لم يدر في خلد العم سراج، ذي السبعين خريفا أن يكون في مثل هذا الموقف، يطلب حقا من حقوقه ولا مجيب، لسان حال سراج عمر عبدالعزيز الشامي، ابن مكةالمكرمة بعد وفاة زوجته يحكي معاناة دامت 36 عاما، بين أشقاء سلبوه حقه وبين وحدته، بعد أن كان فردا في جوازات مكة أصبح دون مأوى ينتظر ما تخفي له الأيام. تقول ل «عكاظ» ابنة أخت زوجته (ح ، ف)، «لم يبق للعم سراج أحد يرعاه سواي، بعد أن أصيب بخلل في جهازه العصبي إثر سطوة أشقائه على إرثه وتسريحه من عمله، بعد أن كان موظفا حكوميا في قطاع الجوازات، وما إن توفيت زوجته (خالتي) أنهكه الضعف والمرض، وأصبح يعاني من نوبات ذعر شديد تنتابه كل ليلة، لذا قررت أن أستضيفه في منزلي من خلال تخصيص غرفة له ليقضي ما تبقى من عمره فيها، نظير بره بخالتي يرحمها الله». وزادت (ف، ح)، «بدأت المتاعب تنهال من جديد في طريقي أنا والعم سراج أثناء مراجعاتتا للدوائر الحكومية والمستشفيات لعدم وجود إثبات هوية له، كونه من حاملي التابعية التي كانت معتمدة قبل البطاقة، وباءت محاولاتي بالفشل لاستخراج بطاقة أحوال له لتسهيل معاملاته ولتسجيله في الضمان الاجتماعي بعد أن امتدت فترة مراجعاتي لمقر الأحوال المدنية قرابة السنة والنصف، مع العلم أنني امرأة مصابة بمرض السرطان، ولا أقوى على تحمل المزيد». من جهته، أشار المتحدث الرسمي للأحوال المدنية محمد الجاسر، أن مثل تلك المعاملات تحتاج إلى وقت لانتهاء إجراءاتها، مع العلم أن العمل بنظام «التابعيات» غير معترف بها حاليا، لا سيما وجود عدد قليل من كبار السن لا يزالون متمسكين بها، وأضاف «معاملة العم سراج وصلت إلى وكالة الأحوال، وستنتهي قريبا».