كثيرا ما تجد مكةالمكرمة أو أنها دائما ما تجد من رجالاتها من يعمل من أجل حقها حينما تطرأ جدليات اجتماعية أو ثقافية حول رمزية ما .. وحالة مجتمعية ما .. ومن أبرز رجالات مكةالمكرمة الداعمين لأي نشاط ثقافي أو تاريخي لها يأتي اسم مصطفى فؤاد علي رضا عضو مجلس إدارة جمعية الإحسان والتكافل الاجتماعي بمكة وصاحب العضويات المتعددة وعضويته كمؤسس في الهيئة الإسلامية العالمية للتعليم وفي مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله لرعاية الموهوبين وعضويات أخرى متعددة منها عضويته في مجلسي إدارة جريدتي البلاد والندوة، ومن الأعمال الثقافية التي يشار إلى تصديه لها ورعايتها تلك الأنشطة الثقافية في التكفل بطباعة الكثير من الكتب والتوثيق التاريخي لكبار فنانينا مثل عميد الفن السعودي الراحل طارق عبد الحكيم والشاعر إبراهيم خفاجي وغير ذلك من الأسماء. أحببنا أن نبدأ معه البوح عن مكةالمكرمة التي استحالت إلى أكثر من عشق عند ضيفنا وماذا تعني مكة بالنسبة له شكلا ومضمونا ؟ .. فقال : أولا أنت تتحدث عن مكةالمكرمة، ومكة بلد كرمه الله من عنده وحماه على طول المدى، كما أن مكة محظوظة دوما في أن يقف عليها وعلى مصالحها رجال محبون ومخلصون يعون مكانة مكةالمكرمة ويضيفون في كل يوم إنجازات وإضافات تجعلها مواكبة لكل ما هو من شأنه إعلاء مكانتها، ومن نعم الله عليها أن قيادتنا الرشيدة وضعتها في عين وقلب اهتماماتها حيث نجد في كل يوم ما هو جديد ومن شأنه اكتمال استعداداتها لاستقبال زوارها ومحبيها من معتمرين وحجاج وكل من يولى أمرها ويكون حاكمها الإداري .. حيث يتشرف بخدمتها والقيام على رفعتها اليوم ابنها وحاكمها الإداري المولود في مكةالمكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل .. إلا أنني كنت أتمنى لو لم يتماد الاقتصاديون وكبار المستثمرين على طمس جغرافية مكة وخرائطها الطبيعية !. كيف .. ماذا تعني ؟ أعني أن الطفرة الاقتصادية الكبيرة التي هي في الأصل نعمة كبيرة علينا نحن أبناء مكةالمكرمة وأبناء المملكة نعرف ما معنى هذه النعمة التي أكرم الله بها البلاد والعباد، لكن ما أعنيه هنا أن الاستثمار والعلو الاقتصادي في مكةالمكرمة كان من الممكن أن يحقق كل تطلعاته دون أن يأتي على ملامح وأسس مكةالمكرمة تاريخا وجذورا وروحانية أيضا بهدمة لجبال مكةالمكرمة إلى الدرجة التي غيرت ملامح مكة التي نشأنا عليها أطفالا ويافعين، تخيل أننا اليوم نبحث عن جبل أبي قبيس فلم نجده وجبل الكعبة ولم نجده!، لم أكن أتخيل يوما أن تتغير ملامح مكة وتطير جبالها عن خريطتها .. كان من الممكن أن تكون كل تلك المشاريع محيطة بمكة التي هي في أصلها وادٍ والقرآن الكريم يقول: «ربنا إني أسكنت من ذريتي بوادٍ غير ذي زرع عند بيتك المحرم ..» صدق الله العظيم. أي أنها وادٍ محاط بجبال، من الصعوبة بمكان أن يفقد المرء مراتع طفولته وأن يجد ملامح الأرض وجغرافيتها قد تغيرت لأمر أو لآخر. ثم إن لفظ «مكةالمكرمة» يملأ الفم والوجدان وليس «العاصمة المقدسة» . ما قصة جدلية الصراع الإعلامي اليوم الذي يعيشه إعلام مكة من مثقفين وأدباء ورجال مجتمع وإعلام وكتاب ومؤرخين وما إلى ذلك حول تسمية مكةالمكرمة وجواز تسميتها ب « العاصمة المقدسة » من عدم ذلك. وبرز اسمك في وسائل الإعلام كثيرا مدافعا عن إبقاء اسم مكةالمكرمة فقط وإنك قلت في غير موضع إن تسمية « العاصمة المقدسة » غير مناسب لمكةالمكرمة.. فما القصة ؟ أولا، دعني أسألك هل رأيت علما ومعرفا لا يقبل اسمه الجدل .. يعرف مرة أخرى وثالثة ورابعة ؟، إن أعظم ما يمز مكةالمكرمة اسمها الكبير الذي أسماها الله في كتابه الكريم «مرة واحدة» في سورة الفتح في قوله تعالى : (وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطنِ مكة من بعد أن أظفركم عليهِم وكان الله بما تعملون بصيرا?... كما أن القرآن أسماها «بكة» في سورة آل عمران في قوله تعالى: ( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين) .. وسميت « أم القرى » في سورة الأنعام في قوله تعالى: (وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها) .. وسميت أيضا « البلدالأمين » في سورة التين في قوله تعالى: ?