دفعت مسنة في منطقة نجران تبلغ من العمر (73 عاما) ثمن جهل زوجها إنهاء أوراقها الثبوتية منذ نحو 55 عاما، وفقدت فرصة إضافتها في حفيظة النفوس مع رب أسرتها وتعطلت معاملتها منذ سنوات في فرع الأحوال المدنية في نجران الذي اشترط عليها تعديل اسم شقيقها الذي سمي بنفس اسم والدهما رغم استكمالها جميع المستندات المطلوبة. وزادت معاناتها عندما رفض شقيقها المسن مراجعة فرع الأحوال المدنية بسبب ظروفه الصحية وصعوبة تعديل بياناته وأسرته التي يتحمل مسؤوليتها موثق البيانات قبل نحو ثلاثة عقود من الزمن. وقالت المسنة رحمة مهدي ل"الوطن": إنها حرمت من إعانة الضمان الاجتماعي ومراجعة المستشفيات للحصول على الرعاية الطبية والعلاج من الأمراض المزمنة التي تعاني منها منذ سنوات بسبب أوراقها الثبوتية. وأشارت إلى أن معاناتها بدأت عندما تزوجت قبل 55 عاما حيث كان والدها لا يملك حفيظة نفوس وزوجها يجهل ضرورة إنهاء أوراقها الثبوتية وكان منشغلا آنذاك في أعماله اليومية للبحث عن الرزق لمواجهة الظروف المعيشية الصعبة في ذلك الوقت. وناشدت المسنة الجهات المعنية إنهاء معاملتها التي استكملت أوراقها المطلوبة. وذكر ابن المسنة مبارك محمد أنه بمراجعة أحوال نجران قبل 4 سنوات طلب الموظف المختص توقيع مستند من شيخ الشمل وتحويله إلى مستشفى نجران العام لتحديد عمر والدته وبالفعل تم ذلك ثم رفعت المعاملة إلى الجهات المعنية، فأفادوا بوجود تشابه بين اسم والدته واسم أحد أشقائها الذي سمي باسم والده وهو "مهدي" فأصبح اسم شقيقها مطابقا لاسم والدها، وهو ما يعتبر مخالفة لدى فرع الأحوال المدنية، وعلقت الأحوال ملف المسنة حتى حضور شقيق السيدة لتعديل اسمه. وما بين رفض شقيقها تعديل اسمه ورفض فرع الأحوال إنجاز المعاملة وقعت السيدة المسنة، وتجسدت معاناتها بأنها أصبحت لا تملك حقا في أي شيء بدءاً بالضمان الاجتماعي و حتى الرعاية الطبية. وقال زوج المسنة محمد حسين إن بقية أشقاء وشقيقات زوجته أنهوا أوراقهم الثبوتية منذ فترة طويلة ولا يوجد في أسمائهم أي اختلاف وكذلك تم إنهاء إجراءات أبنائها وبناتها و16 من أحفادها. وطالب الجهات المختصة بإضافة زوجته في حفيظة النفوس الخاصة به، وعدم تحميلها خطأ موثق البيانات الذي سجل اسم شقيقها باسم والده منذ عشرات السنين. وأشار إلى أن الغريب في الأمر أن اسمها موثق في خانة اسم الأم في شريحة الأحوال المدنية التي تصدر باسم أبنائها و بناتها. واتصلت "الوطن" بمدير فرع الأحوال المدنية في نجران محمد حسن أملوذ لأخذ تعليقه على موضوع المسنة، فأجاب بأنه درس جميع مستندات ملفها، وأكد أن معاملة إثبات هويتها تتطلب حضور شقيقها لاستكمال الإجراءات النظامية المتبعة، وفي حالة عدم حضوره على وليها مراجعة فرع إدارته للإقرار والرفع للجهات المعنية بذلك.