فى شطحة من شطحات العريفي وهي كثيرة أكد في المدينة 17877 أن الدعاة هم ورثة الأنبياء، مقتطعا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من سياقه مغيرا في قدسية النصوص من تلقاء نفسه لتتناسب ومسألته، أخرج أبو دواد والترمذي وأحمد عن رسول الله قوله: (من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة تضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن طالب العلم يستغفر له من في السماء والأرض حتى الحيتان في الماء وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر ).. هذا نص الحديث وأتى العريفي وحذف كلمة (علماء) وأبدلها بكلمة (دعاة) لتتوافق مع وضعه الذي هو عليه، فالعلماء لهم مرتبة عالية وهم مصابيح الأمة يلجأ إليهم إذا ادلهم الأمر واشتد الخطب وأصابت الأمة نازلة. أعطاهم الله بصيرة ثاقبة علموا بالقرآن وأحكامه والحديث ومتونه. ميزوا الصحيح من السقيم وعرفوا مكامن العلة وشروط القياس، يقول رسول الله عليه الصلاة والسلام: (إن الله يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا). ولم يقل (دعاة) لأن هناك فرقا بين هذا وذاك. إن العريفي بقوله هذا سوف يفتح الباب لكل من أراد أن يضع نفسه في منزلة أكبر من حجمه فيأتي الطبيب ويقول: الأطباء ورثة الأنبياء. ويأتي المهندس ويقول الشيء نفسه ويرى المحامي أنه لا يقل عن الآخرين فيقول: المحامون ورثة الأنبياء. فلكل مهنته التي وفقه الله لها ولكن لا ترقى إلى درجة النبوة وربما تسول للبعض نفسه فيأخذ من النصوص ويغير فيها. ويقول سبقني العريفي إليها، ولو أكمل العريفي حديث رسول الله ولم يقتطعه من سياقه لوجد أن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما فدعوتهم خالصة لوجه الله لم يأخذوا على رسالتهم ألوف الريالات ولم يبيعوا وعظهم على الفضائيات ولا يملكون وسائل دعاية وإعلان ولا يتكالبون على الظهور في برامج رمضان ولا يبيعون شرائطهم في الأسواق ولا يتنافسون على الدنيا ولا يفاخرون بأنسابهم وأحسابهم، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو من هو يقول: «إنما أنا ابن امرأة من قريش تأكل القديد» . ويقول لأصحابة: لا تطرونى..، وكان صلى الله عليه وسلم لا يغضب ولا يشتم ولا يعاير. يا عريفي من كثر كلامه كثرت أخطاؤه واحتاج إلى تقديم اعتذاره. لا بد أن تعلم أن هناك فرقا شاسعا بين عالم باع الدنيا واشترى الآخرة قليل الكلام له خصيصة خصه بها رسول الله فالعالم بين الله وبين خلقه فلينظر كيف يدخل بينهم. وفي سنن الدارمي: من أراد أن ينظر إلى مجالس الأنبياء فلينظر إلى مجالس العلماء». الدعوة لا تكون في بلاد المسلمين فحسب وإنما هناك في أدغال أفريقيا ومجاهل آسيا حيث يوجد أناس لم تصل إليهم الدعوة وإن وصلت فهي مشوشة. لماذا سويسرا ولندن وباريس، لماذا تنفي حقيقة إن نسيتها فالتاريخ لم ينسها، مستنكرا لماذا منعت السلطات الفرنسية عددا من الدعاة من دخول أراضيها. أليس من حق كل دولة أن تراعي مصالحها وتتخذ كل السبل بما يحول بينها وبين المعتدين على أنظمتها ودستورها وأن لها الحق في حماية سيادتها ومصالحها ومن يريد بها سوءا لقد منعت عددا من الدول الإسلامية دخول دعاة بعينهم إلى أراضيها تجنبا لإثارة المشكلات والنعرات وهي من صلب السياسة الشرعية لأي دولة علاوة على أن قرار المنع كان مسببا فهؤلاء يدعون للكراهية والحقد والعنف وهي تضر بشدة مبادئ الجمهورية الفرنسية. لقد وصفت مخالفيك الرأي بأنهم أعداء لهذا الدين مثل أبو جهل ووضتعهم في خندق واحد معه كما سبق أن وصفت كتاب الصحف أنهم منافقون من أحفاد ابن أبي سلول، فهل هذه أخلاق الأنبياء بل حتى العلماء.. أما بقية اللقاء فكانت نرجسية وتمجيدا للذات وتغليبا للأنا وعدم الاعتراف بالآخر.. لن ترقى رقي الأنبياء فهؤلاء اختيار الله، ولا حتى العلماء الراسخين. فاكس: 6975040 E. Mail: [email protected]