تعاني البوابات (الحارسات) في مداخل أبواب النساء في المسجد النبوي الشريف، من كثرة المخالفات التي يقمن بها الزائرات، سواء زائرات الداخل أو الخارج، خاصة في رمضان. حيث تزداد معاناتهن في ذلك الشهر الكريم نسبة للزيادة الكبيرة في حجم أعداد الزائرات للمسجد وما يجلبنه من مآكل ومشرب للإفطار يخالف معظمه ما يسمح بدخوله للمسجد، ما يلقي عليهن عبئا كبيرا في هذا الخصوص. متقول أم عبدالله، وهي حارسة أبواب لأكثر من 15 سنة: إن من أغرب ما نجده من قبل الزائرات هو الإصرار على دخول علب الماء الكبيرة وعمل ضوضاء عند الأبواب ولا يفهمن، إن الماء داخل الحرم من أجل سقيا الزائرات وليس للتعبئة، وهناك من يستهين بحرمة المسجد، حيث بعض الزائرات من الجنسية التركية يحرصن على دخول علب الدخان، والجالية الإندونيسية والماليزية تحرصن على دخول (وجبة الأندومي) مطبوخة ومكيسة ولها رائحة كريهة جدا، والجالية الباكستانية يحرصون على دخول أنواع معينة من المكسرات أظن أنهم يجلبونها من بلدهم، حيث إن لها رائحة نفاثة وقوية ولا تصلح أن تؤكل في المسجد. المشروبات الغازية أما الزائرات السعوديات فهن يحرصن على دخول القهوة والشاي، وهذا لا يسمح بدخوله في المسجد في الأيام العادية، ولكن في رمضان يسمح بدخول ترامس القهوة فقط، والتمر دون حبات السمسم، الخبز ولبن الزبادين والعصير، كما أنه لا يسمح بدخول المشروبات الغازية، ولا أي أطعمة معدة في المنزل حرصا على نظافة المسجد خلال أوقات الصلوات، حيث من الصعوبة تغيير السجاد في فترة الصلاة من قبل العاملات، وما نتمناه هو احترام حرمة المسجد والتعاون معنا في الحفاظ عليه والمشاركة في احترام القوانين. شرف لنا وتقول زينب (إحدى حارسات الأبواب): «نحن نفتخر بحراسة أبواب المسجد النبوي، وإنه لشرف لنا ونسأل الله أن يعيننا على هذه الأمانة، ووصفت تجربتها بالرائعة، ولكن هناك وقت ذروة عند إقامة الصلاة يكون الضغط على الأبواب كبيرا ومرهقا، ومتعبا ولا نكاد حتى نأخذ أنفاسنا، ولأن الزائرات بعضهن لا يتحلى بالصبر ولا يحببن الانتظار، فإننا نعني في ذلك ولذلك تم تزويد عدد الموظفات الموسميات ليخففنا الضغط علينا. زيادة أعدادنا وتقول (م.ح): «أود أولا أن أثني على كلام الأخت زينب، وكنت أود لو أن عدد الموظفات يزداد على كل باب ليصل عددهن إلى أربع مفتشات، تجنبا لضغط الأبواب أثناء إقامة الصلاة، ولكي لا نلام من قبل المشرفات إن حصل تقصير منا فنحن بشر خاصة أن في رمضان يكون الضغط كبيرا ونحن في فترة صيام ووقوفا بالروضة لساعات كثيرة ثم نأتي لحراسة الأبواب ونحن مرهقات لأن الوردية التي تلي ورديتنا تتأخر بساعات، لذلك نحتاج إلى زيادة في عددنا. أمانة وحسن خلق واعتبر عبدالواحد الحطاب مدير العلاقات العامة بوكالة المسجد النبوي الشريف، حراسة أبواب المسجد النبوي في المدينةالمنورة، بأنها مهنة مشرفة، وفي نفس الوقت حساسة للغاية، حيث الاحتكاك في كل صلاة مكتوبة مع الزائرات والمعتمرات، وأن تعدد الأبواب يجعل المهنة أسهل ولكن بعض الزائرات يتم تكدسهن على أبواب معينة كباب 25 – 29، وتتطلب هذه المهنة الأمانة وحسن الخلق، وحيث يقوم عملهن على أساس التفتيش ومصادرة الممنوعات كأدوات الحديد والأكل الدسم والمشتريات وعلب تعبئة الماء الكبيرة وكاميرات التصوير والجوالات المزودة بكاميرا، وهي مهنة تحتاج من الصبر وطول البال الشيء الكثير، لأن الازدحام أثناء إقامة الصلاة يكون محرجا لهن والمطالبة منهن بسرعة الإنجاز، وأيضا التركيز الشديد أثناء التفتيش الفردي. موظفات موسميات وقال الحطاب، إنه عوضا عن وجود أكثر من 200 موظفة أساسية، تمت الاستعانة بعدد من الموظفات الموسميات، بلغ عددهن ما يقارب 400 موظفة لفترة موسم رمضان، إلى جانب الموظفات الرسميات في الحرم النبوي، حيث تتنوع أعمالهن في التوجيه والإرشاد في ساحات الحرم الخارجية وفي دورات المياه وفي أبواب المسجد النبوي وفي الروضة الشريفة وتختلف ساعات عملهن حسب ورديات الدوام المعدة لهن خلال شهر رمضان المبارك.