دعيت الى حفل السحور المقام على شرف سمو ولي العهد الأمير سلمان بن عبد العزيز حفظه الله وسمو وزير الداخلية الامير احمد بن عبد العزيز حفظه الله الذي اقامه الوجيه الشيخ عبد الرحمن فقيه بداره العامرة بمكةالمكرمة ليلة الخامسة والعشرين من شهر رمضان لهذا العام وقد تحدث سمو ولي العهد في أمور كثيرة أثرى بها الحضور كعادته وتطرق الحديث مع الشيخ عبد الرحمن فقيه حول صحيفة مكةالمكرمة واهدى سموه العدد الأول منها وكذلك اثنى سموه على صحيفة مكةالمكرمة وعلى الاسم الجديد لها الأمر الذي دفعني لأن اقترح على سموه الكريم وامام الحضور وبصوت مسموع تغيير مسمى امانة العاصمة المقدسة وبقية الادارات الحكومية الى مسمى « امانة مدينة مكةالمكرمة» أسوة ببقية مدن المملكة وهذا لا يتعارض مع مسمى امانة المنطقة كما هو معمول به في منطقة الرياض « العاصمة» وقد وجه سموه بدراسة الاقتراح لسمو وزير الشؤون البلدية والقروية الامير د. منصور بن متعب حفظه الله الذي كان بجواره ولم يقم أحد من الحاضرين بالمناقشة أو الاعتراض أمام سموه مطلقاً. وبعد ذلك تطرق الحديث في امور شتى تهم المجتمع المكي وتحدثت مع سموه الكريم بخصوص الجمعيات الخيرية الضخمة التي اسسها ملوك المملكة العربية السعودية « الراحلون» في الرياض وعلى رأسهم المغفور له جلالة الملك عبد العزيز آل سعود وابناؤه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد والامراء سلطان ونايف « رحمهم الله جمعيا» واخبرت سموه أن نشاطات تلك الجمعيات المتمثلة في مشروعات صحية وعمرانية وفندقية ضخمة في الرياض يصرف عائدها على الجهات الخيرية المختلفة في البلاد وأنها لم تصل بالشكل والحجم المطلوب لمدينة مكةالمكرمة قبلة المسلمين التي يزورها قرابة ستة ملايين حاج ومعتمر وزائر طوال العام. وأننا نتطلع إلى إقامة مشروعات خيرية ضخمة في مكةالمكرمة تحمل اسم المؤسس وابنائه فوعد سموه الكريم بدراسة هذا المقترح وطلب مني الكتابة له بذلك وقد كان سموه الكريم يحمل في احاديثه الطيبة الكثير من الذكريات الجميلة لمدينتنا مكةالمكرمة واهلها كما يحمل سموه آمالاً وتطلعات واعدة لهذه المدينة المقدسة لتصبح جوهرة المدن السعودية بإذن الله. من هذا المنطلق بدأ بعض الاخوة الكتاب الافاضل الذين اكن لهم كل تقدير واحترام اخذ هذا الكلام مادة دسمة لمعارضة اقتراحي وبث معلومات غير دقيقة معظمها صدرت بانطباعية في بعض مقالاتهم معارضين تغيير اسم امانة العاصمة المقدسة « وبحسن نية» في مقالاتهم المتعددة واعتقد أن هذا الامر غير صحيح فوالدي الشيخ فؤاد علي رضا رحمه الله عضو مجلس الشورى لاكثر من اربعين عاما ترك لنا إرثاً كبياًر من المعلومات عن نشأة الدولة السعودية والانظمة الادارية والمالية التي اشتررك في اعدادها مع زملائه الاعضاء الافاضل «رحمهم الله جمعيا» وأن الملك عبد العزيز رحمه الله قد أمر بتعيين الشيخ عباس قطان امينا لمدينة مكةالمكرمة وكان مرتبطاً مع سمو نائب جلالة الملك في الحاجز سمو الامير فيصل بن عبد العزيز رحمه الله « في ذلك الوقت» كما هو معروف إدارياً، وهذا الامر يتجه نحو تصويب مقترحي وفكرتي بإعادة المسمى القديم لهذا الجهاز الحكومي كما امر به جلالة الملك عبد العزيز رحمه الله لهذا رغبت ان اوضح بعض ما تناقله الناس من أن امانة العاصمة المقدسة اسم ملازم لهذه الوظيفة منذ التأسيس وأقول إن اجمل اسم اطلق عليها امانة مدينة مكةالمكرمة ، فمكة اسم علم لا يحتاج إلى تعريف مطللقاً والدليل إطلاق التوقيت العالمي لمدينة مكة، كما أطلق على الساعة « ساعة مكة»» ولم يقل أحد توقيت العاصمة المقدسة لان العالم كله لا يعرف اسماً لهذه المدينة المقدسة سوى مكةالمكرمة شرفها الله، اما كون أنها عاصمة فأعتقد ان هذا الوصف غير واقعي فمكةالمكرمة منذ ظهور الإسلام هي مدينة يحج ويعتمر الناس اليها وقبلة يتوجه المسلم لها خمس مرات يوميا. ولم نسمع أو نقرأ في امهات المراجع والمصادر والكتب الدينية أو التاريخية أن اسمها العاصمة المقدسة ولم يطلق عليها الاله سبحانه وتعالى هذا الاسم ولم يسميها رسول الهدى «صلوات الله وسلامه عليه « بغير اسمها ولم تعرف في عهد الصحابة والتابعين أو اي مرحلة تاريخية مرت بها هذه المدينة المقدسة بأن اطلق عليها اسم العاصمة المقدسة. كما ان مقتضى الحال يقضي بإطلاق مسمى مدينة مكةالمكرمة على كافة اجهزتها الحكومية وفي مقدمتها امانة العاصمة المقدسة حتى نعيد على الالسنة اسمها ويتداول الناس لفظها ويكتبها وينطقها كل مسؤول وصحفي ومذيع ومراجع وقارئ ومحب وكفى ما ضاع منها من آثار وأحياء ومبانٍ ومواقع ومعالم ذهبت الى غير رجعة ونسيها الاحياء منا قبل الأموات ولم يبق لنا غير اسمها الجميل والهدف من اقتراحي بكل اخلاص احياء هذا الاسم الروحاني الجميل والعريق لتنطق به الألسنة ويتداوله الناس ويتعود النشء على نطقه وسماعه ويظل هذا الاسم ملازماً للمكان والزمان عبر الاجيال كما اراد الله عز وجل لها ذلك وإلى أن يرث الله الارض ومن عليها. ولا أشك في أن الدولة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حفظهما الله وحكومته الرشيدة وامير منطقتنا المحبوب وعلماءنا الاجلاء وسكان مكةالمكرمة وشعب مملكتنا العظيم الا ويدينون بمحبة ومكانة وعظيمة لهذه المدينة المقدسة مكةالمكرمة واسمها الجميل ويسعون دائما لتطورها ونمائها وازدهارها عبر الازمان راجين الثواب من المولى عز وجل. وأقول كما قال الشاعر ماهر شبانة في قصيدته: قولوا لمكة إنني أهواها حتى ولو عز الزمان جفاها قولوا لها إني ليجري في دمي حب وحق الحب لا أنساها قولوا لها أني أتيت متيماً بجمالها وجلالها وببهاها هي كعبة الدنيا ونور عيونها وكفيفة هذي الدنا لولاها