في المناسبات الوطنية تبرز الأغنية الوطنية بوصفها عاملا من عوامل التعبير عن الذات الوطنية بكافة تمظهراتها وأشكالها، حتى غدت الأغنية الوطنية ذات هوية خاصة على مستوى اللحن والكلمة. هذا على جانب الشكل، إذا ما استعرنا أدوات النقد الأدبي، في حين أن المضمون يأخذ بعدا وطنيا مختلفا حسب الرؤية الوطنية التي يراد لها أن تكون ظاهرة بوعي متجدد يصاحب مفهوم الهوية الوطنية. التحولات في الأغنية الوطنية كانت تحولات قيمية في الشكل والمضمون على حد سواء فما بين تلك الأغنية التي تعطي للوطن بمجموعه القيمة العليا إلى الأغنية التي تتقلص إلى أقل من ذلك للتعبير عن روح فردية تجاه أشخاص الوطن. كما أن الإيقاع الموسيقي ذاته آخذ في التحول إذ تتميز الأغنية الوطنية القديمة بإيقاعها المتباطئ نسبيا الذي يتناسب مع تحولات المجتمع في تكوينه المعرفي والثقافي ومدى تلك الهيبة الوطنية التي تتمثلها النفس الشاعرة داخل الإيقاع الموسيقي في حين تتسارع الأغنية الوطنية الحديثة لتخلق تسارعاً قيمياً في التحولات الاجتماعية بوصفها تعبيرا سريعا عن حالة التقليص الوطني بين جيل قديم يرى في الوطن ذلك المفهوم العام وبين جيل جديد يخلق مواطنة أقل عمقاً. وحين نعود إلى الأغنية الوطنية ونقارنها بين أغنية الأمس وأغنية اليوم، فإن الذاكرة الغنائية الوطنية تستحضر أغاني الأمس على أغاني اليوم بحكم التحولات القيمية التي ذكرناها سواء على مستوى اللحن أو على مستوى الكلمة نفسها، وما استحضار أغاني طلال مداح رحمه الله وأغاني أبو بكر سالم إلا نوع من ذلك الاستحضار للقيمة الوطنية في تلك الأغاني التي ترتفع عن مساحة الأغنية الحديثة المحدودة في التعبير عن جزئيات الوطن وأفراده إلى التعبير عن الوطن بكامله. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 402 مسافة ثم الرسالة