ربع مليون صائم متوسط عدد الذين يتناولون إفطارهم يومياً في المسجد النبوي والساحات الخارجية خلال النصف الأول من رمضان، فيما يقفز في العشر الأواخر ليتجاوز 600 ألف صائم من الزوار والمواطنين والمقيمين، وبينما يعكف الصائمون على قراءة القرآن والصلاة والعبادات، تجد مئات من المواطنين والمقيمين وممثلي المؤسسات والجمعيات الخيرية يعملون على توزيع سفر إفطار الصائمين في المسجد النبوي على مرأى أكثر من ثلاثة آلاف عامل مكلفين بمراقبة وتنظيم وصول عشرات الأطنان من الأطعمة والمشروبات الساخنة والباردة وتوزيعها على موائد الإفطار التي تغطي ساحات المسجد النبوي الداخلية والخارجية خلال 30 دقيقة، بطريقة مرتبة ومنظمة. الوجبات في ساحات المسجد النبوي لها ترتيب خاص من خلال تحديد مواقع لها في الساحات الشمالية والشرقية والغربية، روعي فيها الابتعاد عن الرخام الأبيض بمسافة كافية وسعة الممرات بينها لمرور المشاة وسيارات الخدمات وفصل مواقع الرجال عن النساء، ويزيد عدد الوجبات يومياً على 100 ألف وجبة إفطار. وفي ظل هذا التسابق نحو الأجر والمثوبة، يحرص الكثير من الآباء على اصطحاب أبنائهم الصغار لمساعدتهم في توزيع الأطعمة والمشروبات على موائد وسفر الصائمين، واستحوذ الحضور الملفت لهؤلاء الصغار على دهشة آلاف الزوار واهتمامهم، واعتاد أصحاب السفر الرمضانية في ساحات الحرم والمنطقة المركزية استغلال وقت الإجازة لغرس العمل الخيري في نفوس أطفالهم ولتبقى الموائد التي يقيمونها إرثاً يتوارثه الأبناء من بعدهم في ذلك المكان الطاهر، الذي يفد إليه ما يزيد على ثلاثة ملايين زائر خلال شهر رمضان. وحول الشروط التي تفرضها وكالة شؤون المسجد النبوي لتنظيم عملية توزيع الأطعمة وسفر إفطار الصائمين في الساحات، أوضح مدير العلاقات العامة والإعلام في وكالة شؤون المسجد النبوي عبدالواحد الحطاب أن إدارة الساحات والمواقف تشرف وتتابع هذا العمل وبضوابط واشتراطات يلتزم بها أصحاب السفر المسجلة أسماؤهم وأرقام هواتفهم ومواقع سفرهم لدى الإدارة، إذ يحرص موظفو الحرم النبوي على التأكد من إحضار صاحب المائدة (السفرة) أو القائمين عليها فرشا مناسبا يتسع للمائدة ولمن يجلس حولها، وأن تكون السفر من النوع السميك القوي الذي يضمن عدم تمزقه عند رفعه من الأرض، كما يشدد الموظفون في داخل المسجد النبوي وساحاته الخارجية على منع إدخال أي نوع من السوائل أياً كانت عدا اللبن والماء والعصيرات المعبأة آلياً، كما تضمنت الإجراءات التي اتخذتها وكالة شؤون المسجد النبوي لتنظيم سفر إفطار الصائمين في ساحات المسجد النبوي ضرورة أن يكون متعهد إعداد الوجبات مرخصا له من أمانة المدينةالمنورة، وأن يلتزم بعدم إحضار الوجبات إلى الموقع قبل أكثر من ساعة ونصف من أذان المغرب، وعدم تقديم الوجبات على السفر قبل أكثر من نصف ساعة.