أكد الناقد عبدالله الحسن الدويبي، أن الشاعر العربي المتنبي لم يقتل بسبب قصيدته الهجائية في ضبة كما تدعي بعض الروايات، وإنما كان مقتله غيلة سياسية بسبب بعض مواقفه الشعرية، جاء ذلك خلال محاضرته «المتنبي شاغل الدنيا» التي ألقاها أمس الأول في مسرح التعليم ضمن برنامج اللجنة الثقافية بالليث، وأشار الدويبي إلى أنه تناول المتنبي من خلال البعد الاجتماعي والتأثيري على حياة الناس، وذلك في رسالته لشهادة الدكتوراة من جامعة دمشق، ووجد أن شعره يتطرق للعديد من الحكم والأمثال والرؤى التي يؤمن بها الساسة والمثقفون وجعلوها نبراسا لحياتهم العامة، لافتا إلى أن أبو منصور الثعالبي هو أول من أطلق لقب المتنبئ شاغل الدنيا، وعاب على من اتهم المتنبي بالنرجسية؛ بأنه لم يقف جيدا على أشعاره، حيث لم يجد التقدير والشكر من الناس فقام بمكافأة نفسه، وأوضح أن العصر الذي عاش فيه المتنبئ أثر على شخصيته، حيث تفشي المكر والدسائس والحروب كما أن الحرية السياسية ساهمت في إبداعه، وقال «المتنبئ سجن لأنه عاش حركة تمرد وليس ادعاء النسب كما يتقول البعض، ومن أشعاره ما يدلل على ذلك كما أن أمه علوية وهذا أثر في شعره»، وعرج الدويبي على علاقة المتنبئ بخولة أخت سيف الدولة وعشقه لها، ثم تحدث عن انكساراته ورحيله عن بلاد العرب ثم مدحه لبعض الزعماء الأجانب، مؤكدا بأنه لم يمدح عربيا قط بعد خروجه من حلب وطلب أن يكتب على شاهد قبره: مشيناها خطى كتبت علينا ومن كتبت عليه خطى مشاها