لم يترك فقيد الوطن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز حريق مشعر منى في عام 1395ه يمضي دون الاستفادة منه في مواجهة الأحداث المستقبلية وتحقيق السبق للأجهزة الأمنية في التعامل السليم مع أي طارئ مستقبلا بعد أن أرتأى سموه أنه لابد من وجود طائرات لتغطية موسم الحج وبدأ المشروع في مرحلته الأولى بصدور الأمر السامي الكريم عام 1397ه بشراء ست طائرات، بعد ذلك تطور المشروع بشراء 16طائرة جديدة وكانت متعددة المهام من مكافحة الحريق وإنقاذ وبحث ونقل مؤن للمناطق المتضررة والمعزولة. وتعود تلك الأحداث إلى عام 1395ه أي قبل 35 عاما بعد أن تم إنشاء وحدة الطيران في الأمن العام بتوجيهات كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- بعد حادث الحريق الكبير الذي وقع في الحج في مشعر منى. أوضح ذلك قائد طيران الأمن في المملكة اللواء محمد الحربي، مؤكدا أن مهام طيران الأمن قد تعددت مؤخرا وتشعبت وكان لابد من تحديث وتطوير أسطول طيران الأمن وذلك بالبحث عن أفضل وأحدث الطائرات التي تخدم هذا الجهاز، وتم شراء أحدث الطائرات متعددة المهام والأحجام ومجهزة بأحدث المواصفات والتقنيات الحديثة ومجهزة كذلك للعمل في الليل بالإضافة إلى وجود ميزة الثبات مما يساعد الطيار على أداء عمله على أكمل وجه. تأهيل الطيارين وتبع ذلك اعتماد سموه -رحمه الله- مشروع ابتعاث وتدريب الطيارين ومهندسي الطيران، وهو ما حقق للمملكة على مدى 30 عاما أنشأ أفضل الطيارين على مختلف الخبرات، حيث تم استقطابهم على معايير خاصة ويتم ابتعاثهم إلى خارج المملكة لدراسة الطيران في الولاياتالمتحدةالأمريكية ودراسة العلوم الفنية لهندسة الطائرات في أستراليا. وجرى تقسيم هذا المشروع إلى قسمين المشروع الأول تم استقطاب مجموعة من الطيارين أرسل مجموعة منهم إلى ولاية نورث داكوتا الأمريكية، وجرى تخريج بعض المبتعثين حيث حصلوا على رخص الطيران وبدأ تكليفهم بالطيران التدريجي على طائرات شوايزر schweizer 434، وهذه الطائرات مخصصة للتدريب وزيادة الخبرة قبل خضوعهم للطائرات الكبيرة المتخصصة، وبلغ عدد الطيارين المبتعثين في آخر عمليات الابتعاث 77 طيارا وصل منهم 11 وبقي 66 طيارا تخرج 11 طيارا في مايو الماضي وطيارين في أغسطس المقبل. فيما جرى ابتعاث 149 فنيا إلى أستراليا في برزبن ومالبورن ووصل منهم حتى الآن 30 فنيا وقد أعطوا دورات متخصصة على الطائرات الحديثة ودراستهم تشمل ميكانيكا الطائرات وإلكترونيا طائرات. تدريب الطيارين والفنيين والاهتمام بطيران الأمن استمر في عهد الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- بعد أن جرى إقرار مشروع ابتعاث آخر يمتد من خمس إلى سبع سنوات وهو الاستمرار في ابتعاث المزيد من الطيارين والفنيين وذلك بمعدل 30 طيارا و60 فنيا سنويا، وهذا رقم كبير جدا، وسيكون داعم لجهاز طيران الأمن وسيحدث نقلة نوعية والسبب في ذلك راجع للخطط المطروحة لتطوير جهاز الطيران التي صدرت عليها موافقة سموه -رحمه الله. نجاحات طيران الأمن وقال مدير طيران الأمن إن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- كان أكبر داعم لطيران الأمن في تحقيق نجاحاته الكبيرة في تأدية مهامه في الموسمين العظيمين «الحج والعمرة» الذي يتشرف كل منسوبي طيران الأمن في المشاركة فيهما مع زملائهم في جميع القطاعات الحكومية والأمنية، حيث نفذ طيران الأمن خلال الأعوام الماضية مهام ناجحة متوالية خلال هاتين المناسبتين وتحدثت وسائل الإعلام الأجنبية التي تسلط الضوء خلال كل موسم على هذه الأعمال وأفردت مساحات واسعة تشيد بها، حيث كان لدعمه الكبير أكبر الأثر في تذليل جميع المعوقات التي تعترض سير العمل ومن أهم الإنجازات صدور موافقته -رحمه الله- على اعتماد قاعدة مستقلة لطيران الأمن في المشاعر المقدسة تكون على أحدث طراز وتحقق فيها جميع ما يتطلبه العمل أثناء موسم الحج والعمرة، وكذلك تم رفع جميع الخرائط الإنشائية والمخططات اللازمة للشروع في تنفيذ قاعدة طيران الأمن في منطقة المدينةالمنورة. دعم الدول الأخرى وأبان اللواء الحربي إلى أنه -رحمه الله- وبصفته الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب ومن منطلق حرصه على تقديم الدعم للأشقاء والأصدقاء ولأسبقية تجربة المملكة في إدخال الطيران لأجهزتها الأمنية الذي يصل إلى 35 عاما، فقد كان حريصا كل الحرص على التعاون المشترك مع العديد من الدول وإعطائهم من خبراتنا في هذا المجال وتقديم الدعم والمساعدة وكانت هناك مشاركات في دولة الكويت كدعم ومساندة كذلك لدولة السودان الأولى كانت في عملية السيول التي داهمتها قبل قرابة 20 عاما ومرة أخرى للسودان وذلك بعد احتراق محطة (بوري)، حيث توجهت طائرات للسودان، وكذلك دعم جمهورية مصر بعد الزلزال الذي ضربها قبل أكثر من عشر سنوات وكذلك مهمة لعبارة السلام قبل قرابة الست سنوات.