وسط أجواء رمضانية روحانية، يحرص أكثر من 600 ألف مصلٍ على تناول طعام الإفطار داخل المسجد النبوي والساحات المحيطة به في كل يوم من أيام شهر رمضان، وذلك بمتابعة وإشراف جميع العاملين في وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي، إلى جانب العديد من موظفي القطاعات الأمنية والخدمية، والذين يعملون على تطبيق خطط إداراتهم من أجل خدمة الزائرين والمعتمرين أثناء وجودهم في المسجد النبوي الشريف لتناول الإفطار. وقال عدد من الذين يعدون وجبات الأفطار للصائمين في المسجد النبوي والذين استطلعتهم «عكاظ»، إن إعداد تلك السفر يستغرق حوالي ساعتين، حيث تستمر من بعد صلاة العصر وحتى وقت الإفطار، وأضافوا «بالرغم من أن إعدادها يستغرق ساعتين إلا أننا نحرص على رفع تلك السفر قبل إقامة صلاة المغرب، وذلك بالتعاون مع جميع العاملين في نظافة المسجد النبوي، مشيرين إلى أن ذلك التعاون قد ساهم في اختصار وقت رفع السفر، حيث لا تستغرق عملية رفع السفر أكثر من 5 دقائق. ويحرص الكثير من القائمين على إفطار الصائمين في المسجد النبوي على الحضور يومياً قبل صلاة العصر وذلك لتفادي الزحام الذي يحدث أمام أبواب المسجد قبيل صلاة المغرب من كل يوم من أيام شهر رمضان المبارك، ولا يكتفي القائمون على إفطار الصائمين في المسجد النبوي على التواجد قبل صلاة العصر من كل يوم، بل يتوجب عليهم التوجه إلى الأماكن التي حددتها وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي، وهي الأماكن التي تعرف ب «مناطق تجمع المأكولات المسموح بدخولها إلى المسجد النبوي»، حيث حددت الوكالة نحو 10 مناطق لتجمع الأطعمة في جميع الساحات المحيطة بالمسجد، حيث يقوم عدد من الموظفين على تهيئة تلك المناطق ومن ثم استقبال القائمين على إفطار الصائمين داخل المسجد النبوي قبل صلاة العصر من كل يوم من أيام الشهر المبارك، حيث يبدأ الجميع بوضع الأطعمة المسموح بها، بالإضافة إلى ثلاجات «القهوة» بمختلف الأحجام داخل تلك المناطق، وذلك حتى الانتهاء من صلاة العصر على أن يبدأ بعد ذلك دخول الأطعمة والمشروبات المسموح بها إلى داخل المسجد النبوي بعد المرور على موظفي البوابات الذين يعملون على التأكد من عدم دخول الأطعمة غير المسموح بها. وأكد عدد من أصحاب تلك السفر، أن هذا الإجراء ساهم وبشكل كبير في تنظيم دخول الأطعمة والمشروبات إلى داخل المسجد النبوي، حيث يلحظ الانسيابية التي يتم فيها وضع السفر داخل المسجد النبوي، مبينين أن ذلك زاد من جمالية سفر الإفطار داخل المسجد النبوي. وجميع القطاعات العاملة في الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي، تعمل على تذليل المعوقات التي تعرقل عمل القائمين على إفطار الصائمين داخل المسجد النبوي، بالإضافة إلى تأمين سير المصلين باتجاه ساحات المسجد النبوي، ولا تتوقف تلك الجهات عند إفطار الصائمين، بل تواصل عملها وذلك استعداداً لأداء صلاتي العشاء والتراويح يومياً، حيث يؤدي أكثر من مليون مصلٍ صلاة التراويح ويشهدون دعاء القنوت داخل المسجد النبوي وفي الساحات الخارجية.