسفر المتواجدين في المطار وكذلك عند المغادرة ولجنة أخرى من أكبر اللجان هي لجنة الإسكان والنقل ومتابعة الحجاج ونقلهم من المبنى إلى الحرم وفي المشاعر. • هل هناك فرق بين البرنامج الذي تشرفون عليه والذي تشرف وزارات وجهات أخرى؟ • هناك ضيوف كثيرون في جهات متعددة وليست محصورة على الشؤون الإسلامية فقط، ربما هذا البرنامج الأميز من ناحية النخب، وأتشرف أني كنت أعمل عضوا في لجنة حجاج فلسطين الذي تشرف عليه وزارة الحج وربما يتميز برنامج وزارة الشؤون الإسلامية باستضافته النخب، وهناك ضيوف لدى رابطة العالم الإسلامي وآخرون لدى الندوة العالمية للشباب الإسلامي. اختيار الضيوف • كيف يتم اختيار الضيوف تحديدا؟ • اختيار الضيف لا يمكن أن يكون عشوائيا، فعمل بهذا الحجم والضخامة وهذا العدد لابد أن تكون له ضوابط وهذه تمت دراستها أكثر من مرة وتم تعديلها، فحينما ترى الوزارة من خلال معايشة البرنامج ترسل لوزارة الخارجية شروطا لتعميمها على سفارات الدول المشمولة بالاستضافة، وبالإضافة للشروط المذكورة سلفا فإننا نحدد نسبا محددة للجامعات والجمعيات والمراكز ونسبة أقل للمسلمين الجديد، وأخرى لا تتجاوز العشرة بالمائة للنساء ويشترط أن يكون معها محرم وأن يكون المستضاف له قيمته ووزنه في مجتمعه، نحن نريد الشخصيات الفاعلة في بلادها، بعد ذلك يمتد البرنامج في جزئه الأهم منذ نهايته فيكون هناك تبادل خبرات وتواصل ونجدد كل ما رأينا شيئا آخر مناسب. المردود الإيجابي • ماهو المردود الإيجابي الذي يحققه البرامج؟ • المردود نلمسه ونعيشه من مسيرة البرنامج في السنوات الماضية، نزور كثيرا من الدول التي استضفنا حجاجا منها وتأتينا تقارير من الحجاج أنفسهم أو سفارات خادم الحرمين أو المكاتب التابعة للملحقيات الدينية ونحن نلمس قبل أن يأتي إلينا الحجاج أن لدى البعض منهم فكرة مشوشة عن المملكة كالتطرف وغير ذلك، هذه البلاد التي تقدم دون أن تأخذ وتمد يدها للجميع دون منة، عندما يأتون إليها ويرون الخدمات الجبارة ويلمسونها والتيسير في الفقه والمناسك وغير ذلك ويرون المطبوعات التي تصدر من هنا تتغير الصورة الذهنية المرسومة سلفا بشكل مباشر، إضافة إلى أننا نرصد كثيرا من المقالات والخطب التي يلقيها بعض الخطباء التي تظهر تغيرا كبيرا وهذا نتيجة لما يراه الحجاج حقيقة بأعينهم دون أية واسطة. • هل هناك مكاسب أخرى ترجون تحقيقها؟ • من الفوائد التي ألمسها كثيرا تأثير البرنامج على العاملين في اللجان فنحن نحرص على أن يكون العمل أخويا جماعيا ونضع الثقة في الجميع وقادنا ذلك إلى اكتشاف كوادر مؤهلة للقيام بالمسؤوليات الكبيرة داخل الوزارة، إضافة إلى أنه يعزز مكانة الجمعيات في تلك الدول. تطوير الموقع • الموقع الخاص بكم كيف يتم التطوير والتفاعل؟ • الموقع في عامه الثاني لكني لست راضيا عما يقدمه وبكل أمانة، يفترض أن يمتد نشاط الموقع ودوره ليكون محققا لكل الرغبات ويكون جسر تواصل بكل اللغات، وسيكون بعد الحج جاهزا للتواصل مع من سبقت استضافتهم وسيكون له آثار إيجابية بإذن الله تعالى. تنوع الأنشطة • هل هناك برامج تنظم للضيوف من النخب المشاركة؟ • نظمنا لقاءات مختلفة جمعت عددا من النخب المشاركة وأخرى نوقشت فيها قضايا مختلفة بوجود اللجنة الشرعية، وهناك برامج يصاحبها توزيع هدايا وجوائز ونحن نحاول استغلال الموسم ليكون برنامجا تفاعليا آخر مع هؤلاء الحجاج. معالجة القصور • هل تطمحون لتطوير البرنامج وخططه وشموله لما بعد أداء الفريضة؟ • الواضح أننا نخطو خطوات للأمام وهذه رغبة معالي الوزير الذي لا يرضى أن نقف في مكان واحد. فنحن لدينا طموح يتمثل في عدم حصر البرنامج على أداء فريضة الحج وإنما يشمل مدار العام وينفذ من خلاله برامج مع من استضيفوا وجمعياتهم بخطة مدروسة سترفع بعد نهاية الموسم وتؤخذ فيها الآراء ثم تطبق وفيها يتم معالجة أي قصور قد يطرأ في أي جانب مهما كان صغيرا أم كبيرا. نريد أن يكون البرنامج على قدر كبير، ونحن عندما نقدم أي خدمة في البرنامج نضع أمام أعيننا اسم البرنامج الغالي علينا جميعا ونسعى جاهدين إلى أن يليق البرنامج بالاسم الذي يحمله. وردود أفعال • هل هناك ردود أفعال ترصدونها ومشاهدات للحجاج المستضافين فور وصولهم إلى أرض المملكة؟ • هذا السؤال يثير الشجون، فقد عاصرت البرنامج منذ عام 1422 ه والتقيت بآلاف الحجاج. فلن تجد أحدا من العاملين في البرنامج يتذمر أو يشكو من التعب رغم مشقة العمل، وأرجع هذا إلى المشاعر التي نلحظها مباشرة من الحجاج المستضافين ولن نستطيع حصرها في كلمات. نلمس المشاعر الجياشة عند قدومهم، فالبعض عندما ينزل يبكي والآخر يقبل الأرض. فإحدى الأخوات الحاجات من تركيا جلست الليل كله تبكي، تقول إنها لم تصدق المجيء إلى المملكة لأداء فريضة الحج ناهيك عن أن يكون ذلك على نفقة خادم الحرمين الشريفين.. ذات مرة شهدت حفلا أقامته القنصلية السعودية في اسطنبول لضيوف هذا العام وبعض المستضافين العام الماضي، أحدهم أصر أن يحضر من مكان بعيد ليسلم علي، وقال لي: لن أنسى هذا الجميل لخادم الحرمين الشريفين حفظه الله يخاطبني وهو يبكي ويذكر أن حلمه الكبير تحقق ويلهج لله بالدعاء والثناء والشكر.