بين المدير التنفيذي لبرنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد عبد الله المدلج، أن عدد الحجاج المستضافين في برنامج هذا العام بلغ 1300 حاج، موضحا أن هذا العام شهد زيادة في عدد المستضافين عن العام الماضي، إذ لم يتجاوز عددها الألف حاج. وقال المدلج إن الهدف الأسمى من البرنامج تحقيق التواصل بين الشعوب وتوطيد علاقة الدول التي ينتمي إليها المستضافون لدعم مبادرة خادم الحرمين الشريفين لحوار الحضارات واتباع الأديان. وأفاد المدير التنفيذي للبرنامج أنه يشرف على البرنامج 50 شخصا داخل اللجان العاملة، كما تم توفير ستة طلاب علم و12 مترجما وأربع داعيات وسبع مترجمات، مشيرا إلى أن الحجاج المستضافين هذا العام ينتمون إلى 50 دولة متعددة اللغات والأعراق. وتحدث المدلج عن تدشين الوزارة موقعا إلكترونيا الأسبوع الماضي، بهدف التواصل مع الحجاج السابقين واللاحقين.. وفي ما يلي نص الحوار: • كم بلغ عدد المستضافين في البرنامج هذا العام؟ بلغ عدد المستضافين هذا العام 1300 ضيف هذا العام، وكان العدد في العام الماضي ألف ضيف. • كيف يمكن الاستفادة من البرنامج في تعميق وتوطيد العلاقات مع دول المستضافين، ودعم مبادرة خادم الحرمين في الحوار بين الحضارات من خلالهم؟ الوصول إلى هذه الغايات من أبرز أهداف هذا البرنامج؛ لأنه هاجس كبير يحمله خادم الحرمين والمسؤولون في هذه البلاد المباركة، وكما ذكرت فإن هذا البرنامج عبارة عن حج مصغر لأن حجاجنا ينتمون إلى 50 دولة، ولديهم توجهات وحضارات مختلفة نجمعها تحت سقف واحد، ودون شك ستكون هناك حوارات ثنائية أو جماعية ونلمس ذلك في من وعرفات ومزدلفة، حيث نلمس تجمعات تجمع طوائف مختلفة لإخوة فرقتهم اللغات والجنس والعرق إلى أن جمعهم الحج مرة أخرى، والهدف من الحوار لا يكون هو الانتصار لرأي على حساب الآخر ولكنه الدعوة إلى التقارب. • ما النتائج المرجوة من خلال البرنامج؟ الهدف الأكبر هو تحقيق المبادئ التي وضع من أجلها البرنامج، بالتأكيد لا يوجد هناك برنامج يوضع بلا أهداف ونلمس حقيقة أننا حققنا الكثير من أهدافه، على المستوى الفردي لبعض الإخوة الذين تمت استضافتهم، أو على مستوى الجمعيات التي يتبعونها إن كانوا في جمعيات إسلامية أو نحوها، حيث تكون لبعض الضيوف فكرة مشوشة عن المملكة أو عن التعامل الموجود. نلمس هذا من خلال الكثير من وسائل الإعلام المعادية والمخالفة، فيأتي بعض هؤلاء بصور مشوشة وبعد الحج يقول بعضهم إن هذه الأيام التي قضاها في المملكة أبرزت له جوانب لم يكن يتصورها. ونشعر بهذا التغير بعد أن ينتهي البرنامج، هؤلاء يذهبون إلى بلادهم ويوضحون لمواطنيهم هذه الصورة المشرقة، وأنا لاحظت ذلك عندما ذهبت إلى تركيا حيث أفضى بعضهم بهذا المفهوم، وقال إنه كان يحمل صورة مسبقة، ولكنه وجد الوضع مختلفا تماما. • هل هناك شروط وضوابط وضعت لاستضافة هؤلاء الحجاج؟ أول الشروط ألا يكون قد سبق له الحج، وأن يكون من الشخصيات التي لها أثر في محيطها المحلي، ولا نعني بذلك أن يكون من الشخصيات البارزة والكبيرة، ولكن أن يكون له دور في العمل الإسلامي أو الاجتماعي في بلاده، وألا يكون صغيرا دون الثامنة عشرة، وألا يكون كبيرا أو مريضا بحيث يعوقه الكبر أو المرض عن أداء الحج، ونفضل أن يكون الضيف من المسلمين الجدد، وهناك أيضا موازنات فنحن لا ننظر بعين واحدة، ونريد أن تكون هناك فائدة شاملة للبرنامج. • ما اللجان المشاركة في البرنامج لهذا العام؟ تم تشكيل لجان عدة رغبة في أن يكون العمل على أعلى المستويات؛ هناك لجنة إشراف عليا برئاسة وزير الشؤون الإسلامية الشيخ صالح آل الشيخ، وهو المشرف العام على البرنامج، ومعه لجنة استشارية تتكون من وكيل الوزارة للشؤون الإسلامية، وثلاثة أعضاء. وهناك اللجان العاملة، وهي اللجنة التنفيذية واللجنة الشرعية وتعنى بتوعية الحجاج والرد على استفساراتهم الشرعية وضبط سير البرنامج، ولجنة ثقافية وإعلامية موكل إليها التواصل مع وسائل الإعلام وتنظيم ندوة ثقافية تقام كل عام، ويشارك فيها بعض الحجاج البارزين والأكاديميين في المملكة، وتدعى لحضورها وسائل الإعلام. إضافة إلى لجنة الإسكان والنقل ولجنة الخدمات المسؤولة عن الإعاشة والصحة والنظافة، ولدينا اللجنة الإدارية المعنية بضبط أعمال اللجان من الناحية الإدارية ولجنة الاستقبال والسفر ولجنة المدينةالمنورة ولجنة نسائية مساندة. • كم يبلغ عدد المشاركين في تنفيذ البرنامج من داخل وخارج الوزارة؟ من الوزارة هناك نحو 50 موظفا موزعين داخل اللجان المختلفة، وبعضهم يعمل في مكةالمكرمة، وجزء آخر في المدينةالمنورة، ولدينا لجنة تذهب إلى الخارج لتسهيل العمل، وهي مكونة من أربعة إلى خمسة أشخاص، ولدينا متعهد رسمي للبرنامج معه طاقم كبير جدا ونحرص في الحقيقة على أن يكون للوزارة دور في اختيار ومراقبة هؤلاء. • ماذا عن الدعاة والداعيات المشاركين في البرنامج؟ لدينا اللجنة الشرعية والعلمية وهي مكونة من نخبة من طلبة العلم والدعاة لدينا، لكننا نحتاج بطبيعة الحال إلى الاستعانة بمن يقومون بالترجمة نسبة لتعدد لغات هؤلاء الحجاج، ولا بد أن يكون هؤلاء من حملة العلم الشرعي حتى يستطيعوا ترجمة المصطلحات الشرعية، لذلك نتعامل مع خريجي الجامعات الشرعية. في القسم النسائي تشارك معنا بعض طالبات العلم الجيدات ونستعين بمترجمات من هذه الجامعات. • كم يبلغ عدد الدعاة والداعيات؟ لدينا نحو ستة من طلبة العلم، و12 من المترجمين لهذا العام، وأربع داعيات وسبع مترجمات، هؤلاء هم الموجودون بصورة دائمة ولكن البرنامج تشرف أيضا بمشاركة بعض أعضاء هيئة كبار العلماء ومحاضرات للمفتي وغيره من أعضاء الهيئة والعلماء. • ذكرت أن البرنامج سيشهد هذا العام مشاركة عدد من العلماء والمشايخ، هل لنا أن نتعرف إلى هذه البرامج؟ اللجنة الشرعية والثقافية رفعت خطتها واعتمد من الوزير باستضافة من تراهم، نسعى لاستضافة المفتي وأعضاء من هيئة كبار العلماء، ولكن هذا يعتمد على الظروف لأن وقت الحج ضيق وأعضاء الهيئة عليهم ضغوط كثيرة، ولكن نجد منهم ولله الحمد تجاوبا كبيرا. • ذكرتم أن هذا العام سيكون علامة فارقة في أعمالكم وحجاج الكاميرون نموذج لذلك، ما تعليقكم؟ كما ذكرت لك، فإن البرنامج بفضل الله يشهد تطورا نوعيا كل عام سواء في نوعية الحجاج وما يقدم من خدمات. بخصوص حجاج الكاميرون فقد شهد الداني والقاصي تأثير مساهمة خادم الحرمين الشريفين في فصل التوائم السياميين، وتأثير ذلك في إسلام الآلاف من القريبين من أولئك الأطفال. من قدموا يعدون من المسلمين الجدد الذين تحقق حلم حياتهم بأداء الحج، وسيستمر هذا التوجه للأعوام التالية بحيث تتم استضافة حجاج من الكاميرون، كما استضفنا حفظة القرآن في مسابقة سمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز في إندونيسيا والدول المجاورة وهي مسابقة كبيرة أصبحت تزداد مكانة ولنا في هذا العام 30 من هؤلاء ولله الحمد. • ذكرتم أن هناك قرية كاملة أسلمت في الكاميرون؟ هذا نشر في وسائل الإعلام، ولا شك أنكم تابعتموه وأثر فصل الأطفال السياميين كان كبيرا في الكاميرون، فأسلم زعيم القرية ومن بعده الآلاف من القرية والقرى المجاورة، وأسأل الله أن تتاح لنا الفرصة للتعرف عن قرب إلى هذه الآثار وأتمنى من وسائل الإعلام للاهتمام بهذه الآثار البارزة. نحن على استعداد لأن تكون هناك تغطية لهذا الجانب بصورة أفضل. • هل هناك أصداء تلمسونها بعد رجوع هؤلاء الضيوف إلى بلادهم؟ من يعايش البرنامج يشعر بهذه الأصداء حتى قبل أن يبدأ البرنامج وذلك بمجرد استقبال الحجاج وكذلك في أثناء أيام الحج. كثير من هؤلاء لا يستطيعون التعبير عن شعورهم عند مغادرتهم للمملكة. نلمس حقيقة تحقق أهداف البرنامج من خلال التواصل المستمر مع هؤلاء في بلادهم. ذكرت لك أن بعض هؤلاء يستمرون في التواصل معنا. أحد الحجاج السويديين على سبيل المثال ظل على اتصال مستمر معنا ويتصل علينا في كل المناسبات ويطلب تبليغ سلامه لكثير من العاملين في البرنامج. هناك أخ سنغالي يتصل علي مرتين في الشهر شاكرا ومثنيا وظل على هذه الحال لمدة ثلاث سنوات وقال إن أغلى هدية حصل عليها هي حصوله على ثوب سعودي. • ماذا يشتمل برنامج الزيارات المعد لهؤلاء الضيوف؟ البرنامج يركز على أداء الفريضة بشكل صحيح. كثير من هؤلاء الحجاج يأتون في وقت متأخر، لذلك قد لا تتوفر الفرصة للقيام بأنشطة أخرى، لكنا نضع برنامجا في اللجنة الثقافية بالتعاون مع اللجنة الشرعية لتنظيم زيارة بعض الأماكن مثل مكتبة الحرم وهناك زيارات لبعض الشخصيات مثل معالي الوزير أو أئمة الحرم. في المدينة نحرص على زيارتهم لبعض الأماكن مثل مجمع الملك فهد لطباعة المصحف وزيارة الحرم المدني والاطلاع على التوسعة وما تم في هذا الخصوص. • كيف تصف المشاعر التي تبدو على بعض الحجاج خلال هذه الأيام؟ لا شك أنك تدرك حجم الجهد البدني الذي يبذله كل من يشارك في أعمال الحج وليس فقط في برنامج خادم الحرمين الشريفين، وهو عمل استثنائي يتطلب العمل على مدار الساعة في بعض الأحيان. بعض الرحلات أو بعض الضيوف يأتون في أوقات متتابعة. الشباب الذين يعملون معنا خلال العام الماضي، والذي سبقه، كان برنامج الرحلات متتابعا واضطررنا للعمل لمدة يوم ونصف اليوم بصورة متواصلة، وكثير من هؤلاء كانوا يتناولون وجباتهم في أثناء انتظارهم للضيوف. العدد كبير ونحتاج إلى تسكينهم وبذل جهد بدني جبار، لم أسمع أحد الشباب وهو يشتكي من هذا العمل. إذا كان هناك شعور داخلي بأن الإنسان يلمس أثر ما يبذله من جهد يزول التعب. بعض المسؤولين في بلادهم يأتوننا ويرغبون في الانضمام للبرنامج لأنهم لا يرغبون في التميز بل يرغبون في أن يعيشوا الحج بمعناه. أحد هؤلاء المسؤولين رأيته بنفسي وهو يقبل رأس أحد الشباب العاملين. بطبيعة الحال نحرص على اختيار نوعية معينة من العاملين معنا في البرنامج بحيث لا يلحظ عليهم الحاج أي سوء سلوك، ويخبرنا بعضهم بأنه تلقى هدية ثمينة من أحد الضيوف ويسأل عن إمكانية أن يأخذها من عدمها. هذه المشاهد التي نعيشها وإشادات الحجاج هي ما يمسح كل آثار التعب. • ماذا عن تدريب الحجاج وتوعيتهم بأمور الحج قبل قدومهم؟ معظم الحجاج الذين نستضيفهم يكونون على درجة من العلم تؤهلهم لقراءة ومعرفة كثير عن أمور الحج. في كثير من الأحيان يكون ترشيح الحجاج عن طريق جمعيات إسلامية وجهات معتبرة في بلادها. بعض هذه الجهات يقوم بعمل دورات تدريبية للحجاج عن مناسك الحج وهذا ما لمسناه في حجاج ماليزيا واليابان. من خطط الوزارة المستقبلية تعميم هذا الأمر بقدر الاستطاعة، لذلك نحاول اللجوء لخيار التوجيه المكتوب، لأننا نركز على أن يؤدي الحاج نسكه كما أمر به الله تعالى واقتداء بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ونحاول ألا ندخل في خلافات وجدل مذهبي. • ماذا عن توجيهات خادم الحرمين الشريفين تجاه خدمة ضيوف الرحمن؟ من نعم الله عز وجل أن منحنا هذه القيادات المشرفة، لسنا في مجتمع منغلق ونعيش هموم وتوجسات ولاة الأمر. خادم الحرمين الشريفين في كل مناسبة يعطي أولوية للهم الإسلامي على الهم الوطني والهم الشخصي، ولا بد أن ندرك أن ولاة أمرنا يهتمون كثيرا بإخوانهم المسلمين ونقرأ دائما كلمات خادم الحرمين الشريفين في استقبال الحجاج وتأكيده على الوحدة الوطنية وصفاء القلوب وأن الحج محطة كبيرة للتراحم وصفاء النفوس. نعايش توجيهات خادم الحرمين لكبار المسؤولين بأن تقدم للحجاج كافة الخدمات ونرى على أرض الواقع الاهتمام بكل ما يلزم لضيوف الرحمن، وهذا حافز كبير لنا أن تأتي التوصيات والتوجيهات من رأس الهرم. أتلقى توجيهات شخصية مستمرة من الوزير صالح آل الشيخ بتقديم أفضل الخدمات لهؤلاء الضيوف. الوزير يتابع بنفسه أدق الأمور والتفاصيل ويشرف بنفسه بالوقوف على العمل ويزور المقر ويقابل الحجاج رغبة في ألا يكون هناك قصور. • ذكرت أن هناك موقعا إلكترونيا للتواصل مع هؤلاء الحجاج؟ نعم وبكل أمانة لم نتحدث في هذا الموضوع من قبل وتركيزنا أن نواصل العمل وندع النتائج تتحدث عن نفسها في النهاية. تركيزنا الرئيس هو أن يؤدي هؤلاء الحجاج فريضتهم على الوجه الأكمل ولذلك نسعى للتطوير عاما بعد عام. موقع الاستضافة تم تدشينه، ونهدف لأن يكون موقعا كبيرا وبأكثر من لغة لأنه سيكون نافذة للتواصل بيننا وبين الحجاج الذين ستتم استضافتهم مستقبلا ومع الذين حجوا العام الماضي، وبالتالي نطمح لأن يكون على مستوى عال. هدفنا هو أن يصبح الموقع خلال العامين المقبلين في أفضل المستويات التقنية. • هل هناك أفكار تطويرية للبرنامج بشكل عام؟ يفترض أن يكون التطوير هاجس كل من يعمل في الميدان. بعد كل تجربة يتم تقييم العمل بشكل كبير ولا شك أنه من خلال معايشة العمل تنطلق الكثير من الأفكار التطويرية سواء من العاملين في البرنامج أو من الإعلاميين أو المتواصلين مع البرنامج من الحجاج أو سفارات خادم الحرمين الشريفين. في هذا العام أقمنا حفلا للترحيب بالحجاج في تركيا وكان له أثر وصدى كبير وهو فكرة للقنصل العام عبد الوهاب محمود الشيخ وهو من الذين نفتخر بهم وكان مقترحه إقامة حفل ترحيب مصغر لكن كان له أثر كبير في وسائل الإعلام التركية وسمعنا من الإخوة الأتراك كلمات طيبة عن جهد المملكة وما تقدمه للحجاج.