وافت المنية العم سراج عمر شامي دون أن يرى اسمه على هويته كحق من أبسط حقوق المواطن، وتبدد حلمه بعد أن أفنى زهرة شبابه في خدمة بلده من وظيفته في أحد القطاعات الحكومية. بدأ رحلته نحو مصيره المجهول بعد وفاة زوجته التي لم تنجب له ولم يحظ بفرحة البنين، فظل رهين الوحدة لا يملك ابسط حقوقه كمواطن معترف به في دائرة الأحوال المدنية، تقدم للحصول على حفيظة نفوس له وبقي سنوات يحلم بها ومات ولم يرها. مات العم سراج مجهولا بعدما كانت تتولى رعايته ابنة أخت زوجته (ح. ف) التي أكدت ل«عكاظ» أنها كانت ترعاه قبل وفاته بعدما لم يتعرف عليه أهله، مشيرة إلى أنها كانت تراجع باستمرار الدوائر المختصة من أجل تتبع معاملته لإنهائها. واعتبرت العم سراج واحدا من الكثير ممن يعانون من بطء الإجراءات وتأخير المعاملات. في المقابل، أوضح المتحدث الإعلامي الرسمي للأحوال المدنية في وزارة الداخلية محمد الجاسر أن المواطن سراج عمر شامي هو حالة نادرة ممكن أن تحدث في جميع المراكز الحكومية، ليس من ناحية تقصير مهني بل لأن هناك إجراءات عديدة تضمنتها اللائحة التنظيمية في الأحوال المدنية يجب أن تأخذ مجراها، ليجري التحقق منها. واكد أن طلب تسجيل حفيظة نفوس غير مسجلة مسبقا في السجل المدني وصاحبها على قيد الحياة أمر يجب أن يسري ضمن دوائر متعددة، لافتا إلى أن المواطن أحيانا يعتبر المعاملة كاملة من حيث المستندات المقدمة ولكن الجهات المختصة هي الوحيدة التي تحدد ذلك. وبين الجاسر أن هناك مسوغات داخلية يمكن أن تكون غير مكتملة وهي إجراءات موحدة للجميع، مشيرا إلى أن النواقص تكون أحيانا في المستندات المطلوبة فتسبب بتأخير المعاملة. وأفاد أن الأحوال المدنية أنشأت مركزا متخصصا للعناية بالعملاء، وعينت فيه موظفين ليهتموا بشؤون المراجعين في حال وجود أي شكوى، إضافة إلى أنها وضعت رقما مجانيا وهو 920022133 يستقبل الاتصالات ويهتم بمتابعة المعاملة لإفادة صاحب المعاملة بالمطلوب لإكمالها معاملته. وذكر أن المركز مرتبط بشكل مباشر بوكيل وزارة الداخلية للأحوال المدنية، ملمحا إلى أن هناك تقارير أسبوعية وشهرية تعرض على الوكيل اللواء عبدالرحمن الفدا لإنجاز معاملات المواطنين.