والتينِ والزيتونِ وطور سينين وهذا البلد الأمينِ) .. هذا بالإضافة إلى أسمائها الأخرى مثل « البلدة »، « البيت العتيق »، « الحاطمة » و « أم زحم » ، وغيرها.. لتظل هذه هي صفات مكة واسمها العلم « مكةالمكرمة » ، لذا لم أجد أن مسمى العاصمة المقدسة اسم يشير إلى مكة أو يدلل عليها مثل مكةالمكرمة، والذي تم هو أنني عندما سعدت بلقاء سمو ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز في دعوة سحور دعاني إليها الشيخ عبد الرحمن فقيه الذي أهدى سموه الكريم العدد الأول من جريدة « مكةالمكرمة » بعد أن تحول اسمها من « الندوة » إلى اسم مكةالمكرمة الأمر الذي أعجب به سموه بشكل لفت أنظار الحضور فاقترحت على سموه الكريم تغيير مسمى « أمانة العاصمة المقدسة » إلى مسماها الطبيعي « أمانة مدينة مكةالمكرمة » إذ ليس من المنطق أن يكون اسمها العاصمة المقدسة لأسباب عديدة وأول هذه العوامل أن اسم مكةالمكرمة أعظم من أي تسمية قد تلحق بهذه المدينة، ثم إن في تسميتها هذه تكون مختلفة عن أمانات المدن المختلفة في بلادنا، كذلك اسم « عاصمة » لايليق بغير العاصمة الوحيدة للدولة « الرياض » فقط. وهل جاز ذلك لسموه أو أعجبه الاقتراح ؟ هذا ما شعرت به ومن تعليقه، وأحال الأمر والاقتراح للدراسة إلى سمو الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية الذي كان يجلس آنها بجوار سموه. وفي غير الجانب الرسمي .. ما الذي يجعلك تواصل القتال من أجل تحقيق ذلك في صراعات وأمسيات الصالونات الأدبية في مواجهة كثيرين اعترضوا على طلبك هذا بل تمسكوا في إبقاء المسمى الرسمي والإداري « أمانة العاصمة المقدسة » وذاك ماجرى في غيابك أيضا في جمعوية محمد سعيد طيب حيث كانت الأكثرية ضد الفكرة ؟ لكل رأيه، وأنا بالنسبة لي متمسك برأيي وأرى أنه الأصلح وأن المعرف والعلم لا يعرف أو يسمى بشكل كيفمائي ؟، وتأتي عظمة مكةالمكرمة من مسماها، ولعلك تجدني اليوم أكثر الناس سعادة بتغيير مسمى صحيفة الندوة إلى « مكةالمكرمة » ثم إني ابن مكة الذي يعلم أن المغفور له الملك المؤسس عبد العزيز عندما عين الشيخ عباس قطان أمينا عليها اسماه « أمين مدينة مكةالمكرمة » والذي كان يومها مرتبطا إداريا بنائب جلالة الملك في الحجاز فيصل بن عبد العزيز رحمهما الله. عندما نأتي على ذكر الصالونات الأدبية لدينا اليوم، هل تراها آتت أكلها أو أنها مرضية وتفعل ما يطرح فيها من آراء وأفكار تنشأ من نقاش القضايا فيها ؟. وجود هذه الصالونات الأدبية في مجتمعاتنا دلالة على مشاركة نجومها وأعضائها في طرح الأفكار ومساعدة الدولة والمسؤولين فيها وتسهيل مهام المسؤولين في التعرف على ما يتطلبه الوطن والمواطن في كل المناح ثم إن هؤلاء الأعيان من دنيا المجتمع والفكر والاقتصاد والدين أحيانا هم من يساعد المسؤولين في الدولة بطرح الأفكار لدراستها من قبل المعنيين لاتخاذ القرارات المناسبة وهكذا. ثم إن عدد هذه الصالونات بين جدةومكةالمكرمة جيد ويضم أعلاما من المجتمع نفخر بهم ونسعد .. قمت بدعم نشر الكثير من الكتب والمؤلفات ذات العلاقة، هل من توضيح في هذا الجانب ؟، وهل من مشاريع جديدة أنتم بصددها اليوم ؟. قلت أنا ابن مكة وإن شاء الله لن أتردد في أي عمل توثيقي فيه تسجيل تراث المبدعين في مكةالمكرمة وفي المملكة بشكل عام، وهنا أرى أن المهمة واجبة علي وعلى أبناء مكةالمكرمة الذين يعون دورهم الثقافي، وبالفعل أنا اليوم بصدد عدد من المشروعات من هذا النوع. بالتعاون مع معالي الأمين أسامة البار. كما أن تاريخ مكة الثقافي يشغلني اليوم وهو أول ما أفكر في دعمه نشراً وسادعم كل من يتقدم بخطوة نحو هذا المجال.